السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت في الفترة الماضية بعض من كتب الأستاذ و الدكتور عمر سليمان عبدالله الأشقر ، و سعدت كثيراً بقرائتي لهذه الكتب لما فيها من معلومات دينية كبيرة و قيّمة فعلاً
أنصح كل من لم تقرأ هذه الكتب بأن لا تفوتها فرصة الاستمتاع و التفكر و التدبر حين قرائتها ، و سأعرض هنا مقتطفات من تلخيصي لكتابي " القيامة الصغرى و القيامة الكبرى .
القيامة الصغرى :
و لا يتم إيمان المؤمن إلا بالإيمان بيوم القيامة ، فهو أصل من أصول الإيمان و قد جاءت أدلة كثيرة في القرآن تؤكد وقوعها ، و قد أعلن رب العزة في كتابه أن الساعة قد اقتربت ، فهي قريبة في علم الله و تقديره ، و إن كانت المقاييس البشرية تراه بعيداً ، قال تعالى : " إنهم يرون بعيداً و نراه قريباً " ، و قد سُئل الرسول فقال : ما المسئول بأعلم من السائل . و كان السائل جبريل عليه السلام ، فلا أحد يعلم وقت قيام الساعة ، فوقت وقوعها من خصائص علم الله ، قال تعلى : " إن الله عنده علم الساعة " ، و الحكمة من وراء إخفاء وقت وقوعها أن إخفائها له تعلقٌ بصلاح النفس الإنسانية ، فالأمر الذي يستيقن المرء وقوعه و لكنه لا يدري حتى يُفجئه يجعل المرء مترقباً له باستمرار ، و لا يجوز الاشتغال في تحديد الساعة فالبحث في هذا الأمر و الزعم أن الساعة ستقع في عام بعينه تقوّلٌ على الله بغير علم ، فالمنهج القرآني و النبوي وجّه الناس إلى ترك البحث في هذا الموضوع و دعاهم إلى الاستعداد لهذا اليوم بالإيمان و العمل الصالح ، و لو كان في معرفة الوقت صلاحٌ و خيرٌ للبشر لأخير الله به البشر ، و لكنه حجب ذلك عنهم ، و في ذلك صلاحهم .
و إن كان الله قد أخفى وقت وقوع الساعة عن عباده فإنه قد أعلمهم بعلامات تدل على قرب وقوعها ،
وقد قسم العلماء علامات الساعة إلى عدة أقسام : علامات صغرى ، وعلامات كبرى .
والعلامات الصغرى : يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام :
الأولى : العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت .
والثانية : علامات صغرى وقعت ، ولا تزال مستمرة ، وقد يكرر وقوعها .
والثالثة : علامات صغرى لم تقع بعد .
أولاً : علامات الساعة التي وقعت وانقضت ولن يتكرر وقوعها وهي كثيرة :
1- بعثة الرسول ووفاته لحديث سهيل بن معاذ : ( رأيت رسول قال بإصبعيه هكذا ، الوسطى والتي تلي الإبهام ، وقال : بعثت أنا والساعة كهاتين ) و قد كان اليهود يحدثون عن الرسول أنه يبعث مع الساعة .
2- انشقاق القمر : اتفق العلماء على أن القمر قد انشق في عهد الرسول وقد صرح القرآن بهذا بقوله تعالى : " اقتربت الساعة وانشق القمر "
3- نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصره : فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول قال : ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصره ) وهذه الآية التي أخبر الرسول بوقوعها وقعت فعلاً على الصورة التي أخبر بها الرسول وقد كان خروجها في سنة ( 654) للهجرية النبوية .
4- توقيف الجزية والخراج : و قد أخبر الرسول بأن ذلك سيتوقف ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : ( منعت العراق درهمها و قفيرها ، و منعت الشام مدها و دينارها ، و منعت مصر إردبها و دينارها ، و عدتم من حيث بدأتم ، و عدتم من حيث بدأتم ) و شهد على ذلك لحم أبي هريرة و دمه .
ثانياً : العلامات التي وقعت وهي مستمرة ، أو وقعت مره ويمكن أن يتكرر وقوعها .
