ثابت بن قيس الأنصاري سيد من سادات الخزرج المرموقين ، ووجه من وجوه (( يثرب )) المعدودين . وكان الى ذالك ذكي الفؤاد ، حاضر البديهة ، رائع البيان ، جهير الصوت ، إذا نطق بز القائلين بز :غلبهم وتفوق عليهم إذ خطب أسر السامعين .
وهو أحد السابقين الى الإسلام في يثرب ؛ إذ ما كاد يستمع الى آي الذكر الحكيم يرتلها الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير بصوتة الشجي وجرسة الندي حتى القرآن سمعة بحلاوة وقعة ، وملك قلبة برائع بيانة ، وخلب لبة بما حفل بة من هدي وتشريع .
فشرح الله صدرة للأيمان ، أعلى قدرة ورفع ذكره بالانضواء تحت لواء نبي لإسلام .
****************************
ولما قدم الرسول صلوات الله وسلامة عليه إلى المدينة مهاجرا استقبله ثابت بن قيس في كوكبة (جماعة) كبيرة من فرسان قومة أكرم استقبال ، ورحب بة وبصاحبة الصديق ترحيب ، وخطب بين يديه خطبة بليغة افتتحها بحمد الله عزوجل وعز والثناء علية ، الصلاة والسلام على نبيه………..
واختتمها بقولة
فقال علية الصلاة والسلام : ((الجنة))
فما كادت كلمة ((الجنة )) تصافح آذان القوم حتى أشرقت و جوههم بالفرحة وزهت قسماتهم بالبهجة و قالوا :
رضينا يارسول الله ………. رضينا يارسول الله ……….
ومنذ ذلك اليوم جعل الرسول صلوات الله عليه ثابت بن قيس خطيبه ،كما كان حسان بن ثابت شاعرة .
فصار إذا جاءت وفود العرب لتفاخرة أو تناظره بألسنة الفصحاء المقاول من خطبائها وشعرائها ، ندب لهم بن قيس لمصاولة الخطباء ، وحسان بن ثابت لمفاخرة الشعراء .
ولقد كان ثابت بن قيس مؤمنا عميق الإيمان ، تقيا صادق التقوى ، شديد الخشية من ربة ،عظيم الحذر من كل ما يغضب الله عزوجل .
فلقد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم هلعا جزعا ترتعد فرائصه خوفا وخشية فقال :
(ما بك يا أبا محمد ؟!)
فقال: أخشى أن أكون قد هلكت يارسول الله …….
قال ولم ؟!)
قال:لقد نهانا الله عز وجل عن أن نحب أن نحمد بما لم نفعل ، وأجدني أحب الحمد ………..
ونهانا عن الخيلاء ، وأجدني أحب الزهو . ( الإعجاب بالنفس )
فما زال الرسول صلوات الله وسلامة علية يهدي من روعة حتى قال :
(ياثابت ، ألا ترضى أن تعيش حميدا ………. وتقتل شهيدا …. وتدخل الجنة……)
فأشرق وجه ثابت بهذه البشرى ، وقال بلى يارسول الله ….بلى يارسول الله ………
فقال عليه الصلاة والسلام أن لك ذلك )
ولما نزل قوله جل شأنة { يا أيها الذين آمنو لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ، ولا تجهروا له له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }
تجنب ثابت بن قيس مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من شدة حبه له ، وفرط تعلقة بة – ولزم بيته حتى لا يكاد يبرحة إلا لأداء المكتوبة .
فافتقدة النبي صلوات الله وسلامة عليه وقال :
(من يأتيني بخبره؟؟)
فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله
ذهب إليه فوجدة في منزلة محزونا منكسا ؛ فقال له:
ما شأنك ياأبا محمد ؟
قال : شر
قال :و ذاك؟!
قال: إنك تعرف أني رجل جهير الصوت ، و أن صوتي كثيرا ما يعلو على صوت رسول الله صل الله عليه وسلم و قد نزل من القرأن ما تعلم ……… وما أحسبني إلا قد حبط عملي و أنني من أهل النار ………..
فرجع الرجل إلى الرسول صلوات الله وسلامه علية ، وأخبرة بما رأى و ما سمع فقال :
( اذهب إليه وقل له : لست من أهل أهل النار ؛ ولكنك من أهل الجنة )
فكانت هذه بشارة عظمى لثابت ظل يرجوا خيرها طوال حياته .
و قد شهد ثابت بن قيس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها سوى ((بدر))، وأقحم في غمار المعارك طلبا للشهادة التي بشره بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان يخطئها في كل مرة ، وهي قاب قوسين منه أو أدنى …..
