تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » {{ صفات عباد الرحمن من سورة الفرقان }}

{{ صفات عباد الرحمن من سورة الفرقان }}

قال الله تعالى:{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً…
وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً} (الفرقان:63-76).

في هذه الآيات الكريمات من خواتيم سورة الفرقان، يصف الله عز وجل أحوال عباده الذين شرفهم بنسبهم إليه.

أوصاف عباد الرحمن كما في الآيات:

1- أولا هذه الأوصاف:

أنهم : يمشون على الأرض هونا:

{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً}

أي: بسكينه ووقار وتواضع وبغير تجبر ولا استكبار، وليس المقصود أنهم يمشون كالمرضى تضعفا ورياء،
فقد كان صلى الله عليه وسلمإذا مشى فكأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرض تطوى له، وقد كره السلف المشي بتضعف وتصنع..

2-وثانيا صفاتهم:

أنهم {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}

أي: إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ لم يردوا عليهم بمثله، بل يصفحون ولا يقولون إلا خيراً كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلملا تزيده شدة الجاهل إلا حلما.
وللنبي صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة في حلمه على الناس وفي دفع السيئة منهم بالحلم منه صلى الله عليه وسلم
فيقابل السيئة بالحسنة،
ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ له،
فهم به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً".

3- وصفتهم الثالثة:

أنهم {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً}

فأخبر الله سبحانه وتعالى عن عبادة أن ليلهم خير ليل،

فقال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} وكما قال تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذاريات:17، 18)
وأشار سبحانه وتعالى في قوله: {لِرَبِّهِمْ} إلى إخلاصهم فيه ابتغاء وجهه الكريم.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان ينام أول الليل، ويقوم آخره فيصلي) متفق عليه.

وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل؟ فقال: "طول القنوت".
والدعاة إلى الله أحوج ما يكون إلى وقوف في جوف الليل
وسجود طويل بين يدي الله لتصفو منهم النفوس وتطهر
منهم القلوب فيصيرون أهلا لتلقى الأمانة وأداء التبعة.

4- وصفتهم الرابعة:

{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً}
فهم وجلون مشفقون من عذاب الله عز وجل ،
خائفون من عقابه،
{إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً}
أي: ملازما دائما.
ولهذا قال الحسن البصري: كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام، وإنما الغرام اللازم ما دامت الأرض والسماوات.

فخوف الدعاة إلى الله غير نظرتهم للأهداف، وغير طموحهم ورجائهم،
فلا رجاء لهم في الدنيا غير رجاء الخائفين،
ولا استقرار لهم في المتاع، ولا هم يتلذذون بلذات الدنيا..

5- وصفتهم الخامسة:

{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} أي: ليسوا بمبذرين في إنفاقهم، فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم ..
وقال الحسن البصري: ليس في النفقة في سبيل الله سرف،
وروى مسلم عن أبي عبد الرحمن ثوبان بن بجدد مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم( أفضل دينار ينفقه الرجل
دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله،
ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله)

6- وصفتهم السادسة:

{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} (الفرقان:68).

روى البخاري في الجامع الصحيح عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أي الذنب أكبر؟
قال: (أن تجعل لله أنداداً وهو خلقك) قال: ثم أي؟
قال: (أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) قال: ثم أي؟
(أن تزاني حليلة جارك) قال عبد الله وأنزل الله تصديق ذلك {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} الآية.

7- وصفتهم السابعة التوبة:

{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً} (الفرقان: من الآية70).

روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلى ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ..
ثم قرأ صلى الله عليه وسلمهذه الآية {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}
(آل عمران: من الآية135).."

أخرجه أحمد في المسند وصححه أحمد شاكر

وفي الصحيحين عن عثمان أنه توضأ ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلمتوضأ نحو وضوئي هذا
ثم قال: (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه).

8- وصفتهم الثامنة:

{وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}

فهم لا يشهدون الزور، وهو: الكذب والفسق والكفر واللغو والباطل،
كما في الصحيحين عن أبي بكرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا:
بلى يا رسول الله، قال: [الشرك بالله وعقوق الوالدين]
وكان متكئا فجلس، فقال: [ألا وقول الزور ألا وقول الزور]
فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت)

يقول ابن كثير رحمه الله والأظهر من السياق أن المراد لا يشهدون الزور أي: لا يحضرونه،
ولهذا قال تعالى : {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}

أي: لا يحضرون الزور وإذا اتفق مرورهم به مروا به
ولم يندسوا منه شيء، ولذلك قال: {مَرُّوا كِرَاماً}.

9- وصفتهم التاسعة:

{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً}

أي: هؤلاء المؤمنون وهم عباد الرحمن حالهم بخلاف
من إذا سمع آيات الله فلا تؤثر فيه فيستمر على حاله كأن لم يسمعها.
فكم سمعنا عن بكاء الصالحين ودموع العابدين،
فهل افتقد الدعاة تلك الدموع؟ أم هل جفت دموعهم لما غابت
عن البكاء في سبيل الله، إن دموع الداعية إلى الله
هي عطر حلال يعطر به نفسه ويزين به وجهه أمام الله.

10- وصفتهم العاشرة:

{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} يعني الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من ذرياتهم
من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له،
قال ابن عباس: أي يخرج من أصلابهم من يعمل بطاعة الله فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة.
سئل الحسن البصري عن هذه الآية، فقال: والله لا شيء أقر لعين المسلم من أن يرى ولداً،
أو ولد ولد أو أخا أو حميما مطيعا لله عز وجل
، وقال ابن عباس أئمة يقتدى بنا في الخير،
قال غيره أجعلنا هداة مهتدين دعاة إلى الخير.

وهنا تتراءى أمام الدعاة إلى الله أهمية التربية الإيمانية ووسائلها ومبادئها، فتربية كل راع لرعيته مسؤولية إيمانية، واهتمام الصالحين بأسرهم وأبنائهم صفة خيرية من صفات عباد الرحمن السابقين

ماشالله ابدعتي والله يوفقج دنيا واخرة علي هالمعلومات القيمة واللي صج انا استفدت منها
جزاج الله خير
واللهم أجعلنا من عبادك الصالحين
روعهـ ماشاء الله خليجية

جزاكِ الله خيرا حبيبتي

بارك الله فيكي وجزاكي خير الجزاء

يارب نسئلك ان نكون من عبادك عباد الرحمن أمين أمين أمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.