|
إرشادات للحامل أثناء الصيام
تعد فريضة الصيام فرصة كبيرة لدعم الصحة الجسدية والنفسية، لأن أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة تأخذ فترة راحة ضرورية لتجديد نشاطها وتستعيد وظائفها وللتخلص من الأدران والرواسب الموجودة بالجسم بالإضافة إلى تجديد الدورة الدموية
على إعادة التنظيم المطلوب لعمل الجهاز الهضمي من خلال الراحة التي يوفرها شهر رمضان الكريم.
إضافة إلى أن الصيام يساعد الجسم على التخلص من عدد كبير من الأمراض التي تسببها السمنة، كما أن المرضى المصابين بأمراض مزمنة، منها الكبد والكلى وتورم الساقين يستفيدون من فريضة الصيام كما إن المصابين بمشكلات في الجهاز الهضمي يستفيدون أيضاً، حيث إن كمية الأملاح والبروتينات في الجسم تقل.
وللتعرف أكثر عن كيفية العناية بصحة المرأة الحامل خلال شهر رمضان المبارك من جميع الجوانب التقت (الصحة أولاً) الدكتورة برامجيت لوترا اختصاصية نسائية وتوليد والدكتورة نداء برقاوي أختصاصية التغذية والدكتور فادي محمود اختصاصي أسنان من مركز ويلنس الطبي وكانت بداية الحوار مع الدكتورة لوترا التي قالت: إن معظم السيدات الحوامل يستطعن الصيام ولكن بضوابط معينة تختلف من سيدة إلى أخرى،
لأن الاحتياجات الغذائية للحامل تزيد بالمقارنة مع قرينتها، فهي تحتاج إلى عدد أكبر من السعرات الحرارية كما تحتاج إلى كمية أكبر من السوائل وإذا نقصت الكمية المطلوبة من الغذاء والسوائل بسبب الصيام أو غيره فقد يسبب ذلك للمرأة الحامل هبوطاً في نسبة سكر الدم أو هبوطاً في الدورة الدموية أو الدوخةً والإرهاق، ومن هنا فإن كل امرأة تستطيع وحدها تحديد موقفها من الصيام في رمضان، وذلك حسب حالتها الصحية العامة،
لذلك فلا خوف على المرأة الحامل من الصيام، لكن في حال خشيت الأم على جنينها من قلة الإرضاع خصوصاً إذا كانت في الأشهر الثلاثة الأولى تستطيع الإفطار، حيث إنها تحتاج في الفترة ذاتها إلى وجبات صغيرة منتظمة على فترات متقطعة خاصة إذا كان لديها ميل للقيء أو الغثيان، وكذلك الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل لا ينصح بصومها لأن احتياجات الجنين والأم الغذائية تتزايد في هذه الشهور.
أما عن الأشهر الثلاثة المتوسطة من الحمل فقالت د. لوترا، يمكنها أن تصوم إذا لم تجد مشقة وإذا كان الحمل طبيعيا غير مصحوب بأي أمراض ولا تعاني من آثار جانبية عليها أو على جنينها.
وبالنسبة للمرأة الحامل المريضة بالسكري إذا كانت تحت السيطرة الكاملة إما بتنظيم الأكل وكميته أو عن طريق جرعات بسيطة من الأنسولين مع عدم وجود أعراض أخرى من الممكن صيامها وتناول الأنسولين قبل وجبة الإفطار مباشرة، لأن للصيام فائدة كبيرة لتنظيم السكر في الدم، وبناء على الصيام نستطيع تحديد نسبة السكر، أما المرأة الحامل المريضة بارتفاع ضغط الدم وانخفاضه يمكنها الصيام وتناول الأدوية بعد الإفطار مباشرة، لأن الحامل التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم تحتاج إلى جرعات أدوية أقل في حالة الصيام.
أما بالنسبة لتغذية المرأة فقالت د. نداء برقاوي، إن تغذية الحامل أثناء الحمل تؤثر على صحة الأم وحجم الجنين ونموه، ولذا يجب أن تكون الوجبة الغذائية للحامل وجبة متكاملة تحتوي على البروتينات ومنتجات الألبان والحبوب والخضروات والفاكهة واللحوم، كما يجب تجنب الإسراف في تناول الشاي والقهوة، والامتناع عن التدخين، وأضافت د. برقاوي إنه ليس هناك أي ارتباط بين الفترة التي يمر بها الحمل وقابلية الحامل للصوم حيث تستطيع الحامل الصوم دون أي مضاعفات ما دامت حالتها الصحية تسمح بذلك.
ولكن إذا حدثت بعض المضاعفات المعتادة في الحمل كانخفاض نسبة السكر في الدم أو هبوط الضغط أو اختلال مستوى الأملاح في الجسم، ففي هذه الحالات تنصح الحامل بالإفطار، وذلك حفاظاً على صحتها ومنحها الفرصة لتناول الأدوية اللازمة، والمرأة الحامل بأكثر من طفل معاً من الأفضل لها الإفطار في رمضان وذلك حتى تستطيع تلبية احتياجاتها والاحتياجات الغذائية للأجنة في بطنها.