1- الفتوحات والحروب : وقد كان الرسول يخبر الصحابة بما سيكون من الفتوحات والانتصارات سيجريها الله على أيديهم أو على أيدي من بعدهم ، قال لهم ذلك في الوقت الذي كانوا فيه مستضعفين في مكة ، أو محاصرين في المدينة يعيشون في خوف مستمر من اجتياح الأعداء . ومن ذلك أن الرسول بشر عدي بن حاتم أن الضغينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف في الكعبة لا تخاف إلا الله ، وأن المسلمين سيزيلون ملك كسرى وقيصر وسينفقون كنوزها في سبيل الله ، وأخبرنا الرسول في حديث صحيح أننا سنغزو الهند ، وبشرنا كذلك بفتح القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية ، كما أخبرنا بفتح روما مقر الفاتيكان ، وقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر ، وغزا المسلمين الهند ، وفتحوا القسطنطينية ، وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك ، وتفتح روما ، وقد أخبر الرسول أننا سنقابل الترك والتتار ، وقد وقع الأمر كما أخبر الرسول فقد قاتل المسلمون الترك أكثر من مره .
2- خروج الدجالين وأدعياء النبوة: وقد أخبر الرسول أنه سيخرج في هذه الأمة دجالون يدعون النبوة ، وقد أخبر الرسول أن عددهم قريب ثلاثين ، والمراد "بأدعياء النبوة " : هؤلاء الذين يثيرون فتنة ويتبعهم الناس ، ويغترون بباطلهم ، لحديث أبي هريرة أن الرسول قال : ( لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كل يزعم أنه رسول الله ) ، إلا أن الدجال الكبير هو ذلك الذي يخرج آخر الزمان ، وينزل الله عيسى ابن مريم للقضاء على الفتنة . ولقد أطلع الله رسوله على كثير من البلايا والفتن التي تبتلى بها الأمة الإسلامية في مقبل الزمان ولذلك فإن الرسول أطل في تحديث الصحابة ممن تلك الفتن ، وبيان المخرج منها ، وبعض هذه الفتن شديدة مظلمة ومنها خفيف ، يبلغ من شدة هذه الفتن أن تخرج المسلم عن بينة ، وقد يتمنى المسلم الموت ويرجوه كي يتخلص من البلاء وإن من أعظم الأسباب التي توقع في الفتن والبلاء قلة العلم ، وكثرة الجهل ، وترك الإسلام ، وارتكاب الذنوب والمعاصي ، وانتهاك الحرمات .
وسنذكر نماذج من هذه الفتن :
أولاً : مقتل الخليفة الراشد عثمان وافتراق الأمة : وهي من أعظم الفتن التي أخبر بها الرسول .
ثانياً : فتنة الخوارج : وقد أخبرنا الرسول عن خروجهم في آخر الزمان وسيكون لهم دور كبير في فرقة الأمة الإسلامية ، وقد خرجت هذه الفرقة في عهد الصحابة ، وكفّرت الصحابة ، واستباحة دماء المسلمين ، وأحدثت في الأمة بلاءاً كبيراً .
وقد اجتهد الصحابة كثيراً في معرفة الفتن وتبيّن طريق الخلاصة والنجاة منها ، فكانوا يحرصون على سؤال الرسول وقد أمرهم بالتمسك بالإسلام ، وطاعة الإمام ، والتزام سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده .
وقد أرشد الرسول أمته إلى كيفية التعرف التصرف في الفتن والحروب التي تثور بين المسلمين ، ودعا إلى اجتناب الصراع والقتال في مثل هذه الحال ، والاعتزال في مكان ناء ، لأن البعد والاعتزال اقرب إلى السلامة ، كيلا يصيب المسلم دماً حراماً ، ولا يؤذي مسلماً والله أعلم ، فإن وصلت إليه سيوف المتحاربين فقد أمر بأن يمتنع عن الدفاع عن نفسه ولو كان في هذه هلاكه .
وقد أخبرنا الرسول بمكان بؤرة الغش ومصدرها فقال : ( رأس الكفر نحو المشرق ) وليس المشرق قصراً على العراق ، فمن الشرق هبت رياح التتار ، وسيبقى الأمر كذلك إلى أن تأتي رايات الرجال من خارا سان كما أخبر الرسول .
3- إسناد الأمر إلى غير أهله : ( سأل أعرابي الرسول عن موعد الساعة ، فأجابه قائلاً : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال وكيف إضاعتها ؟ قال : وإذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .
4- ولادة الأمة ربتها وتطاول العراة رعاة الشاه في البنيان : جاء جبريل إلى الرسول يسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان والساعة فقال له : ( فأخبرني عن أماراتها ، فأجابه الرسول : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ) .
