السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد ,,
انتشر في الآونة الأخيرة دعاء يسمى بدعاء قضاء الحاجة و كنت قد فرحته به في البداية و أدعوا به .. و عند قراءتي لهذا الدعاء لفتت انتباهي بعض الكلمات و الجمل و أثارت شكوكي في صحة هذا الدعاء و قد أٍسلت مسج للشيخ سالم الطويل أسأله عن صحته فأجابني حرفيا " لا يوجد ما يسمى بدعاء قضاء الحاجة "
و الأمور التي لفتت انتباهي و أثارت استغرابي هي :
في بداية الدعاء يذكر " اللهم يا من يعبده كل معبود " و لا حظوا ان من يعبد الله هو "المعبود " و ليس " العبد " فكيف يعبد معبودا معبود ؟
ثم تأتي الجملة " يا من ليس يوصف بقيام و لا قعود و لا حركة و لا جمود " و كيف لعباد الله أن يحددوا ما يوصف به الله جل و على و ما ليس يوصف به !!
و أخيرا … " اللهم انني أسألك بحرمة هذا الدعاء أن ……." و من أين أتينا بحرمة لهذا الدعاء فهو ليس منقولا عن رسول الله عليه الصلاة و السلام
و لله الحمد و عظيم ا لفضل .. فلدينا أوجه كثيرة لإجابة الدعاء أولها اليقين بالإجابة و تحري أوقات الدعاء كوقت هطول المطر و بين الأذان و الإقامة و النصف الأخير من الليل و عند السجود حيث يكون العبد أقرب لربه جل و على و عند إفطار الصائم و غيرها …
ثم ان للدعاء آداب لا بد ان يتبعها المسلم في كلامه مع خالقه و مالك أمره منها الوضوء و استقبال القبلة و البدء بحمد الله و الثناء عليه و الصلاة على رسول الله و الدعاء بأسماءه الحسنى ثم الدعاء للآخرة و يليه الدعاء للدنيا .. و الانتهاء بحمدالله و الصلاة على رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم ..
و عن ابي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من كانت له الى الله حاجة فليدع بها دبر كل صلاة مفروضة " رواه ابن عساكر .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد و الكرب فليكثر الدعاء في الرخاء " . رواه الترمذي و ابن الحاكم
و عند دعاء المرء لأخيه المسلم يوكل له ملك يقول و لك بمثله حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب , عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير
خصوصا لما يقول يا غافر ذنب داوود و يا منجي ابراهيم من نار النمرود
جميلة هذه الجمل .. و تعبيرها راائع و فيها بلاغة مميزة
و لكن كل ما في الأمر .. هي الجمل اللي شددت عليها لأن ما يسوى نقول دعاء لله سبحانه .. و قد يكون فيه ما يغضبه بينما نحن نسعى الى رضاه
لا بد من الأدب في الدعاء و توخي الحذر في الكلمات و اسلوب الدعاء ..
و حياج الله ..
الأصل بالدعاء ان يتم انتقاء
الادعيه الوارده في القرآن والسنه
لأن بعض الادعيه
المذكورة في الكتيبات تحتوي على شركيات وبدع
وتجعل الانسان يقع في محظور شرعي
جزاكِ الله خير على التنبيه.