قصة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة
بعد أن اشتد أذى المشركين على المؤمنين في مكة أذن الله بهجرة رسوله ومن معه من المؤمنين الى يثرب في السنة الرابعة عشر من البعثة النبوية ، فبدأت الهجرة على شكل مجموعات صغيرة ،فهاهي أم سلمه رضي الله عنها يعترض أهلها طريق هجرتها مع زوجها ويمنعوها فيهاجر وحيدا في سبيل الله ،وهاهو صهيب بن سنان رضي الله عنه يتنازل عن كل ماله للمشركين حين اعترضوا طريق هجرته مضحيا بماله في سبيل الله ،وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهاجر نهارا جهارا ويتوعد كل من يلحقه من المشركين بالقتال في سبيل الله تعالى ،فاشتد الأمر على المشركين فدبروا مؤامرة لقتل الرسول بأيدي فرسان من عدة قبائل ليتفرق دم الرسول ويقبل بنو عبد المطلب بالدية ،ولكن الله يحفظ نبيه ويخبره جبريل عليه السلام بالمؤامره ويبلغه بأمر الهجرة من الله تعالى ،فيطلب الرسول من الفدائي علي بن أبي طالب أن ينام في فراشه ليلة الهجرة ثم يرجع الأمانات لأصحابها والتي كان معظم أهل قريش يأتمنونه عليها صلى الله عليه وسلم ,ثم يصطحب الرسول صاحبه أبوبكر الصديق في رحلته ودليلهما في رحلتهما اليهودي عبدالله بن أريقظ لخبرته في طرق الصحراء
فاتجوا جنوبا واتجه المشركين شمالا واختبأ الرسول مع صحبه في غار ثور ثلاثة ليال كان فيها عبدالله بن أبوبكر ينقل لهم أخبار بحث قريش ,وأسماء بنت أبوبكر تنقل لهم الزاد,ثم أكملا طريقهما باتجاه المدينه فلحق بهما الفارس سراقه بن مالك طلبا لجائزة قريش فتعثر فرسه عدة مرات فأيقن أن الرسول محفوظ من الله تعالى فعاد أدراجه دون إخبار أحد بما حدث ,بعد ذلك مرّ الرسول في طريقه بإمرأة عجوز أسمها أم معبد فسألها عليه الصلاة والسلام الطعام فأخبرته أنها لاتجد سوى شاة هزيله من شدة الجوع فأمسكها الرسول ومسح عليها فدرت الحليب ثم شرب هو ومن معه وأعطى أم معبد لتشرب وترك أيضا لزوجها بعضا من الحليب ,فلما عاد زوجها لاحظ عليها التغيير فسألها إن كان مرّ بها أحد اليوم فأخبرته أن رجلا عليه علامات البركة قد مرّ بها فقال أوصفيه فوصفته وأتقنت وصفه حيث قالت :رأيت رجلا ضاهر الوضاءة أبلج الوجه, لم تعبه نحله ( ليس بنحيل ) ولم تزر به صقله (ليس بسمين ) وسيم قسيم ( أي حسن وضيء) في عينيه دعج (سواد) وفي أشفاره وطف(طويل شعر العين )وفي صوته صحل (بحه وحسن )وفي عنقه سطح (طول) وفي لحيته كثاثه (كثرة الشعر) أزج أقرن ( حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان ) إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأجلاهم وأحسنهم من قريب ,حلو المنطق فصل لاتذر ولاهذر (كلامه بين وسط) ربعه (ليس بالطويل ولا بالقصير ) فقال لها زوجها إن هذا بن عبد المطلب الذي تتحدث عنه قريش ,فأكمل الرسول طريقه ليصل الى المدينة بعد رحلة دامت عشرة ليال ,بعد ذلك حلت راحلته في وادي قباء بالمدينة المنوره حيث استقبله أهلها بإنشادهم : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ..وجب الشكر علينا ماداع لله داع .. أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع.. جئت شرفت المدينه مرحبا ياخير داع..
..