|
|
مرحلة الحمل التي تمر بها المرأة مليئة بالتغيرات الكثيرة التي يتعرض لها جسم المرأة, وإن بعض هذه التغيرات كضيق النفس وتنفخ الجسم تنقضي بمجرد الولادة, لكن هناك تغيرات تستمر لعدة أشهر إلى أن تختفي أثارها, وتوجد أيضاً أمور لن تعود إلى ما كانت عليه سابقاً.
كما أن بعض عواقب المخاض تستمر لعدة أسابيع بعد الولادة, وذلك بسبب ما ينتج عنها من حالات مرضية, كالبواسير, أو رخاوة المثانة وعدم القدرة على التحكم بها, والولادة الطبيعية ليست شرطاً لحدوث تلك المشاكل, لأن الضعف الذي يعتلي عضلات الجسم في تلك المنطقة أثناء الحمل يجعلها مهيأة لحالات مشابهة حتى لو تمت الولادة بالجراحة القيصرية.
كما أن الزيادة في وزن المرأة التي يجب أن تتراوح بشكل وسطي بين 10 إلى 12 كيلو غرام يمكن خسرانها بعد الولادة ولكن بشكل تدريجي, فأثناء الولادة يتم انخفاض الوزن بما يعادل 5.5 كيلو غرام موزعة على النحو التالي, 3.5كيلو غرام وزن المولود, 500غرام وزن المشيمة, 1كيلو غرام وزن السائل الأمينوسي, وأخيراً 500غرام من الدم.
وبعد أسبوعين تقريباً يؤدي انكماش الرحم وملحقاته إلى هبوط جديد في الوزن يعادل 2كيلو غرام, ويبقى على المرأة أن تخسر ثلاثة كيلو غرامات أيضاً لكي تعود إلى وزنها الأصلي قبل الحمل.
لهذا يجب أن تراقب الأم نظامها الغذائي الذي يجب أن يكون متكامل وصحي, وأن تبتعد عن زيادة كمية الوجبة بحجة تغذية الطفل, لأن الطفل يحتاج للغذاء الصحي ولا يحتاج لكميات كبيرة منه, وفي حال تجاهلت هذه الأمور فإن الوزن الزائد لن يبقى في جسمها فقط بل إن وزنها سيزداد العديد من الكيلو غرامات الأخرى.
وبشكل عملي فإن خسارة الوزن المكتسب أثناء الحمل يتطلب من الوقت حوالي الأربعة أشهر على الأقل, ويمكن أن يتطلب الأمر أقل من ذلك عندما تقوم الأم بمزاولة المشي اليومي بمقدار 15 إلى 20 دقيقة, ومراقبة كمية الطعام التي تستهلكها, فعملية الإرضاع تتطلب منها زيادة 500 سعرة حرارية في اليوم لا أكثر.
والجدير بالذكر أن الخطر الأعظم في اكتساب السمنة يقع في الأسبوع السادس من الإرضاع, ولا بد في هذه الفترة من تعزيز المراقبة على النظام الغذائي, والامتناع عن تناول عدد من المواد الغذائية التي يمكن أن تساعد في حدوث السمنة كالنشويات والسكريات.
وسلامتكم
ام هاجر
وجزاك الله خير
