تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التوسل المشروع و غير المشروع

التوسل المشروع و غير المشروع

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده ، والصلاة على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وسلم تسليماً كثيرا ..

إن من جهل الناس بأحكام الشريعة ، وتلبيس بعض المنتسبين للعلم زوراً ..
أدت إلى إنحراف الناس عن العقيدة الصحيحة فتسمع منهم أقولاً منكرة وأفعالاً مشينة ، من ذلك : التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين ، والاستغاثة بهم .. إلى غير ذلك من الأقوال المجانبة للحق والصواب .. لذا أحببت أن أضع بين أيديكم موضوعاً مبسطاً عن التوسل المشروع والتوسل الممنوع .. وبيان حكم كل منهما .

نفعنا الله وإياكم به ، وجعلنا من المتابعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

خليجية

التوسل :
معنى التوسل : هو التوسط في الدعاء أو طلب المَعُونة من الله بطريقة غير مباشرة .
وأركان التوسل هي : متوسل ومتوسل به ومتوسل إليه .
فإن نقص منها ركن فلا يعد من التوسل ولا من معناه .
والمتوسل إليه : في كل حال هو الله تعالى فمن عِندهِ تقضى الحاجات ، وتلبى الرغبات .
والمتوسِل : هو الداعي .
ويبقى المتوسَل به : هو وسيلة الدعاء ،
وهو على قسمين :
1. مشروع .
2. وممنوع .

خليجية

التوسل المشروع :
أما المتوسل به المشروع فصوره عدة ومنها :
– التوسل إلى الله تعالى بأسماء وصفاته ، كقول : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث .
فالمتوسِل : هو الداعي
والوسيلة [المتوسل به] : هي تعظيم الله باسم الحي و القيوم ، وبصفة الحياة والقيومية .
والمتوسل إليه : هو الله تعالى فهو المغيث وحده سبحانه دون ما سواه .
– ومن صور التوسل : التوسل بالإيمان بالله ، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال تعالى : ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ) .
– ومن صور التوسل : التوسل بالأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة ، كما في فصة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم وخالصها .
– ومن صور التوسل : التوسل بدعاء الصالحين الأحياء ، كما ثبت من أكثر من وجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في الاستستقاء : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنا نتوسل إليك بعمّ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم أمر العباس بأن يقوم ويدعو الله تعالى .
وفي ذلك أنه توسل إلى الله تعالى بدعاء العباس رضي الله عنه ، ولا يجوز أن يطلب ذلك من الميت ، ولو جاز لما كان يليق بعمر بن الخطاب وفقهه ومحبته للنبي صصلى الله عليه وسلم، أن يقدم دعاء العباس على دعاء النبي صلى الله عليه وسلم !! .
وكذلك توسل معاوية بن أبي سفيان بدعاء الأسود بن يزيد الجرشي ، وغير ذلك .
فهذه كلها صور التوسل المشروع .

خليجية

التوسل الممنوع -غير المشروع- :

التوسل الممنوع : هو التقرُّب والتزَلُّف بما يَعتقِده المُتوسِّل أنه مبارك ومقبول عند الله، وهو منْهِي عنه، سواءً بجاه أو بحق أو بذات الأنبياء والصالحين .
كقول القائل : اللهم إني أسألك بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بحق النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم .
وتنبه إلى أن المقام لا يزال في ( دعاء الله تعالى بوسيلة ) وهنا جعل الداعي الوسيلة : حق أو جاه أو ذات النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا النوع من التوسل اختلف أهل العلم من بعد القرون المفضلة في جوازه ، والصواب أنه : بدعة لا تجوز ، لأن هذا لم يرد به حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يرد ذلك إلا في أحاديث لا تنتهض للحجة ، وقول من لا يكون قوله حجة !! ، بل نص أبو حنيفة النعمان -و عليه اتفاق أصحابه- على المنع من : سؤال الله بشيٍ من خلقه ، قال القدوري : ( المسألة بخلقه لا تجوز لأنه لا حق للخلق على الخالق ، فلا تجوز وفاقاً ) .
وعليه فالتوسل بحق المخلوق وجاهه وذاته : بدعة منكرة .

خليجية

أما من دعا غير الله تعالى : مشتغيث به لا متوسلاً به ، فهذا من الشرك الأكبر ولا خلاف في ذلك
قال تعالى ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)
وذلك لأن :
الاستغاثة لها ركنان : المشتغيث وَ المشتغاث به ، ولا ركن ثالث لها .
وأما التوسل فأركانه ثلاثة كما تقدم : متوسل و متوسل به و متوسل إليه .
هذا من وجه ، و والوجه الآخر : أن قول الرجل : يا فلان أغثني ، أو يا رسول الله نفّس كربتي : في فهم كل عربي وعاقل يسمى استغاثة ولا يسمى توسلاً ، فقط طلب منه الغوث ، وطلب منه تنفيس الكربة .
ولا يقال بأن مراده : يا فلان ادع الله أن يغيثني !!!! ، أو يا رسول الله ادع الله أن ينفس كربتي .
لأن هذا لم يرد في كلامه ، وفي حقيقة الحال هو يريد ذلك ممن دعاه ، ولو أراده من الله لطلبه من الله مباشرة ، ولهذا لما زعم المشركون أنهم ما دعوهم من دون الله ، وإنما ( اتخذوهم وسطاء ) و ( وشفعاء ) و ( وسائل ) ، كذبهم الله تعالى وكفرهم كما تقدم ذكره .
فهذا النوع ( من التوسل !! المزعوم ) بمعناه الخاطئ : هو الشرك الأكبر بالله تعالى ، وهو توسل المشركين إلى آلهتهم على حد زعمهم وكذبهم وافترائهم ، وبهذا يتم الكلام عن التوسل باختصار .

فعُلِم بذلك أنَّ مَن اتَّخذ من دون الله أولياء للتقرُّب أو للتزلُّف؛ سواء كانوا أصنامًا أو أشخاصًا، فقد خالَف التَّوحيد والإخلاص، وأشرَكَ بالله العظيم، وانحَرَف عن الصِّراط المستقيم والدِّين الخالص لله، واتَّبَع خطوات الشيطان، ووقَع في الضَّلال المُبِين، وقد حَكَم الله -سبحانه وتعالى- على مَن كان أمرُه كذلك بالكذب والكفر كما ترى.

خليجية

منقول

jzach alla7 5eer
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.