تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اللهم لا اسالك رد القضاء بل اسالك اللطف فيه << دعاء آثم

اللهم لا اسالك رد القضاء بل اسالك اللطف فيه << دعاء آثم

عليكم ورحمة الله وبركاته
نص السؤال

أرغب إفادتي عن صحة هذا الحديث وهل هو من الأحاديث الصحيحة من عدمه
(اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه) أفيدوني مشكورين
نص الفتوى

الأخ الكريم سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
قول بعضهم اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ليس حديثا وقد حذر كبار العلماء من هذه المقالة، لأن فيها سوء أدب مع الله ولمنافاتها لمفهوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القدر إلا الدعاء" ورد في رسالة راجعها وصححها فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين تحت عنوان أخطاء تقع في الدعاء ذكر منها:
23) قول بعضهم عند الدعاء : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه. نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا. آميــــــــــن

سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى –
عن هذه العبارة كما في " نور على الدرب " ش. (290.(
السؤال:
كثير من الناس يقولون: ( اللهم إننا لا نسألك رد القضاءولكن نسألك اللطف فيه )ما الحكم في ذلك جزاكم اللهخيرا؟
الجواب :
لا نرى الدعاء هذا ، بل نرىأنه محرم ، وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إنشئت)(1) ، وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء ، كما جاء في الحديث : ( لا يردالقضاء إلا الدعاء) (2).
والله عزوجل يقضي الشيء ، ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشيء ، وقاضيا بأن هذا الرجل يدعوفيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل، فمثلا الإنسان المريض، هل يقولاللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض؟!! لا ، بل يقول: اللهم إنانسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول : يا رب أبق ما أكره لكن الطف بيفيه ، خطأ، هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ، وهو القادر على أنيرد عنك ما كان أراده أوّلا بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأنالواجب أن يقول : اللهم إني أسألك أن تعافيني ، أن تشفيني ، أن ترد علي غائبي وماأشبه ذلك ]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – .
و قال أيضا – رحمه الله- في شرح الأربعين النووية :
(وفي هذا المقام يُنكَرُ علىمن يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) ، فهذا دعاء بدعيباطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) ، معناه أنهمستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفعالبلاء نهائياً فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبهذلك.
وإذا كان النبي صلى اللهعليه وسلم قال: " لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ " .
فقولك: (لا أسألك ردالقضاء،ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء،كما جاء في الحديث: " لاًيَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ " .
وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك ، فإذادعا أجاب الله دعاءه ، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة ، فيدعو فيستجيب اللهدعاءه.
قال الله تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُالرَّاحِمِينَ)الأنبياء:83( .
فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ ، قالالله : فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ((الأنبياءالآية84.(
انتهى منشرح الأربعين النووية لــ ابن عُثيمين رحمه الله.
وقال شيخنا الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى -: فيالفتاوى الشرعية ( أشرطة. شريط رقم 29):
( " اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " هذا دعاء آثم خاطئ ، وهذا له علاقة بطفرة النظام ، بل يجوز الدعاء ، فهذا عمر – رضيالله عنه – يقول " اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا ، فامحني واكتبني سعيدا " أخرجهالإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند الفاروق" ).انتهى بتصرف.

وفي كتاب الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147:
السؤال:
ما صحة هذا العبارة التي يدعو بها بعض الناس : "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه "؟

(الحمد لله ، هذاالدعاء يجري كثيراً على الألسنة ، وهو دعاء لا ينبغي ، لأنه شُرع لنا أن نسأل الله رد القضاء إذا كان فيه سوء، ولهذا بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في صحيحه قالفيه : ( باب من تعوذ بالله من درك الشقاء ، وسوء القضاء ، وقوله تعالى : قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ) الفلق/1-2
ثم ساق قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعوذوا بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء وسوء القضاء )(3). البخاري 7/215 كتاب القدر) انتهى .
وأخيرا أسأل الله تعالى الكريمأن يفقهنا في ديننا ، وأن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا ، وأن يوفقنا لاتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله ربالعالمين.
منقول

السؤال:
ما حكم قول: "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه" لأنني سمعت أنه منهي عنه بسبب أنَّ فيه سوء أدب مع الله تعالى لأن فيه نوعاً من التحدي فكأنه يقول: "يا رب افعل ما شئت ولكن الطف فيه"، وأيضاً فيه منافاة للحديث: "لا يرد القضاء إلا الدعاء"؟

المفتي:

عبد الرحمن بن ناصر البراك

الإجابة:

