|
موضوع رائع ومفيد قريته في جريدة القبس واتمنى يعجبكم ويفيدكم :
في وسط هذا العالم المتغير والمتجدد يحتار الآباء في كيفية تربية الأبناء، ونجدهم غير واثقين ان كانوا يستطيعون ان يربوا ابناءهم بالأسلوب الذي تربوا هم عليه خصوصا انه أصبح لهم شركاء في تشكيل أفكار ابنائهم وسلوكياتهم، كالاعلام والمدرسة ووسائل الاتصال كالانترنت وغيرها!
وأحياناً نجدهم يفاضلون بين تربية الأمس واليوم؟ وبعضهم تحيز لما يسمى بالتربية الحديثة، والآخرون لا يشكون ان جيل اليوم محتاج إلى أن يعامل بحزم وصرامة واساليب تربوية كالتي تربوا هم عليها لكي يصبح جيلا يعتمد عليه.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما معيار المفاضلة بين اساليب تربية الامس واليوم؟ وهل اصبحت مهمة الاهل في عصرنا مع هذا التطور المعلوماتي والعلمي والثقافي اصعب فعلا؟ ام ان هذه العوامل الجديدة والشركاء الجدد في التربية جعلوا مهمة الاهل أسهل واكثر فعالية في تشكيل جيل واع ومتعلم ومتفتح الافق، يماشي ثقافة العصر ومتطلباته.
باسمة الزنكوي تحدثت عن رأيها في أسلوب التربية التي تربت هي عليه، ورأيها في آباء وابناء اليوم كما تراهم من خلال واقع عملها كمديرة مدرسة وام لولدين وبنت قائلة:
ـ حاولت قدر استطاعتي ان أربي أبنائي مثلما تربيت انا في بيت والدي، فأنا من جيل تأسست لديه قيمة الوقت وقيمة الاشياء المادية، وكنا نشعر بأهمية المكافآت والحوافز التي تقدم لنا مقابل مثابرتنا واجتهادنا وسلوكنا الايجابي، اما جيل اليوم فارى من خلال عملي كمديرة مدرسة انه غير مبال بالتعليم وبامور كثيرة لانه لم يعد يشعر بقيمة الشيء المادي الذي سيحصل عليه ان هو اجتهد، فكل شيء متوافر لديه سواء اجتهد أم لا وبسبب ومن دون سبب.
ثم انتقدت الزنكوي سلوك الآباء الذين يتساهلون مع مطالب ورغبات ابنائهم قائلة:
ـ هؤلاء الآباء سيعانون كثيراً من ابنائهم عندما يصلون إلى مرحلة المراهقة لان الابناء لم يتعودوا على سماع كلمة لا عندما يتصرفون بشكل غير مقبول، او يطلبون ما هو غير ضروري، لذلك كثيرا ما ارى اثناء عملي في المدرسة ابناء يتمادون في طريقة كلامهم مع اولياء امورهم، بل ان بعضهم اصبحوا هم المتحكمين بالام او الاب وغير مكترثين لآرائهم ونصائحهم والسبب في ذلك في رأيي يعود الى ان الوالدين لم يضعا حدا للعلاقة بينهما وبين ابنائهم، واختلط لديهم مفهوم الحرية بعدم الانضباط لدى الابناء.
ثم أضافت الزنكوي:
ـ ان مهمة الوالدين هذه الايام اصبحت شاقة وتستدعي تكثيف الرقابة على الابناء اثناء تعاملهم مع الانترنت ومشاهدتهم للفضائيات وعليهما ان يقدما دوما النصح لابنائهما وان يثبتا قيمنا لديهم.
فأنا معجبة بفضول جيل اليوم للاستكشاف والاطلاع على كل ما هو جديد، ولكني اخشى عليه من انفتاحه غير الواعي على قيم غربية واستهلاكية.
جيل فاسد
وليد الجيران كان مؤيدا لاسلوب التربية القديم الذي تربى هو عليه لانه في رأيه اخرج رجالا حقيقيين، أما شباب اليوم فهو يرى ان اشكالهم وتصرفاتهم بعيدة عن الرجولة: واضاف:
ـ أنا كرجل في الخمسين مازلت احترم أبي وأخاف منه وأحسب له ألف حساب، بل أخجل من طلب شيء منه مباشرة لذلك اوسط الوالدة بيننا. وهذا لان ابي علمني على احترامه وعلمني معنى كلمة الرجولة، فقد كان يصحبني معه الى مجالس الرجال وديوانياتهم لأتعلم وأتصرف وأتحدث كالرجال.
جيل الامس في رأيي أفضل من جيل اليوم باشياء كثيرة فقد تربى على احترام العلم، فعندما نهضت الكويت وانتشر التعليم تسابق الكويتيون غير المتعلمين على الالتحاق بالتعليم المسائي احتراما منهم لقيمة العلم والمتعلمين، اما شباب اليوم فأغلبهم غير متعلمين تعليما عاليا، ونسبة كبيرة منهم ما ان تحصل على الشهادة المتوسطة حتى تلتحق بالجيش أو الشرطة، كل شيء في رأيي أفسد جيل اليوم، فالأهل غير مهتمين بتربية الابناء والرقابة عليهم معدومة، واسر كثيرة تعاني التفكك الاسري، بالاضافة الى ان عمل المرأة ابعدها عن دورها في متابعة شؤون ابنائها، حتى الحكومة لها دور في افساد هذا الجيل بتدليلها المادي له، لذلك أنا غير معجب بشباب اليوم الذين اصفهم بالميوعة.
