|
بعد التحية الحارة،
أيها الأحبة…!!
أختلف الناس قديما وحديثا في بواعث النجاح
لدى الإنسان:
* فمنهم من يعتقد أن باعث النجاح في الحياة
العملية يعتمد في كثير من الأحيان على ضربة
حظ…!!
* ومنهم من يرى أن الباعث وراء ذلك هو التفاني
في العمل في أغلب قصص النجاح…!!
* ومنهم من يذهب أن السر وراء النجاح في بعض
الأحيان هو إستغلال الإنسان ذكاءه للوصول
إلى مراكز وتكوين صداقات على حد قول الدكتور
" تشاردلز جارفليد " أستاذ مساعد بكلية
بجامعة كاليفورنيا الأمريكية ورئيس المركز العلمي
المتخصص في دراسة وبحث أسباب النجاح
والتفوق لدى بعض الأشخاص الناجحين.
فحوى دراسة الدكتور " تشاردلز جارفليد ":
إنها عينة كبيرة من الأشخاص الذين أخضعهم
الدكتور " جارفليد " تحت الدراسة العملية ،
حيث بلغ عددهم 1500 شخص من الفئة
الناجحة والمتفوقة في حياتها العملية.
خطـــــــة الدراســـــــة:
تابع " جارفليد " هذه العينة المدروسة من
الأشخاص عبر مراحلها في سلم الحياة،
أي مرحلة مرحلة إبان حياة هؤلاء الأشخاص…
وكانت النتائج المتحصل عليها أنهم يشتركون
في صفات ومميزات غير فطرية أي مكتسبة،
بحيث يمكن أي شخص أن يتعلمها بسهولة…!!
الأمر الذي يعني أن كل شخص يستطيع
أن يحوز على رئاسة مؤسسة أو يفوز بالميدالية
الذهبية، أي أن كل شخص يستطيع أن يستغل
مواهبه بعض الشيئ…!!
سبل الوصول لقمة النجاح:
يقترح الدكتور " تشاردلز جارفليد " نقاط عملية
في محاولة للوصول إلى قمة النجاح ،ولتبسيط
هذه النقاط سوف نتناولها في نسق منهجي
حسب تسلل أفكارها ونعمل على تقسيمها
للعناصر التالية:
01)- عنصر الجدية:
يعتقد السواد الأعظم من الناس أن الشخص
الناجح هو الذي يتميز بالجدية لا يعرف سوى
العمل…!!
وتقدير الدكتور " تشاردلز جارفليد " لهذه
النظرية أنها ليست سليمة في كثير من
الأ حيان، فالشخص الناجح في حياته العملية
حسب " جارفليد ":
أ)- شخص سعى إلى النجاح ووصل إلى القمة
في مرحلة متقدمة.
ب)- حافظ على هذا المستوى دون الشعور
بالإرهاق أو التعب.
جـ)- يحب عمله.
د)- لايكترث بالنتائج.
هـ)- لايرى العمل أنه كل شيئ.
ق)- يعرف ويحترم معنى الحياة الأسرية.
ي)-يستمتع بقضاء وقت طويل مع الأصدقاء
والمقربين.
02)- عنصر المكافآت:
فالإنسان الناجح يعمل على إختيار العمل
الذي يحبه ويمضي أكثر من نصف وقته
في أدائه، ومن تم فهو يبحث عن الإرضاء
النفسي الداخلي، ولا يهتم بالمكافئات
والترقية والعلاوات ولكنه عادة ينال
في النهاية السلطة والنجاح.
03)- عنصر الترتيب والتنظيم:
يعمل حسابه لأي إجتماع أو مقابلة ، فيحضّر
نفسه جيّدا ، فهو يرتب أفكاره وينظم مواعيده،
وقد تنتابه فترات من أحلام اليقظة ، ولكنها
عادة ما تكون أحلاما عملية منظمة.
04)- عنصر المثالية:
الشخص الطموح يحاول دائما أن يكون مثاليا
لهذا فهو لاينتج كثيرا.
وقد أثبت هذه النظرية الدكتور " دافيد بيرلز "
مؤلف الكتاب الشهير " الشعور بالرضـا " فقد
قام بدراسة على 69 شخصا ، حيث ثبت أن
الأشخاص الذين يتفانون في عملهم لدرجة
المثالية يربحون أقل بكثير من الذين لايكترثون
بالمثاليات كثيرا.
ويؤكد الدكتور " جار فيلد " أن الشخص الناجح
عادة لايتشبت بالمثاليات فهو لاينظر إلى
أخطاءه على أنّها فشل بل بالعكس يتعلم منها.
05)- عنصر حب المغامرة:
لاشك أن كثيرا من الناس يفضلون ما نطلق
عليه بالعمل المستقر ، العمل الآمن ، حتى
لو كان هذا العمل يجلب الملل ، فهو أفضل
من الخوض في تجارب ، أما الإنسان الناجح
فهو عادة يحب المغامرة لأنه يعرف كيف
يكيّف نفسه وحياته إذا فشل.
06)- عنصر المشاعر وقوة الإرادة:
كثير منا يعتقد أنّه يعرف حدوده، لكن هذا
خطأ فنحن نعرف ما نعتقده فقط، وهذا
التحديد لقدراتنا هو الجائط، الذي يحجز عنّا
النجاح، والشخص الناجح يتجاهل وجود هذه
الحواجز التي يطلق عيها " حواجز مصطنعة "
وبالتالي يركز على مشاعره ، وقوة إرادته
ولذلك فهو يقفز إلى القمة.
07)- عنصر التفوق في العمل:
الإنسان الناجح عادة يتركز على التفوق في أعماله
ولا يهتم بالتفوق على منافسيه،لأنه إذا شعر بالقلق
تجاه قدراته ونجاح منافسيه،لن ينجز عملا ، وهو يؤمن
بأن العمل الجماعي يحل كثير من المشاكل المعقدة ،
بينما العمل الفردي لايستطيع إنجاز الأعمال أو إتخاذ
القرارات ، لذلك يكون نجاحه محدودا لأنه يفعل كل
شيئ بنفسه.
***///***
ميزان الإعتدال:
هناك رؤية لدى بعض الدارسين العرب والمسلمين
تقترب نسبيا من هذه الأفكار المطروحة:
فلو رجعنا للعلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى
نجده يقول:
" لو أن رجلاً وقف أمام جبل , وعزم على إزالته؛
لأزاله"!!…
وهناك من الكتبة العرب يقول أن ليست هنالك
إستحالة في الحياة إلا في أمرين:
01)-الإستحالة الكونية:
ما كانت استحالته كونية كقوله تعالى:
)فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ
الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ).
[ البقرة/الآية:258]
02)-الإستحالة الشرعية:
ما كانت استحالته شرعية؛ مما هو قطعي الدلالة،
والثبوت، فلا يمكن أن تجعل صلاة المغرب ركعتين،
ولا أن يؤخر شهر الحج عن موعده:
) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات).
[ البقرة/الآية:197]
ولا أن يباح زواج الرجل من امرأة أبيه:
)إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً ) [النساء/22].
وما عدا هذين الأمرين, وما يندرج تحتهما من
فروع؛ فليس بمستحيل…!!
تلكم جملة المعطيات ، التي سبق
لي نقاشها في غير هذا الموضع ،
ونرجو أن تنال إعجابكم وتحضى
بتحليلكم وآرائكم.
مع أسمى المعاني المودية والأخوية،
__________________