|
الشلل الدماغي كلمة عامة تطلق للتعريف عن المشاكل التي
تحصل نتيجة إصابة الدماغ في مرحلة نموه داخل الرحم وبعد
الولادة.
فكلمة الشلل تعني ضعف في العضلات أو ضعف في التحكم الحركي.
والدماغي بأن الأسباب نتيجة عطل في الخلايا العصبية
الدماغية.
ولكن ضعف العضلات ليس هو المشكلة الوحيدة ، فإصابة الدماغ
تؤدي إلى مشاكل أخرى مثل تأثر الحواس الخمس والقدرات
اللغوية والفكرية.
ما هو الشلل الدماغي ؟
ليس كل شلل يحدث في مرحلة الولادة أوما بعدها هو شلل
دماغي، والتعريف العلمي للشلل الدماغي هو وجود عجز
حركي مركزي غير متطور ( متصاعد ) نتيجة لإصابات تحدث في
مرحلة من مراحل تطور الجهاز العصبي سواء مرحلة الحمل
أوالولادة أوما بعد الولادة.
عند الإصابة بالشلل الدماغي بعد مرحلة الولادة ( الأطفال
والكبار) فإن تلك الحالات تسمى بالشلل الدماغي المكتسب ،
ومن أهم أسبابه حوادث السيارات وإصابات الرأس كما في حوادث
الغرق وفقدان الأكسجين لفترة طويلة ، وقد تكون الأسباب
التهابات الدماغ والأورام.
العناصر الرئيسية لتشخيص الشلل الدماغي :
o ليس مرضا بحد ذاته، ولكن مجموعة من الأعراض المرضية
لأسباب متعددة
o ليس حالة وراثية ( باستثناء بعض الحالات التي تكون
الأسباب وراثية)
o أصابة الدماغ في مرحلة الحمل والولادة
o تلف مركزي للجهاز العصبي
o غير متطور: الإصابة ثابتة لا تزداد مع مرور الأيام
o ليس قابلا للشفاء فأصابة الدماغ أدت للتلف التام
ما معنى مركزي ؟
السبب في حدوث الأعراض هي إصابة الجهاز العصبي المركزي
( الدماغ والحزم العصبية ) في مناطق مهمة ، وهي :
o قشر المخ ( الدماغ )
o العقد العصبية القاعدية Basal ganglion
o المخيخ Cerebellum
ما معنى غير متطور ؟
غير متطور بمعنى أن الإصابة لا تزيد كما أن الأعراض لا
تزداد سوءاً مع الوقت، فالإصابة تؤدي إلى عطب في الخلايا
المخية أو الحزم العصبية مما يؤدي إلى عدم القدرة على
التحكم في مجموعة من العضلات، هذه الإصابة دائمة، قد لا
تظهر الأعراض في الأشهر الأولى من العم، وعند ظهورها فيكون
ذلك بشكل تدريجي، ولكن في الحقيقة ليس زيادة في درجة
الإصابة ولكن توقيت ظهور تلك الأعراض، ولكن في حالة أهمال
العناية بالطفل ، فقد يحدث له تشوهات في الأطراف والعمود
الفقري، كما تحدث مشاكل أخرى متنوعة ليست جزءاً من الأعراض
المرضية بل من المشاكل اللاحقة.
ما هو وقت الإصابة ؟
الإصابات الدماغية التي تؤدي إلى حدوث الشلل الدماغي هي
الإصابات التي تحدث قبل إكتمال نمو وتطور الدماغ ، وتلك
المراحل الخطيرة في نمو الجهاز العصبي هي :
o مراحل ما قبل الولادة
o مرحلة الولادة
o مرحلة ما بعد الولادة ( وخصوصاً في السنوات الأول )
مع العلم أن هذا المسمى يطلق بشكل أكبر على الإصابات التي
تحدث حول الولادة.
هل تتحسن الحالة مع الأيام ؟
الإصابة تؤدي إلى عطب دائم لمجموعة من الخلايا المخية،
وهذه الخلايا لا يمكن تعويضها بخلايا جديدة، وعليه فإن
الإصابة دائمة وثابتة ولا يمكن تحسنها مع الأيام، ولكن
بالعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي يمكن تحسين أداء العضلات
للقيام ببعض الحركات الإرادية.
