|
|
العقل السليم في الجسم السليم« مقولة معروفة لدى الجميع إذا ان سعادة الانسان تبدأ من سلامة جسده، ولتلك السلامة متطلبات وتعليمات صحيحة لابد من مراعاتها في الغذاء، لذلك كان لملف الاسبوع لقاء مع خبيرة التغذية والرجيم د.فوزية العوضي لتحدثنا عن الاطعمة الصحية التي تعني ثقافة غذائية سليمة وكذلك أساليب الحمية الصحيحة.
¼ في البداية سألناها هل الغذاء السليم يتطلب ثقافة خاصة ليتمتع الانسان بصحته لاطول فترة ممكنة.
ـ نعم فالغذاء السليم يعتمد على العمر والنشاط والحالة الصحية، فاختلاف مراحل العمر من الطفولة والمراهقة والبلوغ والشيخوخة تختلف معها كميات ونوعيات الطعام وحاجة الانسان الى الطعام لابد أن تقل عند الكبر، أما مرحلة الطفولة فتحتاج الى تغذية متكاملة العناصر، والانسان في مرحلة المراهقة بحاجة إلى طعام متوازن ومن ثم يهبط مستوى التغذية ويقل مع تقدم السن.
¼ ما الاطعمة التي يحتاجها الطفل ابتداء من سن 6 سنوات الى 12 سنة؟
ـ يحتاج إلى البروتينات بشكل أساسي وبنسبة 2 جم لكل كيلو غرام من وزنه وكذلك يحتاج إلى نشويات مثل الخبز والارز والمعكرونة وكذلك البيض والالبان والاجبان واللحوم فلابد ان تحتوي الوجبة على جميع هذه العناصر بالاضافة الى الفواكه والخضروات بشكل اساسي وللاسف فإن فقدان عنصر ما والإفراط في عنصر آخر يدخل اطفالنا في مشاكل السمنة الزائدة واضافت: مفهوم خاطئ الا نتوجه بالطفل إلى خبير تغذية لتنظيم الطعام والوصول الى الوزن المناسب لعمره ورغم السمنة المفرطة التي يعاني منها الاطفال الا ان بعضهم مصاب بفقر الدم وقلة المناعة وللاسف هناك حالات ارتفاع في الكوليسترول عند بعض الاطفال.
¼ هل العادات السيئة في الطعام هي السبب في السمنة لدى الاطفال والبالغين؟
ـ هناك عدة عوامل بعيدا عن السبب الوراثي إذ نجد أن ثقافة الاسرة الغذائية هي من أهم العوامل التي تسبب السمنة أو زيادة الوزن عند الاطفال والبالغين، فلابد من الالتزام بوجود ثلاث وجبات رئيسية والحفاظ على وجود وجبتين خفيفتين بين الوجبات وان تحتوي وجبة الطفل على جميع العناصر التي يحتاجها الطفل لكن للاسف اصبح الآباء الآن يتبعون العادات الغذائية السيئة أمام الاطفال مثل ثقافة الوجبات السريعة والمياه الغازية وذلك اخطر ما يكون على الصحة. وتابعت: لا خوف من أن يخضع الطفل لحمية غذائية اذا كان يعاني الوزن الزائد ولكن تحت اشراف طبي قبل ان يدخل في مراحل التطور الهرموني والمراهقة وخصوصا اذا كانت التاريخ المرضي للأسرة يحتوي على سمنة أو سكر أو ضغط.
واضافت ان كثيراً من الامهات يفرطن في اعطاء اطفالهن الحليب وهذه من الاخطاء الشائعة اذ ان هناك معياراً علمياً لكل سن يحدد مدى احتياج الطفل للحليب.
وزادت: لابد ان تسعى كل ام لتثقيف نفسها غذائيا حتى تستطيع ان تحافظ على رشاقتها ورشاقة اطفالها فالرشاقة تعني الصحة الجيدة وعلى سبيل المثال يمكن للطفل ان يتناول احدى الوجبات السريعة لكن دون شرب المياه الغازية مثلا او دون تناول البطاطا وذلك بهدف التقليل من السعرات الحرارية.
