|
عَنْ أَبِي أمامةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ : « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لا عِدْلَ لَهُ » ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قال : « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا عِدْلَ لَهُ » ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قال : « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ » .
وَفي روايةٍ للنسائي قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ ا للهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُني اللهُ بِهِ : قَالَ : « عَلَيْكَ بِالصَّيَامِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ » .
قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ دُلَّنِي عَلى عَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ » ، قَالَ : فَكَانَ أَبُو أُمامَةَ لا يُرَى في بَيْتِهِ الدُّخَانُ نهاراً إِلَّا إِذَا نَزَلَ بهمْ ضَيْفٌ .
وعَنْ أَبي سعيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ :« مَا مَنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ تَعَالى إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً » .
ذهب جماهير العلماء من السلف والخلف: الى ان عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وممن قال بذلك: عائشة رضي الله عنها، وسعيد بن المسيب، والحسن البصري، ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل واسحاق، وغيرهم، وهذا ظاهر الاحاديث، وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية.
عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ"، فشهرالمحرم به يوم له فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة وهو يوم عاشوراء، وصيام هذا اليوم كان معروفًا بين الأنبياء-عليهم السلام- فقد صامه نوح وموسى عليهما السلام، وكان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه، ولقد حبا الله عز وجل هذا اليوم فضلاً فضاعف فيه أجر الصيام، ومن هنا نشأت الحاجة لبيان فضل هذا اليوم، وما يشرع فيه، وبيان أحوال الناس في تعظيمه.
إنه يوم نَجَّى الله فيه نبيه موسى عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وحزبه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما "أَنَّ رَسُولَ اللَّه ِقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ: "مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِى تَصُومُونَه؟" فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ." فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّه ِوَأَمَرَ بِصِيَامِه"، فإن نجاة نبي الله موسى من عدو الله فرعون مناسبة عظيمة، لنصرة الحق على الباطل، وانتصار جند الله، وإهلاك جند الشيطان، وهذه بحق مناسبة يهتم بها كل مسلم؛ ولذا قال عليه الصلاة والسلام : "نحن أحق بموسى منكم"؛ ولِمَا عُرف فضل ذلك اليوم وشرفه فقد كان للسلف حرص كبير على إدراكه، حتى كان بعضهم يصومه في السفر؛ خشية فواته.
وقد أمرنا النبى بمخالفة اليهود والنصارى في الصيام وفي كل شيء فما ورد في السنة عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ -رضى الله عنهما- يَقُولُ حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّه ِيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ"فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ". قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام، فقد استدل العلماء بهذا الحديث في صيام تاسوعاء لمخالفة اليهود فهو من الهدى النبوى وإن لم يفعل فقد اشار عليه وأصبح سنة متبعة.