هل الأعراض المرضية متشابهة في جميع الحالات ؟
من الملاحظ أن الأعراض تختلف حدتها من طفل لآخر حسب درجة
الإصابة ، فقد تكون الأعراض بسيطة لدى طفل وشديدة لدى آخر،
كما أن توقيت ظهور تلك الأعراض تختلف من حالة لأخرى ، وهذا
التنوع في شدة الأعراض ووقت ظهورها يجعل التعرف على الشلل
الدماغي وتشخيصه أمراً صعباً ، وكذلك رسم الخطة العلاجية
له .
هل السبب يؤدي إلى نفس الأعراض ؟
السبب الواحد قد يؤدي إلى أعراض مختلفة، فمقدار الإصابة
درجات ، فالإختناق ونقص الأكسجين في المواليد بتمام الحمل
يؤدي في أغلب الحالات إلى الشلل الدماغي الإنقباضي Spastic
CP بأنواعه وبشكل أقل إلى الشلل الدماغي الكنعي Athetosis
CP ، أمّا في حالة المواليد الخدج ( ناقصي النمو) فتكون
الإصابة أكثر بالنوع الإنقباضي الطرفي السفلي Spastic
Diaplegia
هل المشكلة حركية عضلية ؟
العضلات في تكوينها وتركيبتها سليمة ولكن القدرة على
التحكم في الوظائف الحركية وتوازنها مفقودة، ومن يتحكم في
الحركة ودقتها هو الدماغ الذي يقوم بإرسال إشارات عصبية
للعضلة والتي تقوم بالتأثير عليها لكي يحدث لها إنقباض أو
إرتخاء ، ويكون هناك توازن بين الإشارات العصبية التي تؤدي
للإنقباض والإنبساط لكي تكون الحركة سلسة وموزونة ، وفي
حالة إصابة الدماغ والخلايا العصبية فإن الإشارات للعضلات
التي تتغذى من تلك المنطقة تتوقف، وهذا بالتالي يؤدي
إلىضعف الحركة وعدم توازنها .
ما هي المشاكل غير الحركية المصاحبة للشلل الدماغي ؟
الشلل الدماغي ليس مشكلة حركية فقط ، ولكن المشكلة الحركية
هي الأكثر وضوحاً ، إلاّ أنه بالإضافة للمشاكل الحركية فإن
هناك مشاكل أخرى مثل :
o المشاكل السمعية والبصرية
o مشاكل النطق وصعوبات التعلم
o نقص القدرات الفكرية وأضطراب التواصل
o مشاكل في القدرة الغذائية
o مشاكل الصرع والتشنجات
ما هو التأخر الحركي ؟
هو عدم إكتساب الطفل للحركات الطبيعية للجسم والأطراف
والتي يستطيع القيام بها أقرانه في نفس المرحلة العمرية
مثال ذلك القدرة على الجلوس ( 6-8 أشهر) والقدرة على المشي
(12-18 شهر ).
ما هو تأخر النمو ؟
النمو المقصود به النمو الجسمي ، ويقصد به أن مقياس الوزن
والطول ومحيط الرأس أقل من المعدل الطبيعي لأقرانه بعد
إسقاطه على المنحنى البياني الخاص لكل منها.
ما هو تأخر التطور ؟
هو تأخر الطفل في إكتساب المهارات الأساسية مثل الحركة ،
الرؤية ، السمع ، الكلام ، والعلاقات السلوكية والإجتماعية
، والتي يستطيع أقرانه في نفس العمر القيام بها .
ما هو التأخر الشامل ؟
هو مصطلح يستخدم لتوضيح تأخر التطور والنمو عندما يكون
هناك علامات تأكيدية على تأخر حصول الطفل على مجموعة كبيرة
من المهارات وبدرجة واضحة .
ما هي نقص الإحساسات ؟
المقصود بها شمولية نقص الإحساسات الخمسة ( اللمس ، التذوق
، الرؤية ، السمع ، الشّم ) .