5- تداعي الأمم على الأمة الإسلامية : ففي الحديث عن ثوبان قال : قال الرسول : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة على قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ، قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلبوكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ ، قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) ، وقد وقع هذا عبر التاريخ أكثر من مره وتحقق كذلك في القرن الأخير بصورة أوضح ! ووحدة الأمة عصمة لها من أعدائها .
6- الخسف والقذف والمسخ الذي يعاقب الله به أقواما من هذه أمة : وذلك كله بسبب تعاطيها للذنوب والمعاصي واستعلان ذلك فيها ، فعن سهل بن سعد أن الرسول قال : ( سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ ، إذا ظهرت المعازف و القينات ، واستحلت الخمر ) .
ومن الخسوف الكبيرة التي تكون قريب قيام الساعة الخسف بجيش كامل في آخر الزمان ، ففي حديث بقيرة امرأة القعقاع قالت : سمعت الرسول على المنبر يقول : ( يا هؤلاء ، اذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا ، فقد أظلت الساعة ) .
7- استفاضة المال : فقد قال الرسول لعوف بن مالك : ( اعدد ستاً بين يدي الساعة ) فذكرها ، ومنها : ( استفاضة المال ، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً )
8- تسليم الخاصة ، وفشوا التجارة ، وقطع الأرحام : فعن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول : ( إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة ، وفشوا التجارة ، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام …. ) والمراد بـ " تسليم الخاصة " أن لا يسلم المسلم إلا على من يعرفه .
9- اختلال المقاييس : والمقصود بالمقاييس أي المقاييس الذي يقوّم بها الرجال ، فيقبل قول الكذبة ويصدق ، ويؤتمن الخونة على الأموال والأعراض ، ويتكلم التافهون من الرجال في القضايا التي تهم عامة الناس . قال رسول : ( سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ؟ قيل : ( وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ) . ونحن اليوم نعيش هذا العصر الذي أخبر عنه الرسول .
10- شرطة آخر الزمان الذين يجلدون الناس : وهذا كثير مشاهد في ديار الإسلام اليوم . قال الرسول : ( يكون في آخر الزمان رجالٌ معهم سياط كأنها أذناب البقر ، يغدون في سخط الله ، ويروحون في غضبه ) ، و ومصيرهم مذكور في حديث الرسول ( صنفان من أهل النار لم أراهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس )
ثالثاً : العلامات الصغرى التي لم تقع بعد :
1- عودة جزيرة العرب جنات وأنهار : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب جنات وأنهار ) .
2- انتفاخ الأهلة : وذلك أن يرى الهلال عند بدو ظهور كبيرا حتى يقال ساعة خروجه أنه لليلتين أو ثلاثة ، قال رسول : ( من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة ) .
3- تكلم السباع والجماد للإنس : قال رسول الله : ( والذي نفسه بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ) ، ولقد وصل البشر إلى درجة من العلم جعلتهم ينقون لها الجماد كما هو الحال في المخترعات الجديدة كالراديو والتلفاز .
4- انحسار الفرات عن جبل من ذهب : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً ) . ونهى الرسول من الأخذ منه تجنبا للفتنة والاقتتال وسفك الدماء .
5- إخراج الأرض كنوزها المخبأة : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( تقيء الأرض أفلاذ أكبادها أمثال الاسطوان من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل ، فيقول : في هذا قتلت ! ويجيء القاطع ، فيقول : في هذا قطعت رحمي ! ، ويجيء السارق ، فيقول : في هذا قطعت يدي ! ، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا ) .
6- محاصرة المسلمين إلى المدينة : أي يهزم المسلمون ، وينحسر ظلهم ، ويحيط بهم أعدائهم ويحاصرونهم في المدينة المنورة . قال رسول الله : ( يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة ، حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح ) . والمسالح : الأثغر ، والسلاح : موضع قريب من خيبر .
7- إحراز الجهجاه الملك : والجهجاه : رجل من قحطان سيصير إليك الملك ، وهو شديد القوة والبطش . قال الرسول : ( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ) .