وواجب على كل ام إقناع طفلها بشكل عملي بمدى ضرر هذه المواد الغذائية وعلى سبيل المثال تضع عظمة في كوب من المياه الغازية وتتركها لمدة يوم ثم تجعله يفحصها بنفسه وسيجدها هشة وتنكسر بسهولة وهكذا تصنع المياه الغازية في عظامه فلن ينسى هذه التجربة ابدا.
¼ كيف يحسب الانسان عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها خلال يومه؟
ـ عدد السعرات الحرارية يتحدد بحسب وزن الانسان وطبيعة نشاطه وعمره اذ يختلف عدد السعرات من فرد الى آخر ومن انثى الى ذكر فعلى سبيل المثال الرجل يحتاج الى سعرات اكثر من المرأة لنشاطه الحركي والعضلي فالانثى تحتاج إلى 1500 سعر حراري في مقابل الرجل 2000 سعر حراري يوميا هذا اذا كان الوزن مثالياً، لكن البدين بالطبع يحتاج الى اكثر من 2000 سعر حراري ولكي ينقص من وزنه عليه ان يقلل من السعرات الحرارية التي يحتاجها جسده.
واضافت هناك جدول معياري علمي لحساب كتلة الجسم في مقابل الطول وهو يحدد ان كل الانسان يعاني زيادة الوزن ام السمنة المفرطة ام السمنة الخطرة، وبناء على هذا يتم حساب السعرات الحرارية اللازم اتباعها لانقاص الوزن.
¼ ما الاطعمة اللازمة للمرأة وكذلك للرجل؟
ـ يتساوى احتياج الرجل والمرأة من الطعام في سن الـ 25 ولكن بعد ذلك قد تختلف، حيث ان التكوين العضلي عند الرجل اكثر من المرأة واقل دهوناً في المرأة، لذلك الرجل يحتاج الى بروتينات اكثر والمرأة تحتاج الى سوائل اكثر لان المرأة اكثر دهونا فالهرمونات تلعب دوراً في ذلك.
واضافت: الاحتراق الداخلي يزيد عند الرجل اكثر في المرأة لذلك هو يحتاج الى طاقة اكثر من المرأة ولكي يتمكن الفرد من انقاص كيلو جرام من الوزن لابد من حرق 7000 سعر حراري ولانقاص 5 كيلو جرامات من الوزن في الشهر الواحد لابد من ان يفقد 35 ألف سعر حراري وهذا لا يتم بواسطة الريجيم فقد ولكن بالحركة وبذل النشاط عبر التمارين الرياضية.
¼ ما الأنشطة الحركية التي تساهم في انقاص الوزن وحرق السعرات بشكل أفضل وأسرع؟
ـ من أفضل الرياضات التي تحرق السعرات تمارين الايروبكس والرقص ثم تأتي السباحة ثم نزول وصعود الدرج »السلم« وفي المقام الرابع الركض وخامسا المشي.
والأهم من ذلك ان تكون الحركة ثقافة حياة وليس مجرد مهام وواجب محدد بزمان ومكان، فهذا يثقل على النفس ولا يتم الاستمرار فيه، فعلينا ان نخصص نصف ساعة للمشي في الصباح الباكر حتى ولو كنا موظفات أو مدرسات، كذلك لابد من استخدام الدرج بدلا من المصاعد الكهربائية وعلينا ان »نصفت« السيارة بعيدا للسير على الاقدام لاطول وقت بالاضافة الى تناول الوجبات الصحية وشرب المياه بكثرة.
وكذلك لابد من عدم حرمان الجسد من الطعام بل الاكل بالاعتدال والحرق الملائم لكمية الطعام المتناولة.
وزادت: لابد من ان تكون طاقة الحركة الخارجية اكبر من الطاقة الداخلية حتى نحصل على جسم رشيق وصحة أفضل.