ما هي توقعات المستقبل ؟
كما أن أصابع اليد الواحدة تختلف ، فإن إصابة هؤلاء
الأطفال تختلف ، ومستقبل الطفل يعتمد على درجة الإصابة
بشكل كبير ، ولكن التدخل المبكر قد يؤدي إلى نتائج باهرة
مهما كانت حالة الطفل وشدة إصابته .
فالطفل الذي لديه إصابة خفيفة قد لا تظهر عليه مشاكل واضحة
، ولكن قد يكون غير بارع كأقرانه ، ومع زيادة شدة الحالة
تكون الأعراض أشد ، ولكن ذلك لا يمنع من حصولهم على درجات
مختلفة من الخبرات التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في
حياتهم اليومية ، والبعض منهم قد يكونون معاقين حركياً وفي
نفس الوقت لديهم درجة عالية من الذكاء ، والتطور العلمي قد
أوجد الكثير من الأدوات المساعدة والتي قد تقوم بتحسين
حياتهم ومعيشتهم اليومية ، وزيادة التواصل مع المجتمع من
حولهم.
موقع اطفال الخليج : د.عبدالله الصبي
تابعي معاي الموضوع ….
ما هي نسبة الإصابة ؟
يعتبرالشلل الدماغي من أكثر الإعاقات الحركية حدوثاً، ونسبة أنتشارة متباينة ومختلفة بسبب أختلاف أدوات التشخيص، ونسبة الإصابة بالشلل الدماغي هي أحد مقاييس مستوى الرعاية الصحية للحوامل وعند الولادة ، وقد أستطاعت الدول المتقدمة من تقليل تلك النسبة بالرعاية الصحية والتوعوية.
في الولايات المتحدة الأمريكية تقدر الأصابة بالشلل الدماغي بحالتين لكل ألف ولادة ( 1/ 200 ولادة )، ولكن
النسبة الحقيقية أعلى من ذلك وتصل إلى خمس حالات لكل الف مولود عند إحتساب الأصابات البسيطة وما يتم تشخيصه متأخراً ( بعد سن الخامسة من العمر )، أما في الدول العربية فلا يوجد أحصائيات حقيقية عن نسبة الأصابة بالحالة.
يحدث الشلل الدماغي لدى جميع الفئات بغض النظر عن العرق أو اللون أو الحالة الاجتماعية أو الوضع الاقتصادي، ولكن يتأثر بمستوى الرعاية الصحية للحوامل وعند الولادة ، ومع زيادة الوعي والرعاية الصحية بدأت حالات الشلل الدماغي
بالتناقص في الكثير من البلدان العربية ، كما لوحظ نقص في بعض أنواع الشلل الدماغي الناتج عن توافق فصيلة الدم بين
الوالدين ( عامل رهسيس ) نتيجة الأكتشاف المبكر له.
نسبة الأنتشار بين الذكور والأناث :
يحدث الشلل الدماغي بنبة متقاربة ، فيصيب الذكور بنسبة 55%
والأناث بنسبة 45% ،
الشلل الدماغي ليس مرضاً بحد ذاته ، فهو ليس مرضاً وراثياً أو حالة معدية ، ولكن مجموعة من الأعراض المرضية تحدث نتيجة لتلف جزء من الدماغ أو الحزم العصبية في مرحلة مهمة من مراحل تطور ونمو الجهاز العصبي.
يبدأ تكون الجهاز العصبي في مرحلة مبكرة من الحمل ( الأسبوع التاسع ) ويكتمل نمو الخلايا العصبية ذاتها مع
إكتمال النمو وقبل الولادة ( 36-37 أسبوعاً ) ، ولكن الجهاز العصبي يستمر في التطور وليس خلق خلايا عصبية جديدة
بعد الولادة من خلال وجود الأغشية المبطنة للأعصاب ، ولتوضيح الصورة فإن وزن الدماغ عند الولادة يبلغ 400 جرام،
وفي عمر الأربع سنوات 1400 جرام ، لذلك فإن عطب الدماغ بعد سن الخامسة من العمر والناتج عن إصابات الرأس والغرق المصحوبة بخلل حركي وحسي لا يمكن تصنيفها كشلل دماغي، ولكن تسمى بالشلل الدماغي المكتسب.
