|
قبل البدء في طرق تعزير الثقة باطفالنا الاعزاء لا بد من معرفة اهمية الثفة بالنفس
اهمية الثقة بالنفس للأطفال:
أيها المربي الفاضل إن أهمية الثقة بالنفس تبرز من خطورة عدم الثقة بالنفس، فالأطفال الذين يفتقرون
إلى الاعتزاز بالنفس ينظرون إلى هذا العالم كما لو كان مكانًا يثير الهلع، ولا يشعرون بقيمتهم
ولا يومنون بأنفسهم، ونظرًا لأن هؤلاء الأطفال يرون أنفسهم عناصر فاشلة فإنهم يتوقعون الفشل، ويكون
سلوكهم نابعًا من هذا المنطلق وعندما يحدث ذلك، لا يقوم الأطفال إلا بالتوقف عن المحاولة إذ
أن أأمن الطرق للطفل الذي لا يشعر بالأمان؛ حتى يتحاشى الفشل والإحراج، هو تجنب المشاركة
فحينما لا يغامر بفعل شيء فإنه لا يفعل أي شيء، كما أن عدم المحاولة أفضل من القيام بها مع الفشل في النهاية،
إذ أن الطفل يستطيع حينها أن يقول: "إنني لم أحاول من الأصل"، وذلك خير له من أن يقول:
"لقد بذلت قصارى جهدي إلا أنني أخفقت".
وبالتالي ستكون النتيجة أن يخرج أطفال لا يعرفون قيمة الحياة وقدر الجد والجهد،
وبالتالي ومعنى الصبر والمثابرة، بل سنخرج أطفالًا مسلمين مستسلمين للذل والفشل
والحقير من الأمور التي يشبعون فيها رغباتهم في النجاح، فيشبعون رغبتهم في النجاح
بإيذاء الآخرين أو بتناول المخدرات أو بسرقة الآخرين وتتجه ميولهم نحو الانحراف؛ لأنه
فارغين من النجاح، ولأن الإنسان بفطرته فيه حاجة ملحة للنجاح.
وليعلم الآباء أن (الأبناء في حاجة إلى أن يشعروا باحترام ذواتهم، وأنهم جديرون بالتقدير والاعتزاز،
وهم يسعون دائمًا للحصول على المكانة المرموقة التي تعزز ذواتهم وتؤكد أهميتهم، لذلك فهم
في حاجة إلى عمل الأشياء التي تبرز ذواتهم، وإلى استخدام قدراتهم وإمكاناتهم استخدامًا بناءًا)
[المشكلات النفسية للأطفال، نبيلة عباس الشوربجي، ص(83)].
كيف يمكنك غرس الثقة بالنفس في طفلك؟
1. عليك أن توضح لطفلك أنه شخص هام وذلك بأن تعامله معاملة حسنة،
وخير مثال على ذلك قصة اللبن المسكوب، لتفترض أنك قد دعوت أحد الشخصيات الهامة
بالنسبة لك إلى العشاء، وأنه قد قام أثناء تناوله العشاء بسكب كوب من اللبن، فكيف يكون رد فعلك؟
إنك حين إذن ستقول: "إن هذه الحوادث دائمًا تحدث لا عليك فذلك شيء عادي انتظر دعني أجففه؟
دعني أنظف مكانه، وعلى النقيض تمامًا أنظر كيف يكون رد فعلك إذا سكب طفلك كوبًا من اللبن؟
وهذا الضيف ليس متواجد، إنك ستتخذ أسلوبًا مختلف تمامًا أليس كذلك، ولكننا
نريد منك أيها المربي الفاضل أن تتخذ معه نفس الأسلوب.
2. اعمل على تعليم طفلك أن بذل الجهد أمر أساسي في النجاح وأن عاقبة المثابرة الخير دائمًا،
"فقل له مثلًا إن حصولك على درجة عالية في امتحان مادة العلوم ليس بالأمر السهل، بل إن
هذا سيكلفك كثيرًا من الجهد والعمل الدائب.
3. لا تقم بفعل أشياء لأطفالك يستطيعون هم القيام بها، فعنايتك الزائدة يمكن أن تتمخض عن شعور
الأطفال بالخوف والكسل.
4. علم أطفالك أن يقبلوا نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم، فالأطفال الذين لا يثقون بأنفسهم
لا يرون إلا نقاط ضعفهم، لذا فالتركيز على مثالبهم يجعلهم يغضون الطرف عما لديهم من صفات إيجابية.
5. (ينبغي في المرحلة الأولى من حياة الطفل الدراسية تكريس شعور هام لديه مرتبط بنشاطه ا
لذهني الآخذ بالتشكل، وهو الشعور بالنجاح، إن هذا الشعور يولد لدى الطفل في مرحلة مبكرة جدًا،
فهو يفرح كثيرًا عندما نثني عليه، ويشعر ببالغ الأسى إذا وجهنا إليه اللوم أو التأنيب على أخطاء ارتكبها،
إن شعور الفرح يقوي الرغبة في القيام بالأعمال المختلفة بشكل أفضل وأدق، أما التكدر فإما أن يطفئ
الرغبة والاندفاع، أو يولد موجة من الطاقات للسعي لتصحيح الأخطاء، وتجاوز الهفوات والحصول
على نتائج أفضل، غير أن المشاعر الإيجابية أكثر تحفيزًا للنشاط) [تربية مشاعر الأطفال في الأسرة،
عبد المطلب أبو سيف، ص(85)].
6. علم أطفالك كيف يجتازون ما يلم بهم من إحباط، واستبدال ذلك الإحباط بالإيجابية ومقاومة الهزيمة.
7. لا بد أن تتبنى دورًا فعالًا في بناء اعتزاز أطفالك بذاتهم بإمدادهم بالدعم والتشجيع، وقم
بتزويدهم بالتغذية الاسترجاعية متى أمكن ذلك، وأعلمهم أن قدرة التصرف موجودة لديهم،
من خلال استرجاع مواقف سابقة مروا بها، فمتى وثقت بأطفالك علمتهم كيف يثقون
بأنفسهم وذلك خير محفز لهم.
وأخيرًا:
(الأب الناجح هو الأب الذي يمنح الطفل ثقته ويشجعه على الإقدام على العمل بدون خوف أو خجل،
وليس هو الأب الذي يثبط ابنه أو يصف أفعاله بأنها ردئية أو غير مقبولة، وهو الأب الذي يمنح
الطفل ثقته في أخلاقه وعاداته، ولا يشعره بأنه يشك في تصرفاته، فالثقة تولد الثقة، والولد سوف
يخاف من أن يفقد والداه الثقة فيه، وسوف يكون عند حسن ظنه به)
الموضوع وايد حلو ومفيد
ماقصرتي
يارب يارب يارب
الله اقدرنا واقدركم