|
يعاني كثير من الأطفال من صعوبات أو اضطرابات في السمع، وفي حال وصول قلة السمع لدى الأطفال إلى مستوى شديد، يؤدي ذلك إلى تأخر وغياب وتراجع في النطق، مع تراجع في تطور الطفل الذهني. ويتطور النطق لدى الطفل نتيجة المكتسبات اليومية و المرتبطة بما يسمعه من أهله وبدرجة الذكاء الذي يتمتع به، لأنه في بداية الأمر يجب أن يسمع الطفل ما يقوله الأبوان ويفهمه ويحفظه حتى يستطيع تكراره.
لكن هذه الخطوات تعتمد بشكل أساسي على الذكاء، لأنه من خلاله يستطيع الطفل التعرف على الصوت ومعناه، مما يؤدي إلى معرفة الكلمات وتكوين اللفظ عنده. وقال الدكتور محمد رخاوي اختصاصي أنف وأذن وحنجرة :إن نقص السمع العصبي الحاد أو الوصلي المنشأ، تكون عواقبه واختلاطاته أكبر في حال حدوثه أثناء الطفولة المبكرة فيما لو حدث منذ الولادة، وهذه الإعاقة لا يمكن تقصيها و التغلب عليها إلا بالكشف المبكر عن الصمم، لأن قدرة الدماغ القصوى على تعلم النطق تكون في أوجها من أول يوم إلى عمر سنتين، حيث تعتبر فترة ذات أهمية بالغة لتعلم النطق بالنسبة للطفل.
أما عن علامات قلة السمع عند الأطفال قال د. رخاوي، إن التشخيص المبكر عن قلة السمع عند الأطفال يبدأ من ملاحظة الأم عدم تفاعله مع الأصوات المحيطة به، وعليها محاكاته دائماً حتى تلمس الخطأ إن وجد، خاصة إذا وجدت حالات سابقة عند العائلة أو وراثة أو إذ عانت المرأة أثناء الحمل أو الولادة الصعبة.
لأن إهمال الموضوع خاصة بعد عمر السنتين قد يؤدي إلى مشاكل عدة منها، وتطور لغة الإشارة و الحركة لديه إذ يصبح الطفل غاضباً، وغالباً ما يلجأ الأبوان إلى استشارة أطباء الأطفال أو الطبيب النفسي والعصبي لمعرفة ما يحدث، وهذا في حال عدم تكلمه من قبل، إما إذا تكلم ولكن بشكل سيئ، ففي هذه الحالة يتلفظ الطفل بصعوبة، ولا يسترسل بالشرح ويكون قليل الانتباه ولا يهتم بالانتقادات ويعاني صعوبات في المدرسة والبيت ويحب الوحدة وقد يصبح ذا مزاج سيئ ويكون عدوانياً.
وأضاف د . رخاوي أنه يوجد أطفال يتوقفون عن الكلام ويتراجع أداء النطق لديهم من دون سبب واضح. ويحدث هذا الأمر عادةً في سن ست أو سبع سنوات ويرافق هذا الأمر تغير الصوت وتأخر وصعوبة في الدراسة.
وعن طريقة الفحص قال د . رخاوي إن الطبيب المختص يبدأ عادة في توجيه أسئلة عدة للأهل تتضمن التطور النفسي والحركي عند الطفل وردة فعله على الأصوات والضجيج والسؤال عن التاريخ المرضي للعائلة وعن ظروف الحمل والولادة.ومن ثم يقوم الطبيب المختص بفحص غشاء الطبل ويقوم بعمل تخطيط السمع، وبعض الفحوصات الثانوية التي تشمل تخيط الدماغ وأشعة مقطعية للأذنين، يتم التأكد من مدى قلة السمع وحدة الذكاء عند الطفل، ومن ثم معرفة تأثير هذين العاملين على قدرته على الكلام بالإضافة إلى عمل تخطيط السمع الكهربائي والذي يعتبر من أصعب الفحوصات، هذه الفحوصات تكون عند حديثي الولادة خلال الأيام الخمسة الأولى على شكل متابعة حركة الجفن عند سماع أي صوت أو حركة الجسم عند سماع الأصوات القوية.
أما عند الرضع فهي تركز على محيط الطفل الذي يعيش فيه وذلك من خلال متابعة سلوكه مع أوراقه وألعابه التي تصدر أصواتاً ونراقب ردة فعله وتفاعله مع هذه الأصوات، لأن هذه الفحوصات تبين مدى نسبة السمع لدى الطفل وتكون بعمر ما قبل الثلاث سنوات.أما بعد ذلك تعتمد طريقة الحركة والصوت وذلك من خلال الألعاب التي تتحرك، ولكن في عمر الخمس سنوات يمكن إجراء تخطيط السمع الكهربائي العادي، حيث يسمع الطفل الصوت وبعدها يقوم بعمل إشارة تدل على سمعه، ويوجد أيضاً التخطيط اللاإرادي ويقوم المختص عادةً به في حال لم يعط التخطيط العادي نتائج واضحة، ويجري تحت التخدير العام حيث يعطي فكرة عامة عن مستوى السمع لدى الطفل.وأكد د . رخاوي أن جميع هذه الطرق ممكنة في حال كان ذكاء الطفل عادياً، أما في حالة كان مستواه متدنياً ومزاجه متقلباً وعصيباً فإنه يحتاج إلى كثير من الصبر، وإذ كان يعاني من مشكلات نفسية فلا يمكن إجراء هذا الفحص.
وأضاف أنه في حال عدم وجود نقص في السمع مثبت بالتخطيط، يجب أن نبحث في احتمال وجود تخلف عقلي، أو عن وجود انغلاق نفسي ويتم تشخيص هذه الحالة عن طريق طبيب اختصاصي في نفسية الأطفال، أو تأخر عادي للنطق من دون أي خطورة على الطفل، ويرتبط هذا النوع عادةً بأسباب وراثية.
وعن أسباب نقص السمع عند الأطفال قال د. رخاوي غالباً ما تكون الأسباب عصبية المنشأ من الخلايا السمعية، والتي إذا فقدت فهي لا تعوض ولا يمكن علاجها بالأدوية أو بالعمليات الجراحية. أما الأسباب الثانوية للإصابة بنقص السمع فهي متعددة، منها نقص في تشكل الأذن أو أحد عناصرها،
وأسباب خلقية عند الولادة قد تسبب نقصاً في السمع حتى ,50% أو نتيجة مرض وراثي، ونسبة التوافق بين دم الأم والجنين تلعب دوراً مهماً، ويوجد أسباب أثناء الحمل مثل تناول بعض الأدوية أو تعرض الطفل للمرض أثناء الولادة أو التهاب السحايا بعد الولادة. وأضاف د. رخاوي أن العلاج يختلف من حالة إلى أخرى والطبيب المعالج هو الذي يقرر نوعيته، لكن في حال الإصابة بالصم الشديد يجب أن يضع السماعة قبل عمر 12 شهراً، وعند الطفل ضعيف السمع يجب أن توضع قبل سن 24 شهرا.
ولا بد من متابعه الاذن بشكل دوري عند طبيب الاذن وليس طبيب اطفال
ويعطيج العافية