ما هي الأسباب ؟
في أغلب الحالات لا يمكننا معرفة السبب الحقيقي لحدوث الإصابة ( 50 % من الحالات )، كما لا يمكننا معرفة الكثير من الأشياء التي يمكن عملها لمنع حدوث الإصابة. كما لاحظنا أن المراحل الخطيرة في نمو الجهاز العصبي هي مراحل الحمل والولادة ، وبعد الولادة وخصوصاً في السنوات الأول، وعليه يمكن تقسيم الأسباب إلى عدة أنواع حسب وقت حدوثها وهي:
" خلال الحمل وقبل الولادة
" خلال الولادة
" بعد الولادة
الأسباب خلال الحمل وقبل الولادة ( 40 % ) :
أ*. أسباب تصيب الأم :
" الالتهابات الجرثومية التي تصيب الأم سواء الفيروسية أو البكتيرية والتي تنتقل للجنين ومن ثم تؤثر عليه مثل الحصبة
الألمانية، الزهري، التكسوبلازما Toxoplasmosis، الفيروس الخلوي العرطل CMV، وليس الشائع منها مثل الزكام أو
الالتهاب البولي والتي عادة لا تؤثر على الجنين.
" عدم توافق فصية الدم لعامل الريزيس Rh.incompatability ( دم الأم سالب ودم الأب موجب )
" الحمل بالتوائم الثنائي والثلاثي والرباعي، حيث يؤدي زيادة الأجنة إلى نقص الوزن والولادة المبكرة.
" الأمراض التي تصيب الأم مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري
" الحوادث (الصدمات) والتي تؤدي إلى إصابة الجنين (النزيف الدماغي).
" الأشعة ( وكمثال على ذلك ما جرى في هيروشيما )
" السموم مثل التسمم بالزئبق Methyl mercury
" تسمم الحمل
" إنحسار المشيمة
" أستعمال الأدوية بدون وصفة طبية
ب*. أسباب تصيب الطفل ( أسباب جنينيه )
" عيوب خلقية في الجهاز العصبي
" عيوب خلقية في الأوعية الدموية
" صغر حجم الرأس الخلقي ( بدون أسباب ظاهرة )
" نقص النمو IUGR ( العديد من الأسباب )
" نقص الأكسجين
" وجود تجاويف في الدماغ Brain cyst
" المشاكل الوراثية الإستقلابية مثل بيلة الفنيل كيتون Phenyl ketonuria
الأسباب خلال الولادة ( 55% ) :
تتركز الأسباب في حدوث صعوبة في الولادة ( الولادة المتعسرة ) ، وخصوصاً التي تتم الولادة فيها بأيدي غير مدربة وفي ظروف لا تتواجد فيها الأمكانيات الطبية ووسائل الأسعاف السريع ، تلك الولادات المتعسرة قد تؤدي إلى نقص الأكسجين، الإصابة الدماغية، النزيف الدماغي، ومن هذه الأسباب :
" التفاف الحبل السري حول الرقبة
" نزول الحبل السري المبكر قبل نزول الطفل
" نزيف الأم قبل الولادة
" الولادة بالمقعدة
" الولادة بالجفت Forceps delivery
" انخفاض ضغط الدم لدى الأم
الأسباب بعد الولادة ( 5% ) :
" الولادة قبل الأوان ( الطفل المبتسر/ الخديج ) ، وخصوصاً إذا كان الوزن عند الولادة أقل من 2500 جرام
" النزيف الدموي الدماغي
" اليرقان ( الصفار) بمستوى مرتفع بدون علاج
" نقص الأكسجين ( نتيجة إختناق الفراش أو الحوادث )
" نقص السكر في الدم
" الإلتهاب السحائي والدماغي ( الحمى الشوكية )
" زيادة الأملاح في الدم مثل الصوديوم
" حدوث الصرع والتشنجات
هل يمكن أن تتكرر الحالة في نفس العائلة ؟
الشلل الدماغي ليس مرضاً وليس وراثياً، ولكن قد نرى تكرر الحالة لدى بعض العائلات لتكرر المسببات، كما أن بعض الأسباب المجهولة قد تعزى للوراثه كمسبب.
