|
إذا حاولنا التصدي لظاهرة الإساءة للمسلمين التي بدأت في التنامي في السنوات القليلة الماضية وأشهرها ظاهرة الرسومات المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ولقد تصدي لها مسلمو العالم وأدانوا الصحيفة والشخص الذي رسمها وبل حتي الدولة " الدنمارك" حيث وصلت لمقاطعة شراء منتجاتها .
حينما يكون السب والقذف من شخص لا يعرف عن الإسلام شيئا, يكون عزاؤنا الحكمة التي تقول " من لا يعرفك يبخس قدرك " والأخرى الطريفة التي تقول " من لا يعرف الصقر يشويه ".
فمن أول الذين بدؤوا السب والقذف الهندي المرتد " سلمان رشدي " الذي لجأ لبريطانيا مصدرا كتابا يسمي " آيات شيطانية " , أساء فيه للإسلام والمسلمين بصورة شنيعة مما أغضب المسلمين جميعا, وأعقبته المرتدة الصومالية " آيات خرسي علي " التي لجأت كذلك لهولندا ومن ثم صارت نائبة في برلمانها وقد إساءت للإسلام عبر تصديها لمعاملة المرأة في الإسلام وظلمه لها " حسب قولها " , ومن ثم تلتها البنغالية المرتدة " تسنيمة نسرين" .
وأخيرا ساءنا ما تطاول به الكويتي المدعو ياسر الحبيب بسب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها أشنع السباب والقذف, وإنني أتساءل كيف يتسنى لرجل ينتسب إلى الإسلام أن يقدم على سب وقذف شخص كائنا من كان , أليس دينه يمنعه من القذف والسب ؟ أليس دينه يمنعه من سب الأشخاص الأحياء فما بالك بالأموات!! ألا يدري هذا الشخص المكانة المرموقة لهذه الزوجة الكريمة بنت الصحابي الأول وأول خليفة للإسلام بعد الرسول ؟ ألا يدري هذا الشخص بأن سب وقذف أم جميع المؤمنين في بقاع الأرض يغضب المسلمين ويخدش كرامتهم ؟
نجد كل من تصدي لسب المسلمين وقذفهم يعيش بالغرب وبعمله هذا يتقرب لأهل الغرب بسبه لدين الإسلام والمسلمين , وقد أدان هذا المسلك السكرتير العام للتحالف الإسلامي " NIA" الشيخ حسن المطوع حيث أدلي بتصريح لصحيفة النهار جاء فيه " إنني أدين ما جاء علي لسان ياسر الحبيب وأؤكد علي أن كل أهل السنة والشيعة لا يختلفون على طهارة كل زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأنهن لم يشاركن في أي عمل قبيح أو رديء "
وأضاف أن الإساءة التي جاءت علي لسان الحبيب لا تمثل رأي أهل الشيعة وإنه ليس من علماء الشيعة الذين يعتد بهم , وإن مسلكه هذا يتوافق مع عمل اليهود الذين يعملون علي بث روح الفتنة في أوساط المسلمين في جميع بقاع العالم ".
هرب الحبيب لبريطانيا عبر بغداد بعد خروجه من السجن الذي قضى فيه قرابة ثلاثة أشهر فقط ولم يكمل فترة الحكم المنصوص عليها وهي نحو عشرة سنوات ,
وحملت لنا الأخبار بأن مجلس الشورى الكويتي سوف يطلب من البوليس الدولي القبض علي الحبيب لإكمال مدة سجنه بينما يدعي الحبيب بأنه لم يقترف جرما جنائيا يحاسب بموجبه عليه وإنما هو من أصحاب الرأي " حسب قوله " , ولا يدري الحبيب بأنه ارتكب جرما أفظع من الجرم الجنائي بمراحل .
تزامن الهجوم الشخصي على الإسلام مع الهجوم الصادر من بعض الدول الغربية , وأولى هذه الدول فرنسا حيث حرمت علي المسلمات ارتداء النقاب في الأماكن العامة وكذلك إيطاليا , ثم تلتها سويسرا بمنع بناء المآذن , وربما تلي هذه الدول دول غربية أخري .
هذا إلي جانب الحروب التي تشن علي الدول المسلمة كالعراق وأفغانستان وفلسطين والحروب التي تشن بالوكالة كما في السودان .
كل هذا الهجوم يوضح للمسلمين مدي الاستهداف الذي يواجهونه , حيث إن الإسلام قد انتشر في أوروبا ويتزامن هذا مع التدهور الملحوظ في التمسك بالديانة المسيحية وظهر هذا جليا عبر الفظائع الجنسية التي أرتكبها قسيسو الكانئس بأوروبا , مما حدا بحكومات تلك الدول بالتصدي للمسلمين والمسلمات عبر بعض القوانين التي صارت مدعاة للسخرية في كل بلاد العالم , حيث فرنسا تدعي إنها بلد الحرية وتصدر قانونا بمنع ارتداء النقاب , أليس الإنسان حرا فيما يرتدي ؟
ومن ثم ظهر لنا القس الأمريكي المتطرف الذي دعا لحرق الآلاف من المصحف الشريف ولكن واجه ضغوطا هائلة من حكومة بلاده ومن العالم الإسلامي مما جعله يتراجع عن عمله القبيح هذا .
وقد تزامن مع كل هذه الأحداث إصدار خادم الحرمين الشريفين أمرا بإنشاء هيئة الملك عبدالله الخيرية العالمية , مما يجعل هذه المبادرة في نظري أبلغ الردود العملية علي مجمل هذه الحملات البغيضة التي تدعو للفتنه والتشتت , وهذه الهئية تحمل في طياتها الحب و الخير الذي يكنه المسلمون لجميع أهل البسيطة , لا سيما وأن المملكة ظلت تدعم كل أعمال الخير في جميع بقاع الأرض وخصوصا الدول المصابة بالكوارث وآخرها باكستان .
يحاول الغرب بث الفتنة والتشرذم في أوساط شعوب الدول المسلمة ويضع في أولوياته إشعال الحروب العقدية والدينية في أوساط شعوب الدول الإسلامية , علينا تفويت هذه الفرصة عليه ونبذ الفرقة والتنازع وصدق الله تعالى: " ومن أحسن قولا مما دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين , ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" سورة فصلت