|
فحص الغش في العسل
الكثير منا يتساءل عن جودة عسل النحل ؟؟
وكيف يمكن التأكد من أن العسل طبيعياً وليس اصطناعياً أو مغشوشاً؟ ؟
أولاً: فحص اللون والمظهر والرائحة والطعم:
يقول بن سينا في كتابه “القانون في الطب”
(أن أجود أنواع العسل هو العسل الصادق الحلاوة، الطيب الرائحة،
المائل للحرافة، والحمرة المنير الذي ليس بالرقيق، اللزج الذي لا يتقطع،
وأجوده الربيعي ثم الصيفي والعسل ألشتائي رديء).
ويقول ابن القيم في كتابه “الطب النبوي”
(إن أجود العسل أصفاه وأبيضه والينه حدة وأصدقه حلاوة، وما يؤخذ من الجبال والشجر له فضل على ما يؤخذ من الخلايا وهو بحسب مرعى النخل).
هل اللون الفاتح للعسل يعني جودته؟
هناك اعتقاد شائع بأن اللون الفاتح للعسل دليل على جودته وقد يؤخذ بناء على ذلك لون العسل كأحد المعايير في تقدير أسعاره.
وهنا يجب أن نوضح أن اللون الفاتح للعسل ليس دليلاً مطلقاً على جودة عسل النحل فقد يكون العسل الداكن اللون أعلى قيمة غذائية وأكثر فعالية من الناحية الطبية ومعايير جودته المختلفة مرتفعة عن العسل الفاتح.
ويتراوح لون العسل بين الأبيض المائي والعنبري التفاح . والعنبري.
والعنبري الداكن ويعزى لون العسل إلى المواد الملونة الذائبة في الماء من أصل نباتي مفرزة في رحيق الأزهار التي تغذي عليها النحل مثل الكاروتينات وحمض التنيك
بالإضافة إلى ارتفاع محتوى عسل النحل من العناصر المعدنية وامتصاصه للضوء يجعل العسل داكن اللون ومن ثم فإن لون العسل يتأثر بالعوامل التالية
المصدر الظهري للرحيق.
– ظروف التخزين فتخزين العسل لفترات طويلة عند درجات حرارة مرتفعة يزيد لون العسل غمقاً كما أن تخزين العسل في عبوات حديدية يضفي اللون الداكن على العسل
نتيجة تفاعل الأحماض الموجودة بالعسل مع الحديد.
– نوع الخلايا (بلدية أو إفرنجية)
عسل الخلايا البلدية يكون داكن اللون
– الأقراص الشمعية المستعملة (قديمة- جديدة): عسل الأقراص الشمعية القديمة يكون داكن اللون.
– طريقة الفرز والتجنيس ومدى تعرض العسل لدرجات حرارة مرتفعة أثناء العمليات التصنيعية.
وهل صفاء لون العسل يعني جودته؟
هناك اعتقاد شائع بأن صفاء لون العسل يعني جودته إلا أن ذلك أيضاً ليس مطلقاً خاصة من الناحية العلاجية.
وهنا يجب أن نوضح أن العسل الطبيعي عادة لا يكون صافياً تماماً حينما ينظر إليه مقابل الضوء ويرجع ذلك لوجود حبيبات دقيقة عالقة
يصعب فصلها بالترشيح والترويق مثل حبوب اللقاح وبعض المواد الغروية والتي تزيد من القيمة الغذائية والعلاجية للعسل.
أما العسل البراق أو الشفاف فينظر إليه بشيء من الحيطة ويحتاج إلى التأكد من أصالته كما أنه قد يكون عسلاً طبيعياً تمت تصفيته ثم ترشيحه بشكل جيد جداً للتخلص من حبوب اللقاح والمواد الغروية.
ومن الوسائل الشعبية المتبعة للحكم على جودة العسل فيما يتعلق بمستوى عمليات ترويق العسل وترشيحه قبل تعبئته.
أخذ كمية من العسل في أنبوبة زجاجية ويضاف إليها كمية مماثلة من الماء وتقلب جيداً وتترك طول الليل
فإذا ظهرت رواسب في قاع الأنبوب دل ذلك على انخفاض مستوى جودة العسل إلا أن ظهور الراسب ليس دليلاً مطلقاً على انخفاض مستوى الجودة
لأنه قد لا تظهر أية رواسب ويكون العسل اصطناعيا ولكن قد يشير حجم الراسب المتكون إلى مستوى عمليات الترويق والترشيح
أوضحنا فقد لا تظهر رواسب ويكون العسل اصطناعياً وليس طبيعي.
وما علاقة رائحة العسل بمستوى جودته؟
تنتج رائحة العسل عن مجموعة المواد العضوية الطيارة التي استقاها النحل من رحيق الأزهار
(هي المادة الحلوة المذاق الذكية الرائحة التي امتصتها النحلة من الأزهار المختلفة التي زارتها وتم جمعها في كيس العسل
وأفرزت عليه النحلة بعض الأنزيمات وخاصة أنزيم الأنفرتاز الذي يحلل السكروز إلى جلوكوز وفرتكوز)
وعند عودتها للخلية تقوم بتفريغ حمولتها من العسل ويستطيع الخبراء معرفة المصدر الزهري للعسل بمجرد شم رائحة العسل مثل عسل البرسيم،
عسل الموالح، عسل السدر.. الخ إلا أنه يصعب ذلك عندما يكون العسل ناتجاً عن مصادر زهرية متعددة.
ويعرف العسل الجيد برائحته الذكية وخلوه من رائحة السكر المحروق
(التي تعتبر دليلاً على تعرض العسل للتسخين أثناء عمليات تجهيزه)
وخلوه من رائحة التخمر
(التي تعتبر دليلاً على ارتفاع محتوى العسل من الرطوبة)
أو أية رائحة أخرى غير مرغوبة.
وما العلاقة بين طعم العسل ومستوى جودته.
كلما زادت حلاوة طعم العسل دل ذلك على جودته حيث أن ذلك يعني ارتفاع نسبة الفرتكوز عن الجلوكوز
فالعسل الجيد مذاقه لذيذ وغاية في الحلاوة وملمسه ناعم وليس له تأثير لاذع على اللسان.