هل يمكن الوقاية من الشلل الدماغي ؟
كما قلنا سابقاً أنه في أغلب الأحيان يكون السبب غير معروف، ولكن الأسباب المعروفة يمكن الوقاية منها، وتعتبر نسبة حدوث حالات الشلل الدماغي مقياساً للرعاية الصحية للحامل والولادة في ذالك البلد ، فالرعاية الصحية
والمتابعة المستمرة للحامل وتوفير مراكز الولادة التي تدار بأيدي أطقم طبية ماهرة تؤدي إلى نقص كبير في حالات الشلل الدماغي ، كما أن الرعاية الطبية للوليد والمتابعة المستمرة قد تمنع الكثير من الأسباب ، كما التدخل المبكر
لأكتشاف الحالات وعلاجها ، ومن أمثلة ذلك :
" الرعاية الصحية للحامل لمنع حدوث الأسباب ومنها فقر الدم وسوء التغذية.
" مراقبة السكري والعلاج المبكر له
" متابعة عدم توافق فصيلة الدم Rh.incompatability وإعطاء حقنة التحسس الخاصة Rhogam
" منع حدوث الولادة المبكرة
" محاولة منع الولادة المتعسرة ( نزول المقعدة، نزول المشيمة، الولادة بالجفت)
" تطعيم الأم يمكن أن يمنع الكثير من الأمراض مثل التطعيم ضد الحصبة ، الحصبة الألماني والكزاز.
" متابعة اليرقان ( الصفار) في الأطفال حديثي الولادة لمعرفة مستواه في الدم وعلاجه سواء بالإضاءة المخصصة (
وليس اللمبة العادية) أو تغيير الدم Exchange transfusion
كيف يحدث الشلل الدماغي ؟
هناك منطقة محددة في قشرة المخ تتحكم في عمل العضلات في حالتي الحركة والسكون، في اليقظة والمنام، فدائماً وعلى مدار الساعة هناك إشارات عصبية تنطلق من منطقة التحكم في الدماغ، وعن طريق حزم عصبية تتجه إلى الحبل الشوكي، ومن خلال الأعصاب إلى كل عضلة في الجسم ، وفي المقابل هناك إشارات تصدر من العضلات صاعدة للدماغ لتبليغه عن وضعها، تلك الإشارات الصاعدة والنازلة تحدث بصورة مستمرة ليقوم الدماغ بالتحكم في توازن الإشارات ومن ثم توازن الجسم في حالتي الحركة والسكون.
هذه الحزم العصبية تعبر من الدماغ إلى النصف الآخر من الحبل الشوكي، أي أن النصف الأيمن من القشرة المخية يتحكم
في العضلات في الجزء الأيسر من الجسم، والجزء الأيسر من المخ يتحكم في عضلات النصف الأيمن من الجسم، لذلك فإن
إصابة الجزء الأيمن من قشرة المخ يؤثر على العضلات في النصف الأيسر من الجسم والعكس صحيح، وبحجم الإصابة يكون
التأثير، فعند إصابة المنطقة التي تتحكم في عضلات اليد مثلاً فإن التأثير ينحصر في اليد فقط .
الحزم العصبية تعبر في طريقها من القشرة المخية إلى الجزء الآخر من الدماغ في منطقة ضيقة، لذلك نلاحظ أن إصابتها في
تلك المنطقة ( المناطق) تؤدي إلى التأثير على منطقة كبيرة ، وقد تؤدي إلى الإصابة الكاملة لنصفي الجسم .
الشلل الدماغي حالة تسبب التعوق عند الأطفال وهي عبارة عن اضطراب في التحكم في العضلات، يسبب صعوبة في الحركة، في استيضاع الجسم إذا حدث تلف في جزء صغير من المخ يتحكم في الحركات، وذلك من سن مبكرة، قبل ميلاد الطفل أو بعد ميلاده، وهو طفل رضيع فتتلقى العضلات أوامر خاطئة من الجزء التالف من المخ، الأمر الذي يؤدي بها إلى الانقباض أو التثاقل، وإن لم تصب بالشلل.
ويلحق التلف أحياناً بأجزاء أخرى من الدماغ، مما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في الرؤية، والسمع، والتواصل، والتعلم.
