بسم الله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات ،الذي أظهر الجميل وستر القبيح ، صاحب كل نجوى ومنتهى كل شكوى والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه الى يوم اللقية
أسئلة عدة تجول في خاطري اتعجب منها ولا اجد لها اجابة
هل الخوف مطلب ايماني ؟ وهل اذا غلب حبي ورجائي على خوفي يصح ايماني ؟ وهل الخوف فريضة ؟
لقد قرأت وقرأتم معي مرارا قوله تعالى : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) وقوله عز وجل : ( يدعون ربهم خوفا وطمعا )
وقد شعرنا بهذا النوع من الخوف في قلوبنا ولكن لماذا هذا الخوف يقوى مرة ويضعف منسوبه في قلوبنا مرات ؟ ولماذا تتحدر دموعنا في رمضان بينما نبحث عن هذه الدموع في غيره فلا نجدها ؟
أسئلة كثيرة عن الخوف وعن الدموع تلك الدموع الغالية التي تدخلنا الجنة وتحرم اعيننا عن النار
فقد قال حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله ………)
دخل الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام على رجل يحتضر فسأله : ماذا تجد في قلبك ؟ فقال : أخشى ذنوبي وأرجو رحمة ربي فقال له عليه الصلاة والسلام : ما اجتمع هذا وذاك الا أعطاك الله ما ترجو وأمنك مما تخاف ( او كما قال عليه الصلاة والسلام )
اذاً لا يصح الايمان بغير خوف فمقادير الايمان هي أن تخاف من الله وترجو رحمته في آن واحد ، فالله مع انه غفور رحيم إلا انه شديد العقاب وكثير منا تتضح أمام عينيه غفور رحيم ولكن يتغاضى عن شديد العقاب
فالخوف هو السوط الذي تضرب به قلوبنا لنتأدب مع الله
وقد قال الصالحون أن أول مراتب الخوف هي أن تخاف عقاب الله وعذابه وهذا هو خوف العوام
ثم تأتي مرتبة الخوف من مكر الله ثم الخوف من ان لا يتقبل أعمالنا ثم أن تخاف من ان تحرم الطاعة وآخرها ان تخاف من ان تحرم الجنة ، فابحث في قلبك عن نوع الخوف الذي فيه ان وجد
فالمذب يخاف من عقاب الله ولكن كثرة الذنوب والتعود عليها واستقلالها تقتل هذا الخوف فيموت القلب
وقد قال عليه الصلاة والسلام ( ان من علامات الساعة أن تنزع الخشية من قلوب الناس ) كما انه عليه الصلاة والسلام كان دائم التعوذ من القلب الذي لا يخشع
ولكن ان وجد هذا الخوف في قلوبنا فما هو منسوبه ؟فالخوف يوصلنا الى الخشية والخشية توصلنا الى الخشوع فلماذا لا نصل نحن الى ذلك الخشوع ؟
لقد بكى أبونا آدم على ذنبه 300 عام وهو لم يعصي الله بغير هذا الذنب وكان لعمر بن الخطاب خطان أسودان في وجهه من كثرة البكاء وهو من كان يتجنب الشيطان الطريق الذي كان يمشي فيه ، بينما نبت نبات الارض في موضع سجود أحد الصالحين من كثرة دموعه .