لا للقمع
آلاء أم شابة مؤيدة لتغيير اسلوب التربية القمعية الذي تعود عليه الجيل السابق، وتقول:
ـ لو رزقت بابنة فلن اربيها بالتأكيد بالطريقة نفسها التي تربيت عليها، لانها اثرت جدا في نفسيتي لكثرة ما فيها من ممنوعات ومحظورات من دون نقاش او اعتراض.
فانا احدى الرافضات لاسلوب التربية المتزمت الذي تربيت عليه، فعندما كنت في بيت اهلي كان الخروج من البيت ممنوعا الا مع الوالدين والحديث بالتلفون ممنوعا ايضا الا بحضور الوالد، وكان العقاب الوحيد المطبق هو الضرب، فكنا نخاف ابوينا لقسوتهما معنا.
لذلك لن اربي ابني بهذه الطريقة وارفض ان يكون العقاب بدنيا، ولو رزقت بابنة فسأتبع معها مبدأ التفاهم والاقناع فأنا درست علم التربية واستفدت من دراستي، واعلم جيدا أن الحوار مع الطفل مجد ومهم، ولكن للامانة اكتشفت ان اغلب ما درسته في علم التربية كان اهلي يطبقونه وان ما ربونا عليه كان صحيحا.
مقارنة غير منصفة
غادة عساف رفضت بداية مسمى تربية حديثة وتربية قديمة وقالت:
ـ ان ظروف الحياة في كل زمن مختلفة عن الآخر، ونحن نغير اساليبنا وفقا لظروف العصر ومعطياته ومن غير المنصف في رأيي ان نحكم على آباء الامس بانهم يجهلون كيفية الحوار والتعامل مع الابناء لانهم غير متعلمين كآباء اليوم، فالحقيقة ان آباء الامس كما رأيتهم كانوا صبورين وبعيدي النظر وبعضهم كان يصادق ابناءه ويحاورهم اما فيما يتعلق بخوف بعض الآباء من الانترنت والكمبيوتر والفضائيات وغيرها مما استجد على حياتنا فانا لا ارى ان لها تأثيرا سلبيا على الابناء اذا تعاملوا معها تحت رقابة الاهل، بل انني ارى ان ابناء اليوم اكثر حظا من ابناء الامس لما اتيح لهم من تكنولوجيا معلومات واتصالات.
جيل ذكي
بسام يونس وجد ان اكثر مشكلة يواجهها اباء اليوم هي ان ابناءهم اكثر منهم استيعابا للتطور العلمي والمعلوماتي واضاف:
ـ كثيرا ما يطرح الابناء على آبائهم اسئلة ذكية قد لا يستطيعون الاجابة عنها إذا لم يكونوا على قدر من العلم والمعرفة، ومن المؤسف فعلا ان هذا الجيل الذكي لا يلقى الاهتمام من الآباء والعناية بتطوير ملكاته ومواهبه ومهاراته مع انه يستحق ذلك بكل تأكيد، ولكن اباء اليوم لم يعودوا يبذلون مجهودا كافيا في رعاية وتربية ابنائهم وألقوا بجزء من هذه المسؤولية على الخدم.
علم النفس
*********
لكل زمان ظروفه الخاصة
د. صالح ابراهيم، استاذ علم النفس بجامعة الكويت رفض المقارنة بين اسلوب تربية الابناء بالامس واسلوب تربيتهم اليوم وقال:
ـ لكل زمان ظروفه الخاصة فلو طبقنا معايير الامس على اليوم لكانت فاشلة وغير مجدية، لان لكل عصر حاجاته وادواته وفلسفته الخاصة، ومن الافضل ان نقدم لابنائنا ما يتناسب مع محيطنا الذي نعيش، فأسس التربية هي نتاج لحاجات المجتمع، ففي الماضي كانت حاجة المجتمع هي ان يتعلم الطفل في المدرسة الرياضة الجسمانية ونوعا من الثقافة الاجتماعية والثقافة الدينية، بالاضافة إلى الثقافة الوطنية، اما اليوم فيجب على الطفل ان يتعلم شيئا من الثقافة الاقتصادية والسياسية وان يكون على علم بما يدور حوله في العالم.
ثم اضاف د. الابراهيم:
ـ الطفل في الامس كان متلقيا سلبيا وعجينة يشكلها الآباء كيفما يريدون، بينما طفل اليوم نشط وفعال وإيجابي وقادر على التأثير في معتقدات وافكار والديه بأسئلته الذكية، لذلك نستطيع ان نقول ان التربية اصبحت متبادلة بين الاباء والابناء وكل طرف منهما اصبح يؤثر في الآخر.
وأكد د. الابراهيم صعوبة عزل الابناء عن مؤثرات الاعلام والعالم الخارجي بقوله:
ـ حوائط المنزل اليوم من زجاج ويستطيع الابن من خلالها ان يرى كل شيء في الخارج، لذلك علينا ان نربيه بطريقة تجعله ينتقي ما هو مناسب لشخصيته وثقافته، فقد اصبح الآباء لا يطمئنون حتى لو جلس الابن في غرفته لخشيتهم من الاطلاع عبر الانترنت على مواقع غير مناسبة اخلاقيا وفكريا او حتى مواقع تحمل افكارا ارهابية.
ياليت نقدر نربي عيالنا نفس ما ربونا اهلنا
واللة فعلا محتاجين كأمهات انة نتعلم الطريقة الصح فى التربية خصوصا زمنة هذا يخوف
الحين الطفل من يدخل المدرسة خلاااااص يبدى كل شى يعرفة وتبدى معاناة الام اللة يعينا