كيف يقول أحدهم : رايت رسول الله ثم يقال له هذا حلم من الشيطان ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم .

( منقول )

بعض الناس يستغرب أنه عندما يسرد رؤيا فيها ذكر رسول الله أو رجل قال إنه رسول الله أو رأى شخصا ووقع في نفسه انه رسول الله .. ثم يقول له المعبر : لم يكن رسول الله بل كان الشيطان ! .. فكيف يمكن ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من رآني في المنام فسيراني فإن الشيطان لا يتمثل بي " ( رواه البخاري ) ثم يقول له المعبر إنه لم يرى رسول الله بل رأى الشيطان مع أن رسول الله منع الشيطان من مقدرة التمثيل به !

الجواب

عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من رآني في المنام فسيراني " أو " من رآني في المنام ققد رآني " .. إنما معنى ذلك رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورته الحقيقية التي كان عليها في حياته بعد أن أوحي إليه إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم .. وكل ما يخالف ذلك فهو الشيطان .. تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم : " فإن الشيطان لا يتمثل بي " وذلك لازم بين " فقد رآني " وبين " فإن الشيطان لا يتمثل بي " .. ومعناه أن أية صورة أخرى فهو من تمثل الشيطان لأنه ليس على شكل رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أوصافه صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكنا واضح الهدوء والإتزان .. لا ظاهر السرعة ولا عنيفا ولا بليدا في الحركات .. يتحرك بهدوء من غير بطء .. ويتكلم بتؤدة من غير عيّ ولا تردد .. ووجهه مشرق أقرب للإبتسامة .. كأن وجهه يدعوك ويقول لك أقبل إليّ مع كونه صامتا .. إن رأيته بودك أن تقفز إليه وتحتضنه من شدة ما هو يجذب من يراه .. وهو ربعة لا هو بالطويل ولا بالقصير .. طوله مثل من طوله 165 سنتمتر أكثر أو أقل بمقدار سنتمتر واحد .. تراه من بعيد كأنه نحيف .. ومن قريب كأن به سمنة .. وهو لا كان بالسمين ولا بالنحيف .. كان ناعم الجسم به شئ يسير عند المعانقة مما يشبه السمنة وما هو بسمنة .. لا تستطيع أن تغلب فيه وصفا بعينه فيما يتعلق بجسمه .. كان ممسوح البطن – لا كرش له – ولكن مع بعض الإكتناز اليسير تحت صدره وفي جنبيه هو مثل النعومة وليست السمنة .. صدره ليس بالبارز ولا بالمنخفس .. كبير الكتفين عريض ما بين المنكبين واسع الصدر صلى الله عليه وسلم .. رقبته أقرب للطول وما هي بطويلة الطول البائن ولا هي بالقصيرة لا بالظاهرة النحف و لا بالغليظة ولا بكثيرة اللحم .. كان فيها شئ يسير من الطول والجمال .. كانت يده فيها شئ يسير من الطول وكفاه كانت كبيرة وأصابعه غير عريضة ولا غليظة كأكمل ما يكون الرجل في جمالها وطولها مع سعة دائرة الكف .. وفي باطن كفه نعومة ورقة لا خشونة ولا يبس فيها .. أفديه بكل ما يعز علي صلى الله عليه وسلم .. كان كبير الرأس .. كبرا واضحا من غير عيب ولا قبح .. وأذنه متوسطة كأنها صغيرة وما هي كذلك .. وشحمة أذنيه مرتخية .. ما داخلها أبيض نضيف ناصع .. كان وجهه مدورا .. وجهه ظاهر البياض مع حمرة وردية خفيفة لا بالأسمر ولا بالملون ولا بالفادح البياض .. كان صدغه منخفضا غير مكتنزة باللحم .. كبير الجبهة وعريضها .. من غير تقدم جزء منها على جزء كلها مبسوطة من غير تدوير بائن ولا خفس .. حاجباه لا هما ببائني الدقة والنحف ولا هما بالغليظين المشعرين .. كانت حواجبه متوسطة الشعر غير متصلات في النصف وبينهما فراغ من البشرة .. وحاجباه مقرنان بهما شئ من الميل إلى أسفل من جهة الصدغين من غير انكسار شديد ولا تمدد فيها .. عينه كانت كبيرة – كبرا متوسطا – وكانت قرنية عينه كاملة السواد .. وكأنه مكحل من غيرأن يضع كحلا .. هادئ النظرات عينه لا ترمش بسرعة ..غير أن شفتاه لا هما بالدقيقين جدا ولا بالغليظين .. وشفته السفلى أكبر بشئ يسير جدا من العليا .. فمه واسع وليس مجموعا ولا دفيقا .. خده لا هو بالمخفوس الممسوح من اللحم ولا هو بالكثير اللحم .. وفي خديه شئ يسير من الإكتناز يظهر أكثر إن وقفت على مسافة أقدام منه صلى الله عليه وسلم .. وأنفه لا هو بكبيرالقاعدة ولا كبير الأرنبة وكان أقنى الأنف .. به شئ يسير من الطول مع حدبة يسيرة في الوسط ودقة في الطرف .. ولا بائن الخنس ولا بائن العقف .. أنفه كان كأجمل ما يكون الرجال .. به شئ من العقف اليسير جدا من المنتصف مع شئ من الخنس من غير ارتفاع الأرنبة أو ظهور المنخرين .. كان أنفه أخنسا مرفوعا مع خفاء المنخرين .. وكان منخراه غير مدورين بل فتحتهما بشكل الباذنجان .. وشنبه لم يكن محلوقا ولا طويلا .. إن رأيته علمت أنه ذا شنب ظاهر .. وإن اقتربت علمت أنه غير حالق لهما ولا مبالغ في ذلك الأخذ .. ولم يكن شنبه عريضا كبير المساحة .. ولا كان صغيرا شبه المعدوم .. كان كأوسط ما يكون الرجال .. كانت لحيته لا هي بالطويلة ولا هي بالقصيرة .. وإنما إلى صدره تقريبا من ذقنه بطول سبعة أو ثمانية أصابع .. وشعره كان أسودا خالص السواد وغير جعد ولا متدرج .. كان سبطا من غير شدة نعومة .. لم يتعدى في الطول سطح كتفيه .. أما ظهره فما كان راجعا للخلف ولا أحدب الظهر .. كان متوسطا تماما عليه الصلاة والسلام .. فمن رآه قريبا من هذا الوصف فقد رآه .. ومن أخطأ هذا الوصف كثيرا فليعلم أن الشيطان قد تلاعب به .