وقدمت د. برقاوي بعض الإرشادات الأساسية للحوامل وخاصة في شهر الصيام حيث يتعين على الحامل الاعتماد على النشويات المقشرة، لأنها تحتوي على عدد كبير من الفيتامينات وتعتبر مصدراً للطاقة المطلوبة للجسم، وذلك بصورة أكبر من اعتمادها على السكريات البسيطة كالحلويات والبسكويت والشوكولاته والمياه الغازية، كما يطلب منها شرب السوائل للحفاظ على نسبة الماء في الجسم دون نقصان حيث يعرضها نقص الماء إلى الجفاف، وقد يؤدي إلى حدوث جلطة دموية بسبب نقص سيولة الدم (المصاحب عادة للحمل الطبيعي)،
كما يساعد شرب الماء بعد الإفطار على نظافة الجهاز البولي وتنقيته من الترسبات المسببة للحصى، وأخيراً يتعين على المرأة الحامل ممارسة رياضة المشي بصورة منتظمة لتقوية العضلات والحفاظ على ليونة الجسم، ويعتبر أداء صلاة التراويح نوعاً من الرياضة وتنشيط جسم الحامل، وأكدت د. برقاوي أنه يجب على الحامل تناول الفيتامينات والحديد التي يصفها الطبيب المشرف على الحمل.
أما عن وقاية أسنان الحامل خلال شهر رمضان قال د. فادي إن مقاومة التهابات النسج الداعمة للثة والعظم والأربطة المحيطة بالأسنان، إضافة إلى الحالات الإسعافية الناجمة عن ألم الأسنان هي أهم المشاكل السنيّة التي تشغل المرأة الحامل.
وفي حال علمت المرأة حديثاً أنها «حامل» أو تريد ذلك، فعليها القيام بفحص أسنانها وعمل تنظيف وقائي مع نهاية فترة الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، بحيث يقوم طبيب الأسنان بتنظيف وعلاج الأسنان المصابة وتحسين حالة الصحة الفموية وخاصة اللثوية والرفع من كفاءة التنظيف اليومي لدى المرأة الحامل من خلال النصائح التي يقدمها لها.
وأضاف د. فادي من الأفضل اكتمال العلاج السني خلال الفترة الممتدة من الشهر 4 – 6 من الحمل،لأنها تعتبر فترة آمنة من حدوث الاختلاطات الناجمة عن التخدير أو تناول الدواء أو علاجات الأسنان الشديدة خلال الفترة الأخيرة من الحمل.
أما في حال كانت تعاني الحامل من حالة إسعافية ناجمة عن ألم الأسنان في الفترة الأخيرة من الحمل فمن الأفضل استشارة طبيبة الولادة التي تتابعها، بالإضافة أنه بجب الاتصال بطبيب الأسنان الخاص بها، وبالتأكيد يجب تأجيل كل العلاجات السنيّة الانتقائية إلى ما بعد الولادة.
لأنه من الشائع أن يتطوّر لدى المرأة الحامل التهاب اللثّة الحملي الذي يصيب اللثّة والنسج المحيطة بالاحمرار وألم عند اللّمس ونزيف لثوي. وقال إن المسبب الأول له هو ازدياد نسبة الهرمونات خاصة الأستروجين والروجيستيرون والبروجيسترون والذي يترافق مع زيادة اللويحة الجرثومية السنية (البلاك) وهو عبارة عن طبقة لزجة لاصقه مكونة من خليط من البكتيريا والطعام أو بقايا الطعام.
تبدأ هذه الحالة وتصبح ظاهرة خلال الفترة الممتدة بين الشهر 4-6 من الحمل، وإذا كانت تعاني من التهابات اللثّة الحملية ولم تتم المعالجة فإنها بعد الولادة سوف تتطور الحالة إلى الأسوأ ليشمل الالتهابات العظام والأربطة المحيطة بالأسنان والأنسجة الداعمة، كذلك تتعرض المرأة الحامل لخطر الإصابة بالورم الحملي اللثوي وهي أورام حميدة تظهرعلى اللثّة الملتهبة والمتهيجة.
إن علاج هذه الأورام يكون بتركها إذ إنها تضمحل وحدها بعد انتهاء فترة الحمل، ولكن إن تداخلت مع عملية الاعتناء بالصحة الفموية وعملية مضغ الطعام فإنه يتعين على طبيب الأسنان القيام بالاستئصال الجراحي لها.
وأضاف د. فادي إن الدراسات تظهر وجود ارتباط وثيق بين المواليد ذوي الأوزان القليلة مع وجود التهابات الأنسجة الداعمة عند الأم ومع استمرار الدراسات العلمية لإثبات تلك العلاقة مع الحمل فإنه ينصح المرأة الحامل بالاهتمام بعلاج التهابات النسج الداعم إلى جانب أيّة أنواع أخرى من الالتهابات.
ونصح د. فادي الأم الحامل بأن تقلل من خطر الالتهابات اللثويّة أثناء الحمل ويجب عليها إعطاء المزيد من الانتباه والعناية بالصحة الفموية قبل وأثناء وبعد الحمل من خلال تنظيف الأسنان المستمر بالفرشاة والمعجون والخيط بين الأسنان لإزالة طبقة البلاك.
وأضاف إنه يفضل القيام بالتنظيف الوقائي عند طبيب الأسنان مع نهاية الفترة الأولى من الحمل والممتدة من الشهر 1 – 3، وتناول وجبات غذائيّة معتدلة والحصول على كميات كافية من فيتامين (ب 12) و فيتامين (س)، ومن المهم أيضاً التوقف عن التدخين طيلة فترة الحمل إن كنت مدخّنة والابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة اللاصقة والسكريات اللزجة وخاصة في حالة الصيام حيث يجب تجنب بقاء الفم لفترة طويلة دون تنظيف، حتى تظل بقايا الطعام ملتصقة لفترة طويلة على سطوح الأسنان، خاصة عند الأشخاص الذين يتجنبون تنظيف أسنانهم طيلة فترة الصيام خشية ابتلاع الماء.
هذا الموضوع للأمانة الطبية منقول من :
https://www.asnanaka.com/phpp2/showth…?p=283#post283