8- فتنة الأحلاس وفتنة الدهماء وفتنة الدهيماء : فعن عبدالله بن عمر قال : كنا عند رسول الله قعوداً نذكر الفتن ، فأكثر من ذكرها ، حتى ذكر فتنة الاحلاس ، فقال قائل : و ما فتنة الأحلاس ؟ قال : هي فتنة هرب و رحب ، ثم فتنة السراء ، دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي ، يزعم انه مني ، و ليس مني ، و إنما وليي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهيماء ، لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته ، فإذا قيل انقطعت تمادت ، يصبح الرجل فيها مؤمناً و يمسي كافراً ، حتى يصير الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، و فسطاط نفاق لا إيمان فيه ، إذا كان ذالكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد ) .
9- خروج المهدي : يبعث الله تبارك وتعالى في آخر الزمان خليفة حكما عدلا ، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول من سلالة فاطمة ، يوافق اسمه اسم الرسول ، واسم أبيه اسم أبي الرسول ، وقد وصفته الأحاديث أجل الجبهه ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض عدلا ، بعد أن ملئت جورا وظلما .
وقد اختلفت عقائد الفرق الإسلامية في أمر المهدي فكانوا خمس فرق :
1- عقيدة أهل السنة والجماعة موافقة للأحاديث الصحيحة وكان المهدي صالح راشد يبعثه الله مجددا لهذا الدين.
2- عقيدة الشيعة الإمامية الذين يعتقدون أن المهدي هو آخر أئمتهم وهو الإمام الثاني عشر المدعو بمحمد بن الحسن العسكري ويؤمنون بتفاصيل كثيرة مخالفة لسنة الله في البشر ، و خالفه لمنطق العقول .
3- المكذبون بوجود المهدي وقد دحض شبهائهم كثير من أهل العلم .
4- رجال من الحكام الماضين ادعوا المهدية أو ادعاها لهم أقوام .
5- مهدي الفرقة المدعوة بالكيسانية ، وهم يزعمون أن المهدي هو محمد ابن الحنفية ، وإنه حي مقيم
بجبل رضوى ، وأنه بين أسدين يحفظانه ، وعنده عينان نضاختان تجريان بماء وعسل .
وقد يكون وقت خروج المهدي عند نزول المسيح ، و هذا هو الأقوم والأظهر استنادا لبعض الروايات ولكنه ليس بالأمر القطعي .
العلامات الكبرى :
فإذا ظهرت هذه العلامات كانت الساعة على إثرها ، فعن حذيفة الغفاري : ( أطلع الرسول علينا ونحن نتذاكر ، فقال : ما تذاكرون؟ ، قالوا : نذكر الساعة ، قال : ( إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ) . فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) .
والآيات الكبرى متتابعة في وقوعها ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( الأمارات حززات منظومات في سلك ، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا ) .
1- الدخان : قال تعالى : " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ، يغشى الناس هذا عذابٌ أليم " .
فتنة الدجال : و هي أعظم فتنة في تاريخ البشرية ، فقد قال الرسول : ( ما بين خلق آدم و قيام الساعة أمر أكبر من الدجال ) ، لذا حذّر جميع الأنبياء أقوامهم من فتنته ، و كان رسولنا أكثر تحذيراً لأمته منه .
و قد سمّي الدجال " مسيحاً " لأن عينه الواحدة ممسوحة بخلاف المسيح عيسى ابن مريم سُمّي بالمسيح لأنه كان يمسح المريض فيبرأ بإذن الله ، و الدّجال أي الكذاب .
و قبيل خروج الدجال يكون للمسلمين شأنٌ كبير و قوة عظيمة ، و يبدو أن خروجه إنما هو للقضاء على تلك القوة ، و ذُكر في حديث الرسول إن قبل خروج الدجال ستكون ثلاث سنوات شداد ، يصيب الناس فيها قحط و مجاعة شديدتين .
و للدجال صفات و علامات ، و قد وصفه الرسول و جاء في وصفه : ( رجلٌ جسيم ، أحمر ، جعد الرأس ، أعور العين ، كان عينه عنبة طافية …..، أقرب الناس به شبهاً ابن قطن من خزاعة ) ، و قد ركّز الرسول على وصف عيني الدجال فإنه لا يستطيع أن يتخلص من عينة و لأن العينيان ظاهرتان بارزتان يراهما كل أحد ، جاء في بعض الأحاديث أن العوراء هي اليمنى ، و في أحاديث أخرى أنها اليسرى ، و كونها اليمنى أرجح .
و يرى النووي أن جميع الروايات التي وصفت عينيه كلتاهما بالعور روايات صحيحة .