كيف يكون المنام من الشيطان ؟

إذا اضطرب سياق المنام أو كانت أحداثه متناقضة فإنه يكون من الشيطان .. كالذي يرى أن رسول الله تم القبض عليه وناس يعذبونه .. فإن الذي يحكي الرؤيا لو ذكر العلامات صحيحة فإنه كاذب .. لأن رسول الله لا يمكن أن يتسلط عليه أحد أبدا بعد أن انتقل إلى رفيقه الأعلى جل جلاله .. ولا يمكن أن يساء إلى رسول الله أن يُــلحق به الأذى أو يُــغلّ بالسلاسل والأصفاد أو يُــسجن أو يُـــربط بالحبال لأنه أخبرنا بوضوح بأن من يراه في المنام فإن تلك رؤيته الحقيقية .. وهو في الحقيقة في منعة من الله عن حصول الأذى في حقه وقد بلغ منزلا لا أذى ولا نصب فيه .. نعم ربما يحزن أو يسوءه بعض ما يحصل في أمته ولكن لا يمكن أن يتسلط عليه أحد بالأذى .. ومن رأى شيئا من هذا فإن ذلك الشيطان .. ومن ذكر علاماته كاملة ثم مع ذلك حصل في المنام الأذى والإذلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الحاكي كاذب ولم يرى شيئا .

