|
قد نستهين بالتوتر وتأثيراته السلبية على أجسامنا، إلا أن الأبحاث والدراسات الحديثة تشير إلى ما قد يسببه التوتر من أمراض عدة بعضها يعد شديد الخطورة.
صداع التوتر:
وهو النوع الأكثر شيوعاً للصداع، ويمكن أن يكون مؤلماً باعتدال أو بشدة، ويعتقد الأطباء أن الألم ينتج عن تشنج في عضلات الفروة.
ويتم الإحساس به عادة على شكل شدّ في الجبهة، غالباً ما يمتد نحو الخلف إلى الرقبة (يؤدي تدريجياً إلى ألم أو تعقد أو ضغط في العنق أو الجبهة أو فروة الرأس).
يصاحب هذا الصداع شيء من الغثيان لكن بدون قيء في العادة، ويدوم لساعات قليلة لكنه قد يستمر في بعض الأحيان، وهو يصيب الرجال والنساء على حد سواء.
هنالك العديد من العوامل التي يمكن أن تحث على هذا الصداع، مثل الإجهاد، الضجيج، بعض أنواع الدخان، المشكلات المتعلقة بالنظر، والاكتئاب.
وغالباً ما يكون صداع التوتر ناتجاً عن وضعية جلوس سيئة وعن التحديق لفترات طويلة في شاشة الكمبيوتر.
يستجيب هذا الصداع بشكل جيد لتقنيات الاسترخاء والمسكنات التي لا تحتاج إلى وصفات طبية.
وهو يتحسن غالباً عن طريق ممارسة بعض التمرينات الرياضية المعتدلة، كما أن تدليك فروة الرأس أمر مفيد غالباً.
التوتر العصبي للنساء يسبب النسيان
أكد الكثير من الباحثين أن ظاهرة النسيان وضعف الذاكرة لا تعني بالضرورة أن الشخص مصاب بالخرف والعته، فقد نتجت حالات نسيان عند السيدات في منتصف العمر بسبب التوتر والكاَبة وضغوط الحياة.
وقد أوضح مجموعة من الأطباء أن زيادة مسؤوليات الحياة على كاهل المرأة وعدم تمرين دماغها على تذكر الأحداث الماضية وعدم المشاركة في النشاطات الاجتماعية جميعها عوامل تؤدي إلى ضعف الذاكرة.
ومن أجل تفادي النسيان وإبقاء الدماغ متيقظاً، وزيادة الانتباه وقوة الذاكرة ينصح العلماء بالمحافظة على العلاقات الاجتماعية والحياة النشطة وممارسة الرياضة، والمواظبة على التمرينات البدنية، حتى ولو كانت مجرد مشي بسيط، إضافة إلى الإقبال على تعلم مهارات جديدة، وممارسة النشاطات الذهنية.
ويوصي هؤلاء الأطباء بالابتعاد عن الكحول والتدخين لأن النيكوتين يؤثر على الصحة العقلية للإنسان إضافة إلى أن الابتعاد عنه يحافظ على صحة القلب لأن الأمراض التاجية والسكر تؤدي إلى الإصابة بالخرف.
كما دعا الأطباء إلى ممارسة تقنيات الاسترخاء للتغلب على التوتر النفسي، حيث يعيق هرمون التوتر (كورتيزول) القدرة على تذكر الكلمات والأسماء وأرقام الهواتف وغيرها من التفاصيل الحياتية الأخرى.
التوتر يعجل بأعراض الشيخوخة:
أكد الباحثون أن المرأة أكثر تأثراً بالتوتر والأحزان موضحين أن هناك أجزاء معينة من الجسم تكون أكثر تأثراً وتنعكس عليها مشاعر التوتر والقلق بشكل خاص وهذه الأجزاء هي:
تجاعيد العين، فمشاعر القلق تؤثر بشكل خاص على هذه المنطقة الحساسة وتتمثل هذه التأثيرات في تقشير طبقة الجلد السطحية وظهور طبقة رقيقة جداً تجعل العين عرضة للتأثر بالعوامل المحيطة من تلوث وأشعة الشمس، ومع الوقت تظهر علامات الشيخوخة والتقدم في السن.
كذلك الغضب والتعصب يؤثران بشدة على منطقة الحاجبين وسرعان ما يؤدي ذلك إلى ظهور تجاعيد وخطوط دائمة يصعب التخلص منها بسهولة.
وقد أثبتت أبحاث صينية حديثة أن خطوط وتجاعيد ما بين الحاجبين يؤديان أيضاً إلى ثقل عمل الجهاز الهضمي.
التوتر يؤدي إلى تفاقم الإصابة بسرطان المبيض
قال باحثون إن التوتر يؤدي إلى نمو خلايا سرطان المبيض وانتشارها في الفئران فيما يعد أول دراسة توضح وجود صلة بيولوجية بين التوتر والسرطان.
وقال الباحثون إن التجارب التي أجريت على الفئران أظهرت أن هرمونات التوتر التصقت مباشرة بخلايا السرطان وحفزت نمو أوعية دموية جديدة وعوامل أخرى تؤدي إلى أورام أسرع وأكثر قوة.
ونشرت الدراسة في دورية /نيتشر ميديسن/ وكشفت أيضاً عن أن أحد عقاقير خفض ضغط الدم يعكس هذا التأثير.
ولم تصل أي دراسة سابقة إلى إجابة واضحة حول ما إذا كان التوتر يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، والبعض استبعد بشكل قاطع أي صلة بين أمور تسبب التوتر في الحياة مثل الطلاق أو فقدان العمل وبين الإصابة بالسرطان في مراحل لاحقة.
ولكن الكثيرين يعتقدون أن التوتر يمكن أن يسبب السرطان.
ولاحظ /انيل سود/ من مركز /ام.دى. اندرسون/ للسرطان بجامعة تكساس وزملاؤه أن مريضات سرطان المبيض اللائي كانت حياتهن تتسم بدرجة عالية من التوتر ارتفع لديهن معدلات بروتين يدعى /في.إي.جي.إف/ يحفز نمو الأوعية الدموية في الأورام السرطانية.
أما الذين ينعمون بالمساندة من قبل آخرين انخفض لديهم معدلات نفس البروتين.
ولإجراء التجربة قام فريق العمل بحقن الفئران بسرطان المبيض ثم وضع بعضها في مكان ضيق المساحة لمدة من ساعتين إلى ست ساعات من أجل أن تشعر بالتوتر.
وارتفع عدد الأورام بنسبة 3.6% لدى الفئران التي شعرت بتوتر لمدة ست ساعات.
وفي نصف الفئران المتوترة انتشر السرطان بالفعل إلى الكبد أو الطحال وفوجئ الفريق بأن خلايا السرطان لديها مستقبلات مخصصة لهرمونات التوتر.
وعندما يحدث لها عملية تنشيط تبدأ عملية تكوين الأوعية الدموية التي تحتاجها الأورام للانتشار.
ولا يحدث تنشيط لبروتين /في.إي.جي.إف/ فحسب بل أيضاً لمركبين آخرين مهمين لبقاء الأورام وهما /إم.إم.بي20/، و/إم.إم.بي90/.
وقال سود في بيان: تقدم هذه الدراسة فهماً جديداً لكيف يمكن للتوتر والعوامل المؤدية للتوتر أن تؤدي إلى نمو السرطان وأن اكتشاف أن مستقبلات هرمون التوتر تؤدي مباشرة إلى نمو السرطان هو أمر جديد جداً
منقول
مشكورة حياتي