وتستمر إصابة الأطفال بالشلل المخي طوال حياتهم، كما أن الإصابة التي لحقت بالمخ لا تزداد سوءاً، ولكن آثار هذا التلف تبدو أكثر وضوحاً عندما يكبر الطفل، إذ يمكن، على سبيل المثال ، أن تنتابه التشوهات.
آثاره مختلفة
وتختلف آثار الشلل الدماغي من طفل لآخر فالطفل ذو الإصابة الطفيفة، سيتعلم المشي، مع اختلال طفيف في التوازن وقد يجد أطفال آخرون صعوبة في استعمال أيديهم، أما الطفل ذو الإصابة الشديدة، فقد يحتاج إلى المساعدة في تعلم الجلوس، كما لا يستطيع أداء واجباته اليومية مستقلاً بنفسه.
ويوجد الشلل المخي في كل بلد، وفي كل نمط من أنماط الأسر فمن بين كل ثلاثمئة وليد، يصاب أو يتعرض للإصابة بالشلل الدماغي طفل واحد ويستطيع كل الأطفال المصابين بالشلل الدماغي أن يستفيدوا من التعليم والتدريب المبكرين الهادفين إلى مساعدتهم على التطور، وعلى الرغم من عدم وجود علاج لهذه العلة فإن آثارها يمكن التقليل منها، وذلك أمر يتوقف على سرعة البدء في مساعدة الطفل ومدى التلف الذي أصاب المخ فكلما ازددنا تبكيراً في تقديم العون، ازداد ما يمكن تحقيقه من التحسن.
أنواع الشلل الدماغي
1-الشلل الدماغي التشنجي:
يقصد بكلمة التشنج، كون العضلات في حالة التيبس أو التقبض فالعضلات المتيبسة تبطئ الحركة وتحد من خفتها وبراعتها كما أن الأوامر الخاطئة الصادرة من الجزء التالف من المخ تسبب تثبيت الجسم في وضعيات شاذة معينة، يصعب على الطفل التخلص منها، ويسبب هذا نقصا في تنويع الحركات ويمكن أن يصاب الطفل بأشكال من التشويه على نحو تدريجي.
ويزداد تيبس العضلات سوءاً عندما يتضايق الطفل، أو يبذل مجهوداً كبيراً، أو عندما يتم تحريكه بسرعة أكبر من اللازم ويمكن أن يقترن انتقال التيبس من أحد جانبي الجسم إلى الآخر، بتغيرات في وضعية الرأس.
ويعتبر الشلل المخي التشنجي أكثر أنماط الشلل المخي شيوعاً.
ويتم وصف حالة الطفل التشنجي تبعاً لأجزاء الجسم التي لحقتها الإصابة:
ضعف التحكم في الرأس:
الذراعان منعطفان نحو الداخل ومنثيان.
الكفان منقبضتان.
الساقان منضغطتان إحداهما على الأخرى ومنثنيتان نحو الداخل.
الوقوف على رؤوس أصابع القدم.
2-الشلل الدماغي الاهتزازي:
يقصد بالكنع وجود حركات يتعذر التحكم فيها وهي حركات مرتجفة أو بطيئة متلوية لقدمي الطفل، أو ذراعيه، أو يديه، أو وجهه وتحدث هذه الحركات معظم الوقت، وتسوء حالتها عند شعور الطفل بالإثارة أو الضيق، لكنها تكون أقل سوءاً بكثير عندما يبدأ الطفل.
والأطفال الكنعون تكون أجسامهم لينة مسترخية أثناء فترة الرضاعة، وفي العادة تصدر عنهم حركات غير مسيطر عليها في السنة الثانية أو الثالثة من العمر ويحدث هذا الأمر تدريجياً وقليل من الأطفال يبقى على لينة واسترخائه.
3- الشلل الدماغي الرعشي:
يقصد بالرنح الحركات المرتعشة غير المتزنة وتلاحظ هذه الحركات غير المتزنة عندما تحاول الطفلة أن تتوازن، أو عندما تمشي، أو تفعل شيئاً ما بيديها فعندما تمد يدها إلى لعبتها، مثلا يمكن أن تخطئها في المرة الأولى، وتعلم الوقوف والمشي يستغرق وقتاً أطول وذلك بسبب ضعف التوازن.