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فأما قول القائل: "اللهم إني لا أسألك رد القدر وإنما أسألك اللطف فيه"، فهذا دعاء لا أصل له، ومعناه غير صحيح، فكل من دعا الله ليدفع عنه مكروهاً – عدواً أو خطراً أو أن يكشف عنه شدة – فإنه يطلب بذلك رد القدر، والله تعالى قد أمر عباده بالدعاء، والداعي يطلب جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ثم إذا دعا العبد وسأل ربه حاجته فالله تعالى يفعل ما يشاء وهو الحكيم العليم، والله تعالى قد قدر الأسباب والمسببات، وكلها بقدر الله، وجعل هذه الأقدار تتدافع، فالجوع قدر، والعطش قدر، والمرض قدر، وقد جعل الله لرفع هذه الأقدار أسباباً فيدفع قدر الجوع بالأكل، والعطش بالشرب، والمرض بالدواء، وقدر البرد بالثياب والاستدفاء، وما أشبه ذلك، ويفر الإنسان من المكان الذي يخاف فيه، أو لا يجد فيه ما يحتاجه إلى المكان الذي يأمن فيه ويجد فيه ما يحتاجه من المنافع، ولهذا لما رجع عمر رضي الله عنه بالمسلمين ولم يدخل بهم الشام لأنه قد حدث فيه الطاعون قيل له: أتفر من قدر الله، قال: نفر من قدر الله إلى قدر الله، فعلى الداعي أن يدعو ربه ويسأله حاجته؛ فيسأله النصر والرزق والشفاء من المرض وحصول الولد وسائر المطالب، ويسأل ربه أن يدفع عنه المكاره، ويسأل مع ذلك ربه أن يلطف به في جميع أحواله، أما قول القائل: إني لا أسألك رد القدر فهذا كلام لا يصح، وليس له اعتبار ولا أصل له في النقل فهو دعاء مبتدع. والحاصل أن هذه العبارة لا ينبغي ذكرها في الدعاء، بل يدعو الإنسان ربه بالصيغ الشرعية المأثورة، وعلى الوجه المشروع، والله أعلم.

تنبيه على خطأ قول : اللهم إني لا أسألك رد القضاء و لكن أسألك اللطف فيه:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد :

اعلم – رحمني الله وإياك – أنه قد تضافرت الأدلة على أن الدعاء يدفع البلاء ، ويرد القدر ، فهو من القدر الذي لا شيء أنفع منه في دفع الضر ، أو جلب النفع؛
وقد شاع على ألسن كثيرمن الناس في هذا الزمان إمامهم ومأمومهم هذا الدعاء ! ولا شك أن هذا الدعاء خطأ محض ، واعتداء في الدعاء ،وكيف لا يكون كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ لا يرد القضاء إلا الدعاء] رواه الترمذي وغيره وقال : حسن غريب وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ويقول عليه الصلاة والسلام : [ لا يغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة ] رواه الحاكم وصححه ، وحسنه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ لن ينفع حذر من قدر ، ولكن الدعاء ينفع مما نزل زمما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء] رواه أحمد وغيره والحديث حسن بشواهده وقد حسنه الألباني في صحيح الجامع.
ولا شك أن الدعاء من القدر فهو كسائر الأسباب المقدرة التي حث الشرع فيها العباد على تحصيلها والسعي في تحقيقها ومما يدلك على ذلك ما رواه الترمذي في جامعه بسنده عن أبي خزامة عن أبيه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا قال هي من قدر الله قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح . وضعفه الألباني.
لكن الأحاديث السابقة شاهدة بهذا المعنى.
قال الشوكاني – رحمه الله تعالى – تعليقا على حديث " لا يرد القضاء إلا الدعاء" : [ فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد … إلى أن قال : والحاصل أن الدعاء من قدر الله عز وجل ، فقد يقضي بشيء على عبده قضاء مقيدا بأن لا يدعوه ، فإذا دعاه اندفع عنه!].
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى- كما الجواب الكافي :
[ والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ،ويمنع نزوله ، أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن ، كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" الدعاء سلاح المؤمن ، وعماد الدين ، ونور السماوات والأرض " وله مع البلاء ثلاثة مقامات:
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا.
الثالث : أن يتقاوما ، ويمنع كل منهما صاحبه].انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – .
وقد ذهب أقوام إلى أن الدعاء لا معنى له ، لأن الأقدار سابقة ، والأقضية متقدمة ، والدعاء لا يزيد فيها ، وتركه لا ينقص منها شيئا ، ولهذا فلا فائدة من من الدعاء والمسألة ، واحتجوا بعموم أحاديث القدر ، ولكنهم محجوجون لأن الله تعالى أمر بالدعاء في عدة آيات وأحاديث ، قال تعالى : {{ وقال ربكم ادعوني استجب لكم }} ، وقال تعالى : {{ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ الدعاء هو العبادة ] رواه الترمذي وصححه الألباني، وقال عليه الصلاة والسلام : [ من لم يسأل الله يغضب عليه ] رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.
وقد أورد الإمام الخطابي قول هؤلاء في " شأن الدعاء " ورده فقال : [ فأما من ذهب إلى إبطال الدعاء فمذهبه فاسد ، وذلك أن الله سبحانه وتعالي أمر بالدعاء ، وحض عليه …. ومن أبطل الدعاء ، فقد أنكر القرآن ورده ، ولا خفاء بفساد قوله ، وسقوط مذهبه ]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى-. ولا شك أن هذه العبارة : "…لا أسألك رد القضاء…" ظاهرها مؤداه إلى هذا المذهب الردي.
وقد ورد سؤال إلى العز بن عبد السلام – رحمه الله تعالى – هذا نصه : هل يعصي من يقول : لا حاجة بنا إلى الدعاء ، لأنه لا يرد ما قدر وقضي ، أم لا ؟ فأجاب:
[ من زعم أنا لا نحتاج إلى الدعاء فقد كذب وعصى ، ويلزم أن يقول : لا حاجة بنا إلى الطاعة والإيمان، لأن ما قضاه الله من الثواب والعقاب لابد منه ، وما يدري الأخرق الأحمق أن الله قد رتب مصالح الدنيا والآخرة على الأسباب .
وبناء على ما سبق به القضاء ، لا بغيره، لزمه أن لا يأكل إذا جاع ، ولا يشرب إذا عطش ، ولا يلبس إذا برد ، ولا يتداوى إذا مرض ، ويقول في ذلك كله : ما قضاه الله فإنه لا يُرد .. وهذا ما لا يقوله مسلم ولا عاقل!
ولقد قال بعض مشايخ الضلال منهم : لا يجوز التداوي لأنه يشرك باعتماده على الأسباب !! ، فكان جوابه : لا يأكل! ، ولا يشرب! ، ولا يلبس! ، ولا يركب !، ولا يدفع عن نفسه من أراد قتله !، ولا عن أهله من قصدهم بالزنا والفواحش !، فبهت الذي فجر] انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – .
وقد سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن هذه العبارة كما في " نور على الدرب " ش. [290 ].
السؤال:
كثير من الناس يقولون: [ اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه] فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
الجواب

[[لا نرى الدعاء هذا ، بل نرى أنه محرم وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام: [ لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت] وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء كما جاء في الحديث[ لا يرد القضاء إلا الدعاء] والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشي ،وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل، فمثلا الإنسان المريض، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض؟!! لا بل يقول اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه خطأ، هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أولا بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأن الواجب أن نقول اللهم إني أسألك أن تعافيني أن تشفيني أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك.]]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – .

و قال أيضا – رحمه الله- في شرح الأربعين النوويةص66 :

[[وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبه ذلك.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .
فقولك: (لا أسألك رد القضاء،ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء،كما جاء في الحديث:[ لاً يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ]. وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك ، فإذا دعا أجاب الله دعاءه ، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة ، فيدعو فيستجيب الله دعاءه.
قال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (الانبياء:83)
فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ ، قال الله : ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) (الانبياء: الآية84]]
انتهى من شرح الأربعين النووية لـلعلامة ابن عُثيمين رحمه الله.

وقال الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى: في الفتاوى الشرعية [ أشرطة رقم 29]:
[ " اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " هذا دعاء آثم خاطئ ، وهذا له علاقة بطفرة النظام ، بل يجوز الدعاء ، فهذا عمر رضي الله عنه يقول " اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا ، فامحني واكتبني سعيدا" أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند الفاروق" ]انتهى بتصرف.

وفي كتاب الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147:
[[السؤال:
ما صحة هذا العبارة التي يدعو بها بعض الناس : "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه ".

الجواب:
الحمد لله
هذا الدعاء يجري كثيراً على الألسنة ، وهو دعاء لا ينبغي ، لأنه شُرع لنا أن نسأل الله رد القضاء إذا كان فيه سوء .
ولهذا بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في صحيحه قال فيه : ( باب من تعوذ بالله من درك الشقاء ، وسوء القضاء ، وقوله تعالى : ( قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ) الفلق/1-2

ثم ساق قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعوذوا بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء وسوء القضاء ) البخاري 7/215 كتاب القدر]]انتهى .

وأخيرا أسأل الله تعالى الكريم أن يفقهنا في ديننا وأن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا وأن يوفقنا لاتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.