هناك علامة يعرفه بها المؤمنون دون غيرهم ، و هي كتابة بين عينيه نصفها ( ك ف ر ) أو ( كافر ) ، جاء في حديث أنس عن النبي : ( إنه أعور ، إن ربكم ليس بأعور ، و إن بين عينيه مكتوب كافر ) ، و قد أخبر الرسول عن الدجال كذلك بأنه ليس له عقب ، أي أن الدجال عقيم لا يولد له ، تلك هي صفات الدجال و هي صفات نقص كبير ، فلو كان الدجال رباً فعلاً كما يدّعي عند خروجه لأزال النقص الذي في نفسه ، فعدم إزالته دليل على أنه مربوبٌ مقهور لا يستطيع أن يتخلص من عيوبه .
و للدجال إمكانات تفتن الناس فتنة عظيمة و من ذلك :
1- سرعة انتقاله في الأرض : و قد سُئل الرسول في سرعة الدجال فقال : ( كالغيث استدبرته الريح …) ، و قد أخير الرسول أنه لن يترك بلداً إلا دخله إلا مكة و المدينة : ( ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال إلا مكة و المدينة ) .
2. جنته و ناره : فمع الدجال ما يشبه الجنة و النار و واقع الأمر ليس كما يبدوا للناس قال رسول الله : ( معه – أي الدجال – جنة و نار ، فناره جنة و جنته نار ) .
3- استعانته بالشياطين : قال رسول الله : ( و إن من فتنته أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك و أمك ، أتشهد أني ربك ؟ ، فيقول : نعم ، فيتمثل له شيطان في صورة أبيه و أمه ، فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك ) .
4- استجابة الجماد و الحيوان لأمره : فإنه يأمر السماء فتُمطر و الأرض فتنبت ، و يدعو البهائم فتتبعه ، و يأمر الخرائب أن تخرج كنوزها المدفونة فتستجيب .
5- قتله ذلك الشاب ثم إحياؤه : فرسول الله في حديث طويل على الدجال منه انه قال : ( ينزل – أي الدجال – بعض السباخ التي تلي المدينة ، فيخرج له يومئذ رجل هو خير الناس ، أو من خير الناس ، فيقول : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا الرسول حديثه ، فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته ، هل تشكون في الأمر ؟ ، فيقولون : لا ، فيقتله ، ثم يحييه ، فيقول : والله ما كنت فيك أشد بصيرة فيك مني اليوم ، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه ) .
و يخرج الدجال من المشرق ، من بلاد يقال لها " خراسان " ، و لكن ظهور أمره للمسلمين يكون عندما يصل إلى مكان بين العراق و الشام .
و قد سأل الصحابة الرسول عن مدة مكثه في الأرض فأجابهم الرسول : ( أربعون يوماً ، يوماً كسنة ، و يوماً كشهر ، و يوماً كجمعة ، و سائر أيامه كأيامكم ) .
و قد تحدث الرسول عن أتباع الدجال ، فقال : ( أكثر أتباع الدجال اليهود و النساء ) ، و اسم الدجال عند اليهود المسيح ابن داوود ، و هم يزعمون انه آية من آيات الله يرد إليهم الملك .
و سيقصد الدجال المدينة فلا يستطيع دخولها ، و ذلك أن الله حمى مكة و المدينة من الدجال و وكل بحفظها ملائكته ، فعن أبي هريرة يرفعه : ( على أنقاب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون و لا الدجال ) .
و قد وضّح لنا رسول الله طريقة النجاة منه ، فلا يجوز للمسلم أن يأتيه و إن كان واثقاً من نفسه ، فإن معه من الشبهات ما يزلزل الإيمان ، و لا بأس على الذين يطيقون مقاومته أن يفروا من طريقه ، و هذا ما يفعله كثير من الناس في ذلك الزمان ، فإن اضطر المؤمن إلى مواجهته فعليه أن يقوم بالأمر ، و يصدع بالحق ، و يحسن الحجاج ، و قد أمر الرسول من أدركه أن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف : ( فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ) ، و مما يعصم المسلم من الدجال أن يلجأ إلى أحد الحرمين مكة و المدينة ، فإن الدجال محرم عليه دخولها ، و مما ينجي العبد من الدجال الالتجاء إلى الله و الاحتماء به منه و من فتنته ، و كان الرسول يتعوّذ دائماً بعد التشهد من فتنة الدجال .
و سيكون هلاك الدجال على يد عيسى ابن مريم عليه السلام ، و سيقضي على فتنته ، و سيقاتل المسلمون أتباعه من اليهود ، قال رسول الله : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ) .