¼ هل نوعيات الحمية تختلف باختلاف فصول السنة؟
ـ نعم، التنويع في الاغذية يكون حسب الفصول والطقس وهذا شيء مهم ولكن بشرط الحفاظ على عدد السعرات الحرارية، بمعنى انه يمكن استبدال الرهش أو التمر بالخبز في فصل الشتاء لان اثناء الحرق تبعث حرارة اكبر فيشعر الفرد بالدفء وفي نفس الوقت نحافظ على عدد السعرات المفترض اكتسابها في الحمية وذلك بالطبع بالاشراف مع الطبيب.
وكذلك في الصيف لابد ان نزيد من شرب السوائل والعصائر الباردة والطازجة فهي الاكثر مناسبة لدرجة حرارة الطقس وطاقة الانسان دون الاضرار بحميته.
¼ هل هناك حميات خاصة بفصيلة الدم، بمعنى هل هناك نوعيات اطعمة تزيد الوزن لفصيلة دم معينة والعكس؟
ـ هذه مجرد اجتهادات شخصية وليس لها اساس علمي سليم ولا انصح باتباعها لان الجسد بحاجة لجميع العناصر والافراط في تناول نوع واحد من الغذاء قد يسبب الامراض والمضاعفات الصحية وكذلك الامتناع عن عناصر اخرى تسبب فقدان فيتامينات وعناصر يحتاجها الجسم.
¼ ماذا عن اتباع الحميات المختلفة كالكيميائية أو التي توجد على الانترنت أو المتداولة بين الناس؟
ـ أخطر ما يكون هو اتباع الحمية الكيميائية أو اتباع حمية خاصة بفرد آخر، فلا بد من إشراف طبي قائم على أساس التحاليل والأمراض المصاب بها الفرد والعمر والحالة الصحية.
وأضافت: من أكثر الأشياء المضرة هو إنقاص الوزن السريع فلابد ألا يزيد عدد الكيلوات المفقودة على 5 كيلوات في الشهر، لأن الانقاص السريع في الوزن يسبب سرعة ازدياد الوزن مرة أخرى، ولابد أيضا من معرفة أن طبيعة المرأة في إنقاص الوزن أصعب من الرجل لأن وزن المرأة مليء بالماء والدهون.
¼ ماذا عن استخدام البعض للمكملات الغذائية أو الأدوية التي تنقص الوزن؟
ـ أنصح بالابتعاد التام عن الأدوية وهي أخطر ما يكون على الصحة، أما بالنسبة للمكملات الغذائية فلابد أن تكون تحت إشراف طبي وبجانب حمية مناسبة للفرد.
¼ ما النصائح التي تقدميها لكل من يريد أن يتبع عادات غذائية سليمة وتساعده على إنقاص الوزن الزائد؟
ـ أولا معرفة عدد السعرات التي يحتاجها بناءً على نشاطه الحركي المبذول.
ـ عدم الإفراط في تناول عنصر واحد من الغذاء.
ـ الإكثار من شرب الماء من 2 لتر إلى 3 لترات في اليوم.
ـ الحفاظ على أخذ قسط من النوم المناسب من 8 إلى 9 ساعات يوميا وعدم السهر.
¼ عدم تناول وجبة عشاء دسمة والنوم بعدها وكذلك عدم النوم بعد الغذاء.
ـ تخصيص وقت لممارسة الرياضة ولو نصف ساعة يوميا.
ـ الحفاظ على تناول الفواكه والخضراوات في المقام الأول وشرب الأعشاب الطبيعية والابتعاد عن المياه الغازية والسكريات بإفراط.
ـ الحفاظ على تناول ثلاث وجبات متوازنة بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين مثل الفاكهة أو الخضراوات أو البسكوت الخالي من الدهون أو الحليب الخالي من الدسم.
ـ عدم تعريض الجسم إلى الجوع البتة والتوقف عن الطعام قبل الوصول إلى الشبع التام.
ـ عدم اتباع حمية غذائية دون مشورة خبير تغذية.
.
