تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كثرة المسليات تضر بالمنظومة الغذائية التي يحتاجها الطفل

كثرة المسليات تضر بالمنظومة الغذائية التي يحتاجها الطفل

حيث تعمد الكثير من الأمهات تقديم المسليات بأنواعها المختلفة ومذاقاتها المتنوعة الحلوة والحارة للطفل كمكافأة أحياناً لنجاحه، أو إتيانه بسلوك حسن مما يشكل صدمة لشهية الطفل عن الطعام، ومن ثمَّ تكون الشكوى المتكررة "طفلي لا يتناول الطعام الصحي".
تعرض لاختراق بعض الأمهات للمنظومة الغذائية لطفلها على امتداد مرحلة الطفولة، ونماذج أخرى تجتهد في تقديم الطعام الصحي لأبنائها، مما ينعكس إيجاباً على أبدانهم فتكون قوية المناعة.
في كثير من الأحيان يحاول الأهل في سنوات الطفولة استجلاب عطف وحب أبنائهم عن طريق المسليات، فيغدقون عليهم بها، حتى يرتبط معنى الحب لدى هذا الطفل بمدى تقديم الشخص له المسليات والحلويات، مما يؤثر سلباً على شخصية الطفل، فهو لا يستمع لك ولا يظهر اهتماماً إلا إذا أشبعت لديه حاجته
لاستجلاب الود والمحبة .
اختراق حصانة الطفل:
أن كثيراً من الأمهات تعمدنّ إلى اختراق حصانة أطفالهنّ منذ عامه الأول وتحديداً في الست شهور الأولى بإمدادهنّ أغذية متنوعة وأطعمة غير ملائمة للسن؛ بحجج متنوعة وأعذار غير مقبولة طبياً على الإطلاق، ولا يستشار فيه ذوي التخصص من الأطباء أو الطواقم ذات العلاقة بنمو وتغذية الطفل، مرجعاً السبب في ذلك إلى تأثير الشركات المنتجة لحليب الأطفال مما أسهم في إيجاد الممارسات الخطأ، ويضيف الوحيدي بالقول: الممارسات الخاطئة تزداد في سن الطفل بين العام والعامين حيث يدخل ضمن المنظومة الغذائية الخطأ إدخال الأهالي نماذج غذائية صناعية بأسماء متعددة، تشمل رقائق البطاطس المعروفة بالشيبس، وبعض الأغذية المغلفة كالحلويات بأنواعها المتعددة والسكاكر وغيرها.
وبعد سن العامين تزداد هذه الممارسات والسبب هنا يعود إلى الدوافع العاطفية والتي تسخر بشكل مغلوط في تنشئة الطفل ويتدخل فيها العنصر الغذائي تدخلاً ملموساً فيما يخص الأطفال "، لافتاً إلى أن بعض الأهالي يلجئون أحياناً إلى تقريب الطفل واستجلاب مودته وتحقيق الارتباط العاطفي المتميز، من خلال إعطائه الحلويات والأغذية المصنوعة -حسب وجهة نظر صانعيها أنها خصيصاً للأطفال- وسبب آخر يعود إلى غياب الرقابة التنفيذية التي يكون فيها إحقاق للمنطق وتقريره كجزئية سلوكية بالإضافة إلى عدم التثقيف الصحي والتحذير ووقف الترويج المغلوط للأغذية غير الملائمة للطفل.
ويشير الوحيدي في حديثه لـلها أون لاين إلى أن العوامل السابقة أدت إلى دخول هذه العناصر الغذائية في المنظومة الغذائية اليومية، مما أثمر استمرار هذه العادة والاطراد فيها، ثم الانتقال إلى مناطق أكثر خطورةً مؤكداً أنك إذا ما نظرت الآن إلى الأطفال في سن عامين وما فوق؛ فتجدهم لا يشترون إلا رقائق البطاطس التي تحتوي على الشطة، والسبب أنها بفعل الأهل الذين حاولوا استجلاب عطف وود أبنائهم بهذه الطريقة باتت من المنظومة الغذائية اليومية لهم، لافتاً إلى أن مخاطر هذه النوعية من الطعام كبيرة على الأطفال بدءً من الغلاف البلاستيكي الذي تلف به وليس انتهاءً بالمواد المصنعة منها والتي تدخل فيها كيماويات وبشيء من التوضيح أشار إلى أن الغلاف البلاستيكي إذا ما تعرض للشمس؛ فإنه يضر بالمادة الغذائية التي يحتويها بداخله وذلك بمادة "بلات بلس" التي تحتاج إلى تحليل علمي دقيق للكشف عنها، وإظهار مدى خطورتها مبيناً أن تلك المادة ربما تكون مسؤولة عن إحداث أمراض مستقبلية لدى الأطفال.

