تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التهاب الجهاز الهضمي عند الطفل

التهاب الجهاز الهضمي عند الطفل

التهاب الأنبوب الهضمي (المسمى أحياناً، عن خطأ، التهاب المعدة" أو "التهاب الأمعاء" يصيب الجميع، بالغين وصغاراً.
لكن حالات الإصابة عند الأطفال غالباً ما تنطوي على خطورة أكبر، بالتالي ينبغي توخي الحذر.

التهاب المعدة يصيب بالأحرى، بحسب تعريفه الطبي، أعضاء الأنبوب الهضمي، سواء كلياً أم جزئياً. لذا من الخطأ تسميته "التهاب المعدة" أو "الاتهاب المعوي".
فهو لا يصيب المعدة وحدها، ولا الأمعاء وحدها، إنّما أيضاً اللسان، ومعه تجويف الفم، والحنجرة والمريء والقولون والمستقيم، إذ يشمل أجزاء الأنبوب الهضمي كافة. بالفرنسية، يدعى gastro enterite.
لكن له تسميات عديدة بالإنجليزية: gastroenteritis، وهي التسمية العلمية الرسمية، لكن أيضاً gastro (اختصاراً)، gastric flu وtummy flu وstomach flu، وكلّها تعني شيئاً من قبيل "إنفلونزا المعدة" أو "إنفلونزا البطن".
لكنّها تسميات شعبية دارجة، إذ ليس للداء علاقة بالإنفلونزا.

مهما تكن التسميات، لا ينبغي الاستهانة بهذا المرض، إذ يتسبب في عدد مذهل من الوفيات: من 5 ملايين إلى 8 ملايين شخص (من بينهم 60 في المئة من الأطفال)، سنوياً، يموتون جراء التهاب الجهاز الهضمي، طبعاً على صعيد العالم بأسره. فالمرض متعدد الأسباب: في أغلب الحالات، يتأتى من أنواع مختلفة من الفيروسات، لاسيما المسمى "نوروفيروس" (المسؤول عن نصف الحالات الإجمالية)، و"روتافيروس" (ما يهمنا، هنا، لأنّه وراء معظم حالات إصابة الأطفال). وفي حالات أندر، لكن كثيرة، تنقله أنواع معيّنة من البكتيريا، وأحياناً ينجم عن بعض السموم المعوية، وأيضاً الديدان المتطفلة.

– أعراض أخرى:
في ما يخص الحالات الناجمة عن البكتيريا، يمكن القول إنها شبه مستحيلة في بلدان يتعاطى سكانها مضادات الحيوية. المعضلة أنّ الحالات الفيروسية هي الأكثر شيوعاً.
والمعضلة الأكبر: إنّ إصابة الطفل بهذا المرض تضاعف احتمالات التداعيات الخطيرة.
لذا حريٌّ بالوالدين توخي بالغ الحذر في حال إصابة الطفل بالتهاب معوي.
فالإحصاءات تثبت أنّ هذا الداء، بعد الحوادث المنزلية، يأتي في الدرجة الأولى كسبب لوفيات الأطفال من سن 5 سنوات فما دون، وذلك في بلدان تعدُّ "متطورة" صحياً.
أمّا الأعراض، فتختلف من عضو إلى آخر من أعضاء الجهاز الهضمي.
لكنْ، ثمّة قاسم مشترك أعظم: الإسهال، فضلاً عن التهاب المعي الغليظ (ما يفسر تسمية "التهاب الأمعاء"، على الرغم من أنّ الداء يطال معظم أعضاء الجهاز الهضمي الأخرى).
وعدا عن الإسهال، الذي يرافق حالات الإصابة كلّها، ثمّة أعراض أخرى ممكنة. لكن، يندر أن تكون كلّها مجتمعة في وقت واحد لدى المريض نفسه، إنّما جزء منها:

* الغثيان والتقيؤ. وأحياناً، في الحالات الحادة، يتقيأ المصاب حتى عندما يكون بطنه خاوياً، إذ يلفظ المادة الصفراء.
* فقدان الشهية.
* الحمى.
* الصداع.
* الغازات المعوية.
* آلام في البطن.
* بقع دم في البراز (ما يشبه الزحار، أو الديزنتيريا). وفي هذه الحالة، غالباً ما يكون أصل المرض بكتيرياً، وليس فيروسياً.
* النحول العام والشعور بالضعف والوهن (وهو، مثل الإسهال من الأعراض شبه الدائمة).