ما هو شكله الذي يمكن أن يُراه به ؟

رسول الله صلى الله عليه وسلم من يوم أن بعثه الله بالنبوة إلى أن توفي لم يدركه هرم ولا شمط وظل بصحته ونضارته حتى توفاه الله .. ما تغير فيه إلا بضع شعرات بيض ظهرت في شعره فقط .. ولأجل ذلك قال الصديق أبوبكر بعد وفاته قبل الدفن : " ما أطيبك يا رسول الله حيا وميتا " .. فلا يمكن أن يُــرى فتى أمردا بلا لحية .. لأنه في ذلك الوقت لم ينزل عليه الوحي فلا عبرة برؤيته وهو لم يُـرسل بعد حتى لو كان بالأوصاف الواردة أعلاه أو قريبا منها .. أو يراه قد كبر حتى هرم على أنه رسول الله .. فهذا الشيطان وما هو برسول الله .. أو يراه بصورة لا تنبغي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كأن يكون حليقا أو لحيته طويلة جدا إلى السرة أو شنبه ضخما كثيفا .. كأن يكون لابسا بدلة وكرفتة أو بنطال جنز أو يقود سيارة أو دراجة أو يركب السيارة مع غيره .. فكل ذلك لم يكن موجودا لا في حياته ولا في البرزخ الذي هو فيه الان .. إن رُئي راكبا فركوب ما كان يركبه في حياته صلى الله عليه وسلم على الحقيقة ولا يمكن أن يُرى بأية صورة غير الصورة التي عاش بها .. لا يمكن أن تراه يلبس ساعة يد أو يضع على وجهه نظارة شمسية .. كل ذلك إن ورد فإنه الشيطان .. وحتى لو كان شئ من الأوصاف الواردة واقعا على الذي بالمنام – إن ترجح صدق الرائي – إلا أنه لا يمكن أن يكون رسول الله لأنها أوصاف تقريبية لا يلزم انطباقها كلها إن حصلت بعضها .. أو أن يكون الذي يحكي المنام لم يرها .

ما الذي يدعو الناس للكذب ؟

لا ندري عن أغراض وأهواء الناس .. ولكن أحيانا الواحد يلفق كذبا للتمتع بشئ من الرياء والسمعة لأجل من حوله وتجده قد نشرها بالمنتديات أو بين أصحابه وهدفه فقط جذب إعجاب الناس والتمتع بذلك – وهذا من الأمراض النفسية – .. فيستعبرها ويكون الناظر ليس فطنا حاذقا في التأويل .. فيخوض فيها ويبشر الواصف ليتباهى بها عند من حوله وهو في الواقع ما رأى شيئا والناظر متكلف ليس بالمعبر .. يكون غاية هذه الكذبة طلب الجاه وحب الظهور عند من حوله .. هذا اكبر سبب يدعو الناس للكذب في الرؤيا بمثل هذه الامور الكبيرة .. كأن يخترع مناما يطلب به تأويلا خاصا يقصده بالشهادة في سبيل الله أو بالإمارة .. أو بالرياسة والوجاهة .. أو بالتقوى وتصنع الصلاح .. كل ذلك يتوقف على المعبر إن كان حاذقا أو متكلفا لا يحسن تأويل الرؤيا .. والحقيقة أن المعبر الموهوب لا تفوته هذه الحيل .. يكشفها من أول كلمتين قبل أن يقرأ المنام بالكامل .. ولكن الناس يظنون أنفسهم أذكى مما هم عليه .. أو أسباب كثيرة في علم الله .. ولسنا مكلفين بإحصاء أمراض الناس .. ولكننا مكلفين بكشف زيف الكذابين في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفق الله الجميع .

اللهم صلى وسلم على سيد الأنام ماتعاقب الليل النهار

اللهم صلى وسلم وبارك على محمد وعلى آله عدد حروف القرآن حرفا حرفا

وعدد كل حرف ألفا ألفا ، وعدد صفوف الملائكة صفا صفا ،

وعدد كل صفا ألفا ألفا ، وعدد الرمال ذرة ذرة ، وعدد كل ذرة ألف ألف مرة ،

وعدد ما أحاط به علم كما جرى به قلمك ونفذ به حكمك فى برك وبحرك وسائر خلقك عدد

ما أحاط به علمك القديم

اللهم صلى وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاك الله نعيم الجنة .

جزاكِـ الله خيرا اختي الغاليهـ …~

جزاك الله خيرا

"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد "