تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حكم الاحتفال بالمولد النبوي

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

السؤال:

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟

الإجابة:

فلبيان حكم الاحتفال بالمولد النبوي [ ] -في زماننا هذا- لا بد من تجلية أمور:

أولاً: الاحتفال بمولد النبي [ ] -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان خيراً محضاً أو راجحاً – كما يقول ابن تيمية [ ] – لكان السلف -رضي الله عنهم- أحق به منا، فإنهم كانوا أشدّ محبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص.

[اقتضاء الصراط المستقيم 2/123] فعُلِم يذلك أنّ الاحتفال بالمولد بدعة لما فيه من تخصيص زمان ما عيداً من غير دليل شرعي.

ثانياً: أنّ واقع المسلمين يختلف من بلد إلى بلد، ومن قوم إلى قوم، فإنّ ناساً سلَّمهم الله من البدع، ووقاهم شرّها ليسوا كأناس نشأ على البدعة صغيرهم، وشاب فيها كبيرهم، حتى إنهم لا يعرفون ديناً سواها، فمثل هؤلاء من الخطأ -في منهج الإصلاح والتغيير- توقع تركهم الشر جملة واحدة، لذا فالحكمة قاضية بأن نعمل على أن نحيي فيهم – كل يوم- سنة ونميت بدعة، وإنّ من فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ارتكاب أخف المفسدتين وتحصيل أعلى المصلحتين، وقد قال الصحابي الفاضل عمرو بن العاص – رضي الله عنه: "ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، وإنما العاقل من يعرف أهون الشرين"[سير أعلام النبلاء].

ثالثاً: أكثر بلاد المسلمين في زماننا تحرص على إحياء هذه الذكرى رسمياً وشعبياً، حتى لم تعد مجرد بدعة، بل صارت -للأسف- ظاهرة اجتماعية، وسوقاً للفساد، يحرص كثير من الناس على إذكائها باختلاط ماجن، ولباس سافر، وغناء فاجر، مع ما يتبع ذلك من تضييع الصلوات، واتباع الشهوات، والواجب – والحال هذه – أن يتجه حرص الدعاة إلى درء هذه المفاسد، ولا يكتفوا بمجرد إنكار الاحتفال تقليلاً للشر، قال الإمام ابن تيمية [ ] – رحمه الله -: "فعليك هنا بأدبين: أحدهما: أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطناً وظاهراً في خاصتك وخاصة من يطيعك، وعرف المعروف وأنكر المنكر.

الثاني: أن تدعو إلى السنة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه، أو بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه، لكن إذا كان في البدعة من الخير فعوِّض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان.."[الاقتضاء 2/125].

لمتابعة المقال أضغط على الصورة

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.