|
في الوقت الذي اعتقد فيه العلماء أن شخصية الطفل تتحدد فقط بخلفيته الوراثية، ظهر في المقابل خبراء ادعو أن البيئة وحدها هي التي تحدد شخصية الطفل، أما الأبحاث الأخيرة فقد بينت أن هناك تأثيرات وراثية وبيئية تشكل النسيج المعقد لشخصية الإنسان.
تتشكل شخصية الإنسان نتيجة تفاعل الاتجاهات الفطرية الموروثة مع خبرة العالم المحسوس، فمنذ البداية يتطلب الأمر خبرة لتحريك أي اتجاه موروث، ومع تقدم العمر يمكن للخبرة أن تغير شخصية الطفل.
وفي الواقع تظهر الأبحاث أن شخصية الرضيع قد تتغير بشكل ملموس عندما يصل إلى عمر دخول المدرسة، ويمكن أن يكون السبب في هذا التغير وجود أشكال عديدة من الخبرة؛ فعلى سبيل المثال قد تعترض الطفل في مرحلة مبكرة مشكلة جسدية، كتحسس مؤقت يجعله يركز اهتمامه على العالم المحيط به بعيدا عن انزعاجه الجسدي.
كما أن رد فعل الأشخاص الذين يعتنون بسلوك الطفل يمكن أن يؤثر فيه.
ويبدو بصورة عامة أن الأطفال يتبعون السمات الشخصية التي يقدرها المجتمع، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يقدر المجتمع الشخصية البارزة والمستقلة، وقد وجد بعض الباحثين أن الأطفال الأمريكيين المكبوتين يصبحون أكثر انفتاحا عندما يكبرون، بينما غالبا ما يصبح الأطفال العدائيون جدا أقل عدائية. وفي الحضارات التي تقدر الجماعات أكثر من تقديرها للأفراد يكتسب الأطفال بصورة عامة شخصيات مختلفة ويصبحون أكثر طواعية وأسهل انقيادا عندما يكبرون.
وبما أن التغير في الشخصية أمر ممكن ومحتمل، يحذر كثير من الخبراء الآباء من تصنيف أطفالهم، مثل: هذا صعب المراس "وذاك" صعب التعامل "وآخر" سلبي.
فمن المفيد أكثر أن ندرك أن كل طفل هو فرد مميز، وأن نتجاوب مع احتياجاته بطريقة عقلانية ومحبة.
منقول للفائدة