إصابة مشتركة: تبدو على كثير من الأطفال علامات الإصابة بأكثر من نمط من أنماط الشلل المخي فقد يصاب بعض الأطفال بالشلل المخي التشنجي، المصحوب بحركات كنعانية.
أسئلة تطرحها الأسر حول الشلل الدماغي
1-ما أسباب المرض؟
قبل الولادة:
-تصيب العدوى الأم خلال أسابيع الحمل الأولى، مثل الحصبة الألمانية ( الحميراء rubella ) أو الحلأ النطاقي ( shingles ).
-إصابة الأم بالسكري غير المسيطر عليه، وارتفاع ضغط الدم، أثناء فترة الحمل.
عند الولادة تقريباً:
حدوث تلف في المخ عند الرضع الذين يولدون قبل تمام تسعة أشهر.
-الولادة المتعسرة التي تتسبب في إصابة رأس المولود.
-عجز الرضيع عن التنفس بطريقة سليمة.
-إصابة الرضيع باليرقان.
-حدوث أخماج في الدماغ، مثل التهاب السحايا.
-الحوادث التي يترتب عليها إصابات الرأس.
-ارتفاع الحرارة الشديدة، نتيجة لحدوث عدوى، أو فقدان الجسم للماء بسبب الإصابة بالإسهال " التجفاف".
وهناك الكثير من الحالات التي لم تعرف أسبابها.
2-هل يمكن الوقاية:
الوقاية ليست كاملة مهما كان البلد الذي يعيش فيه ومن الممكن تخفيض أعداد من يحتمل إصابتهم من الأطفال وذلك بالتأكد من ذهاب النساء الحوامل للاختبارات الصحية المنتظمة.
3-هل هو مرض مُعد؟
لا لن يتعرض للعدوى من يخالط الطفل المصاب بالشلل الدماغي.
4-هل يتكرر حدوث المرض؟
من الأمور غير المألوفة أبداًن حدوث عدوى طفلين في أسرة واحدة المرضى؟
5-هل تجدي الأدوية؟
لا تجدي، في العادة، مالم يتعرض الطفل لنوبات.
6-هل تجدي العملية الجراحية؟
لا تستطيع العمليات الجراحية شفاء الشلل المخي ولكن يتم اللجوء إلى هذه العمليات أحياناً، لتصحيح التقفعات " العضلات التي تضاءلت" أو تخفيف توتر العضلات التشنجية لمنع حدوث التقفعات وهناك احتمال أن تنتهي هذه العمليات بازدياد صعوبة الحركة سوء، وفي العادة لا ينظر في إجراء عملية جراحية، إلا للأطفال الذين يستطيعون المشي بالفعل ولذلك تتمثل أفضل طريقة نساعد بها الأطفال في الوقاية من حدوث التقفعات من خلال التشجيع على أداء الحركات النشطة في وضعيات جيدة تؤدي إلى تمطط العضلات المشدودة.
7- هل سيتمكن طفلي من المشي؟
ينتاب الجميع القلق حيال هذه المسألة ولكن الإجابة لن تكون واضح إلا عند تقدم الطفل في العمر فكثير من الأطفال لم يبدؤوا المشي حتى بلوغهم السابعة أو يزيد أما إذا كانت إصابة الأطفال أقل حدة فسوف يبدأون في المشي قبل تلك السن.
ويجب أن يتحقق توازن الطفل في حالة الوقوف قبل أن يستعد للمشي.
يدل وقوف الأطفال وقفة متيبسة على أطراف أصابع أرجلهم عند الإمساك بهم، أن استعدادهم للمشي لم يكتمل بعد فخطواتهم ذات النخعة تتطابق مع حركة للأطفال تسمى المشي المنعكس، وهي حركة يجب أن تختفي، قبل أن يتحقق المشي الصحيح، ليس في وسع جميع الأطفال تعلم المشي من المهم، أن نركز على مجالات أخرى للنمو فتعلم الأطفال كيف يأكلون، ويغسلون أيديهم، ويلبسون، ويلعبون، ويتخاطبون، سيتيح لهم الاندماج في الحياة العائلية.
*المصدر :مجلة ولدي /العدد (62) يناير 2024 ـ ص: 62
تحياتي لك أختي
هذا مرض بنتي الله يخليها لي