فاين دموعنا مع كثرة معاصينا ؟
يدعو عليه الصلاة والسلام فيقول : اللهم اني أعوذ بك من عين لا تدمع فلماذا تعوذ نبينا من هذه العين
لقد منع الله عنا دموع السماء بانحباس دموعنا لقد منعنا الغيث لان لنا عين لا تدمع من خشية الله
خرج موسى مرة مع قومه الى الصحراء يستغيثوا الله المطر الذي منع عنهم فقال الله لكليمه عليه وعلى نبينا السلام يا موسى لن استجيب لكم لان فيكم نمام فالتفت موسى الى قومه وقال لهم توبوا الى الله فقد منعتم القطر بذنوبكم فتابوا وانابوا وبكوا طلبا للمغفرة فنزل مطر السماء بدموعهم
فالخير يحجب بالذنوب
ولكن السؤال الذي يتردد دائما وابدا لماذا تحجرت أعيننافلم تبكي من خشية الله ؟
لقد قست القلوب فتحجرت المآقي وكثرت الذنوب فحبست الدموع أو ان اهل الطاعة قد دخل الكبر والاعجاب بطاعتهم في قلوبهم فمنعوا الخير بذلك ، فلرب طاعة أدخلت صاحبها النار ولرب معصية أدخلت صاحبها الجنة ، فأنت بين زاني كسرته المعصية فندم وتاب وبين قائم ليل أصبح معجبا بطاعته
فقد قال أحد الصالحين إن تبات الليل نائما وتصبح نادما خيرا من أن تبات الليل قائما وتصبح معجبا ، فاياك وغرور الطاعة فما بك من سجود وقيام وصيام وتلاوة انما هي بفضل الله ، فاذا تفضل الله عليك بطاعة فأسأل الله ان يديمها عليك ويطعمها لغيرك من المسلمين وقد قال ابو بكر رضي الله عنه صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام في الغار والذي قال عنه الرسول عليه السلام انه الوحيد الذي لم يوفيه حقه كان يقول : ( لوقيل ان كل أمة محمد في الجنة الا واحد لخشيت ان اكون انا )
ومن الاشياء الت تحبس الدموع الظلم وان يكون للعباد عليك حقوق لم توفها لهم فالذنوب في 3 دواوين
ذنب في حق الله فيغفر ه الله وذنب بحق نفسك فيغفره الله وذنب بحق العباد لا يغفر ه الله حتى يسامحك العباد ، وتبدأ هذه الذنوب التي في حق العباد من كلمة تقولها وهي الغيبة يكون القصد من ورائها انتقاص قدر الانسان فمن حق العباد عليك ان تسترهم وتسامحهم وتثني عليهم
يقول عليه السلام : ( الخلق كلهم عيال الله وأحبهم الى الله انفعهم لعياله )
فشأن الانسان عند الله عظيم وهو لا يرضى كسر الخواطر
اذاً دموع الخشية هي دموع الحب والاجلال والتعظيم ، وهي من أسباب الظلة يوم القيامة فرجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله سبحانه
ولكن من اين آتي بهذه الدموع ؟
هذه الدموع تأتي من رقة القلوب فاذا مات القلب وقسى تموت معه دموع الخشية فهذه امرأه دخلت المسجد الكبير في أحد ليال العشر الأواخر من رمضان لتصلي مع الناس صلاة القيام وخلال هذه الصلاة كان المسجد يضج ببكاء المصلين ودموع الخاشعين بينما لم تنحدر دمعة واحدة من عينيها وعندما انتهت الصلاة التفتت الى صاحبتها وقالت لها ( اني اتعجب على هؤلاء الباكين والباكيات الى هذه الدرجة هم اذنبوا في حياتهم وكثرت معاصيهم حتى يبكوا بهذه الحرقة ) ولم تفهم هذه المسكينة انما هي من كثرة معاصيها ولم تندم عليها حتى تحجرت دموعها في عيونها
فدموع الخشية لا تأتي بكثرة الطاعات بل تاتي بالندم على الزلات والأسى على ما فات من الطاعات
فقد سأل عمر بن الخطاب كعب الاحبار مرة فقال له : خوفنا ياكعب فقال له : يا عمر والله لقد أتى 70 نبيا يوم القيامة كل منهم يعرض عمله على الله فما وجد أحدهم عملا يصلح للعرض على رب العزة والجبروت
فسبحان من غمرنا بستره وفضله فهل تليق صلاتنا وذكرنا وقلوبنا بجلاله وعظمته والله يجب ان نستحي بعد كل صلاة نصليها من الله عز وجل
وقد قال الاولون
اللهم انا نسألك خشيتك بالسر والعلن ، ونسألك عينان هطالتان بالدموع من خشيتك ونسألك قلوبا حية بذكرك
يعطيك الف عاااااااافيه
دمتــــــــي بــــــــــود