– التخلي عن عادات سيِّئة:
وما ينبغي معرفته قبل كل شيء: الإسهال الناجم عن الإلتهاب المعوي ليس هو القاتل، إنّما ما يجرُّ إليه من فقدان الماء في الجسد، بمعنى آخر جفافه. وهذا ما يذكّر بالهيضة (أي الكوليرا، أو التهاب الضمة)، وهو داء "مائي" بجدارة، بما أنّه ينتقل بوساطة الماء بشكل أساسي، والإسهال الناجم عنه هو القاتل، بسبب ما يفضي إليه من جفاف الجسم.
ومن المفارقات: يظل الماء، نفسه، أفضل علاج لذلك الوباء. فمكافحته تقوم على مبدأ بسيط: تعويض ما يفقده المريض من ما جراء الإسهال.
وفي ما يخص الالتهاب المعوي، يجب أيضاً التخلي عن عادة سادت طويلاً: "معالجة" الطفل المصاب عبر جعله يشرب مشروبات غازية (من فئة "كولا" وأخواتها).
إذ ظن البعض، لعقود، أن شرب الـ"كولا كذا" و"الـكولا كيت" يعين الطفل على التخلص من الالتهاب.
وهذا خطأ كبير، في حد ذاته، فضلاً عن المضار العديدة الأخرى لتلك الأنواع من المشروبات.
الآن، بات الأطباء يُجمعون إجماعاً تاماً على أن مشروبات الـ"كولا" تفاقم الإصابة، وتزيد الإسهال في إصابة الطفل بالـ(gastroenteritis). إلى ذلك، فنسبه الصوديوم، المتدنية في مثل تلك المشروبات، غير كافية للتعويض عن الصوديوم المفقود. وبما أنّ الطفل، بعد شربها، يحس بنوع من "التخمة"، لا يعود راغباً في شرب الماء، أو أي مشروبات أخرى، صحية، كفيلة بتعويض فقدان المعادن.
وعليه، إذا كان شرب المشروبات الغازية منبوذاً أصلاً، حتى في الأوقات الاعتيادية (لما يسببه من ضرر للجسم، لاسيما جسد الطفل الغض)، فإنّه ممنوع بتاتاً في حالة الإصابة بالتهاب الجهاز الهضمي.

من جهة أخرى، يوصي الأطباء بالتخلي عن عادة سيِّئة أخرى: إعطاء أدوية تضم خلاصة الجزر، أو عصير الجزر نفسه، للطفل المصاب بالتهاب الجهاز الهضمي.
إذ هنا أيضاً توصل المتخصصون إلى استنتاج أن تلك الأدوية ليس فقط لا تنفع، إنما قد تأتي بالضرر.
وثمّة نصيحة أخرى: إذا كان طفلك رضيعاً، أو ما يزال يتناول جرعة يومية من الحليب، فلا داعي مطلقاً لتغيير ماركة الحليب المستخدمة عادة. فتغيير الحليب عند الإصابة بالمرض، هو أيضاً، لا يجدي إنما قد تترغب عليه مضار، لكون المعدة والأمعاء غير مستعدة للتعود على ماركة جديدة، في تلك الفترة الحرجة بالذات.

– انتقال عبر اللمس:
إلى ذلك، يجوز القول إن من السهل على الأطفال الكبار، والمراهقين، تعويض فقدان الماء من خلال الإكثار من شرب الماء أو تناول أطعمة غنية به (مثل الحساء، الذي يُنصح به بشدة في حالات الالتهاب المعوي).
لكن، في المقابل، ليس هيناً تعويض نقص الماء الناجم عن الإسهال عند إصابة طفل رضيع، إذ من العسير إرغامه على الشرب.
لذلك، ثمّة محاليل خاصة، مهيأة خصيصاً للرضع، وتؤخذ عن طريق الفم تعجِّل تعويض نقصان الماء في الجسم. وهذه المحاليل، التي أثبتت فاعليتها، تباع عادة في الصيدليات حتى من دون وصفة طبية (لكن، مع الوصفة، تغطى التكاليف من جانب معظم مؤسسات الضمان الصحي والتأمين).
ومن المجدي جدّاً، في حال انتشار الالتهاب المعوي، أن يستبق الوالدان الأمور، فيقتنيا تلك المحاليل تحسباً.
وإذا قلنا إنّ الإلتهاب المعوي ليست له علاقة بالإنفلونزا، على الرغم من أنّ البعض يلقبه "إنفلونزا البطن" أو "الإنفلونزا المعدة"، فإن ثمة نقطة مشتركة مع "إنفلونزا الخنازير": انتقال المرض يتمُّ عبر اللمس أكثر من أي شيء آخر.
لذا ينبغي غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار في حال انتشار الداء، لاسيما بعد لمس أشياء عمومية، كمقابض الأبواب (خصوصاً أبواب المرافق الصحية العمومية، وأبواب الصفوف المدرسية، وما إلى ذلك)، ولمس عملات معدنية أو أوراق نقدية (بما أنها تنتقل بين أيادٍ كثيرة)، ومقابض عربات التسوق، وسلاله. وهذا ينطبق على الطفل، وأيضاً على والديه وذويه من البالغين، وبشكل خاص الأُم، التي ينبغي تغسل يديها مباشرة قبيل اعتنائها به، إذا كان رضيعاً (لغسله أو تحميمه أو تبديل حفاظاته أو إرضاعه أو تحضير حليبه وإعطائه الرضّاعة، أو مجرّد مداعبته).

كما يجب الانتباه إلى نوعية الطعام والأغذية والوجبات العائلية.
فالالتهاب المعوي لا يندر أن ينجم عن تناول أغذية معيّنة، لاسيما اللحوم المعاد تسخينها، والبيض غير الطازج، وبعض الألبان ومشتقات الحليب، والمعجنات.
وطبعاً، يشكل الماء أوّل وسيلة لإنتقال المرض، مثلاً الماء غير المعقم، أو الذي يضم بكتيريا.
لذا في حال انتشار الداءن يفضل الامتناع عن السباحة في المسابح العمومية، وتجنيب الطفل، هو أيضاً، الغطس فيها.

* إعداد: محمّد عبود السعدي

يسلمو موضوع مفيد
*ماي الورد*
الشكر لج حبوووبة

جزاج الله خير

ام حمد
الشكر لج حبوووبة

مشكوره على المعلومات يزاج الله خير
مشكوره على المعلومات يزاج الله خير

عشق قلبين
مشكوورة على تووواجدج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.