ممارسات خطأ في المنظومة الغذائية
من ناحية أخرى يشير ا إلى أن الكثير؛ بل الغالبية من الأمهات والأهالي يدركون أن ما يفعلونه من اختراق للمنظومة الغذائية لأبنائهم يدخل ضمن الممارسات الخطأ! إلا أنهم يصرون عليها، لافتاً أنه وفقاً لدراسات تم إجراؤها بشكل علمي بحت فإن مجموع نسبة المعرفة بمخاطر العادات الغذائية الخطأ كبيرة، وعلى الرغم من ذلك تستمر تلك الممارسات الخطأ وأضاف قائلاً:" الجمهور العربي يصر على ممارسة الخطأ رغم معرفته للصواب فيما يخص المنظومة الغذائية للطفل" والسبب وفقاً للدراسة: عدة محددات عاطفية وسلوكية للأهل بقصد استجلاب مودة الطفل أو تكليفه أو إقناعه بشيء من خلال الابتزاز غير المباشر على حد تعبيره، موضحاً أن ذلك يحدث مشكلات لدى الطفل، مشكلة الخلل الغذائي، ومشكلة الخلل المعنوي للطفل، بالإضافة لسبب آخر لا يقل خطورة عن سابقه يتعلق بقوة الإعلام والتأثير والتقليد وأيضاً نظرة الطفل إلى قرينه، ونظرة الأم إلى طفل الأم الأخرى، ناهيك عن نجاح الأسواق في إبراز هذه الحالة من ناحية الشكل والقدرات التسويقية المباشرة وغير المباشرة؛ باستخدام كافة الوسائل التي تجعل الأطفال يتعلقون بها، كذلك غياب النصيحة، وعدم الإصرار من المؤسسات الصحية على إيقاف مثل هذه النماذج الغذائية ساهم باستمرار الظاهرة وجعلها تنتشر لتشمل مساحات عديدة من الأطفال بدءا من أولئك الذين لم يكملوا عامهم الأول حتى انتهاء الطفولة، مشيراً إلى دراسة أعدها بينت نتائجها أن معظم الأمهات أدخلت لطفلها الغذاء بعد انتهاء الشهر السادس من العمر بنسبة 98% من الأمهات أدخلن طعام حلو المذاق و2% فقط أدخلن لأطفالهم طعام عادي المذاق، لافتاً أن ذلك يؤثر على شهية الأطفال، خاصة إذا ما علمنا أن المادة الحلوة تعمل على ارتفاع معدل الجلكوز في الدم، وبالتالي إذا ما أكلها الطفل فإنه يصاب بصدمة للشهية وتقل شهيته نحو الطعام الذي لا يكون مذاقه حلواً، ومن ثمَّ تأتي الأم وتشكو أن طفلها لا يأكل الطعام المفيد! مع أنها شكلت سبباً في هذا العزوف بممارساتها الخطأ في تغذيته، داعياً الأمهات إلى الاعتناء بتقديم الحلويات للطفل، ولكن بعد الوجبة وبكميات لا ترفع السعرات الحرارية لديه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.