إلى أن وقعت حروب الردة بين المسلمين ومسيلمة الكذاب على عهد الصديق رضي الله عنه….
ولقد كان ثابت بن قيس إذ ذاك أميرا لجند الأنصار ، وسالم مولى أبي حذيفة أميرا لجند المهاجرين ، و خالد بن الوليد قائدا للجيش كله :
أنصاره و مهاجريه ؛ ومن فيه من أبناء البوادي ………..
ولقد كانت الريح والدولة في جل المعارك لمسيلمة ورجاله على جيوش المسلمين ، حتى بلغ بهم الأمر أن اقتحموا فسطاط خالد بن الوليد ، وهموا بقتل زوجتة أم تميم ……. وقطعوا حبال الفسطاط و مزقوة شر ممزق .
فرأى ثابت بن قيس يومذاك من تضعضع المسلمين ما شحن قلبه أسى كمدا ، وسمع من تنابزهم ما ملأ صدرة هما وغما
فأبناء المدن يرمون أهل البوادي بالجبن ، وأهل البوادي يصفون أبناء المدن بأنهم لا يحسنون القتال ولا يدرون ما الحرب …………
عند ذلك تحنط ثابت و تكفن ووقف على رؤس الأشهاد و قال :
يا معشر المسلمين ، ما كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بئس ما عودتم أعدائكم الجرأة عليكم .
وبئس ما عودتم أنفسكم من الانخذال لهم …..
ثم رفع طرفة إلى السماء وقال :
اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء من الشرك ( يعني مسيلمة وقومة )
وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء ( يعني المسلمين )
ثم هب هبة الأسد الضاري كتفا لكتف مع الغر الميامي :
البراء بن مالك الأنصاري …………….
وزيد بن الخطاب أخي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ………
وسالم مولى أبي حذيفة ……..
وغيرهم وغيرهم من المؤمنين السابقين …………….
و ألى بلاء عظيما ملأ قلوب المسلمينحمية وعزما ، وشحن أفئدة المشركين وهنا ورعبا .
ومازال يجالد في كل اتجاه ، ويضارب بكل سلاح حتى أثخنتهالجراح ؛ فخر صريعا على أرض المعركة قرير العين
بما كتب الله له من الشهادة التي بشرة بها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثلوج الصدر بما حقق الله على يديه
للمسلمين من النصر ……….
وكانت على ثابت درع نفسية ؛ فمر به رجل من المسلمين ، فنزعها عنه وأخذها لنفسة ..
وفي اليلة التالية لاستشهاده رأى رجل من المسلمين في منامه فقال للرجل :
أنا ثابت بن القيس ، فهل عرفتني ؟؟
فقال : نعم
فقال :إني أوصيك بوصية ، فاءياك أن تقول هذا حلم فتضيعها ……
إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين صفتة كذا وكذا ؛ فأخذ درعي ومضى بها نحو خبائه في أقصى المعسكر من الجهة الفلانية ، ووضعها تحت قدر رحلا فائت خالد بن الوليد ، وقل له :
أن يبعث إلى الرجل من يأخذ الدرع منه فهي ما تزال في مكانها …
وأوصيك بأخرى ، فإياك أن تقول هذا حلم نائم فتضيعها ………..
قل لخالد : إذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة فقل له .
إن على ثابت بن قيس كذا وكذا وأن فلانا من رقيقه عتيقان ،فليقض ديني وليحرر غلامي …
فاستيقظ الرجل ، فأتى خالد بن الوليد فأخبرة بما سمع وما رأى……
فبعث خالد من يحضر الدرع من عند آخذها فوجدها في مكانها و جاء بها كما هي .
ولما عاد خالد إلى المدينة حدث أبا بكر رضي الله عنه بخبر ثابت بن قيس ووصيتة فأجاز الصديق وصيتة .
وما عرف أحد قبله ولا بعده أجيزت وصيتة بعد موتة سواه ….
رضي الله عن ثابت بن قيس وأرضاه ، وجعل في أعلى عليين مثواه(*)
* اليوم خلصنا قصة( ثابت بن قيس ) رضي الله عته وانشالله راح تشوفون قصص ثانية من الصحابة رضي الله عنهم*
وجزاج الله خير وناطرين القصص
الله يجزاج خير
وجعل عملج في ميزان حسناتج
في إنتظار المزيد من القصص
بس عندي طلب ممكن قصة (( خالد بن الواليد ))
وعشان هنونه راح اكتبلكم قصة ( خالد بن الوليد )