و كل ما سبق أن ذكرناه عن الدجال هو مذهب أهل السنة و الجماعة في صحة وجود الدجال ، و قد كان في زمن الرسول رجل من يهود المدينة ، يقال به " ابن صياّد " ، كان شبيهاً بالدجال في كثير من صفاته ، و كان الرسول مشككاً في أمره ، و لكن ظاهر الأحاديث أن النبي لم يوح إليه بأنه " ابن صيّاد " هو المسيح الدجال ، لذلك كان النبي لا يقطع بأنه الدجال إلا أن " ابن صيّاد " كانت فيه صفات محتملة ، و قد مكث " ابن صيّاد " بعد الرسول مدة من الزمن و ادّعى انه أسلم ، و لكن الناس لم يثقوا بإسلامه ، و بقوا يتشككون في أمره ، و حديث يتيم الداري يدل دلالة واضحة على أن " ابن صيّاد " لم يكن الدجّال الأكبر .
و سينزل عيسى عليه السلام عندما تشتد فتنة الدجال و يكون نزوله في وقت اصطف فيه المقاتلون المسلمون لصلاة الفجر ، و يكون هذا في حال إعداد المسلمين لحرب الدجال .
3- يأجوج و مأجوج : و بعد قضاء عيسى على الدجال و فتنته يخرج يأجوج و مأجوج فيدعو عيسى ربه فيستجيب له فيصبحون موتى و لا يبقى منهم أحد .
القيامة الكبرى :
القيامة الكبرى : يوم يُبيد الله فيه الحياة و الأحياء ، ثم يبعثهم مرة أخرى فيحاسبهم و يساق العباد إما إلى جنة و إما إلى نار .
و لهذا اليوم أسماء عديدة ، و قد عدّها الغزالي و القرطبي فبلغت خمسين اسماً كما يقول ابن حجر العسقلاني .
و من أشهر أسماء ذلك اليوم :
1. يوم القيامة : كقوله تعالى : " الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه " ، و قد ورد هذا الاسم في سبعين آية من القرآن ، و سمّي بذلك لما يقوم فيه من الأمور العظام ، و من ذلك قيام الناس لرب العالمين .
2. اليوم الآخر : كقوله تعالى : " و لكنّ البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين " ، و أحياناً يسميه الله بـ " الآخرة " أو " الدار الآخرة " ، و سمّي بذلك لأنه اليوم الذي لا يوم بعده .
3. الساعة : قال تعالى : " و إنّ الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل " ، و سميّت به إما لقربها ، أو تنبيهاً على ما فيها من الكائنات العظام ، أو لأنها تأتي بغتة في ساعة .
4. يوم البعث : قال تعالى : " يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب … " ، و البعث هو الإحياء من الله تعالى للموتى ، و بعث الموتى : نشرهم ليوم البعث .
5. يوم الخروج : قال تعالى : " يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " ، و سمي بذلك لأن العباد يخرجون فيه من قبورهم عندما ينفخ في الصور .
6. القارعة : قال تعالى : " القارعة ، ما القارعة ، و ما أدراك ما القارعة " ، و سميّت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها .
7. يوم الفصل : قال تعالى : " هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون " ، و سمّي بذلك لأن الله يفصل فيه بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون و يتخاصمون .
8. يوم الدين : قال تعالى : " و إن الفجار لفي جحيم ، يصلونها يوم الدين ، و ما هم عنها بغائبين ، و ما أدراك ما يوم الدين ، ثم ما أدراك ما يوم الدين ، يوم لا تملك نفسٌ لنفس شيئاً و الأمر يومئذ لله " ، و الدين في لغة العرب : الجزاء و الحساب ، و سمّي بذلك لأن الله يجزي العباد و يحاسبهم في ذلك اليوم .
9. الصاخة : قال تعالى : " فإذا جاءت الصاخة " ، و هي النفخة الأولى ، و سميّت بذلك لأنها تصخ الأسماع .
10. الطامة الكبرى : قال تعالى : " فإذا جاءت الطامة الكبرى " ، و سميّت بذلك لأنها تتطم كل أمر هائل مفظع ، و قال الحسن : الطامة : النفخة الثانية .
11. يوم الحسرة : قال تعالى : " و أنذرهم يوم الحشرة إذ قضي الأمر و هم في غفلة و هم لا يؤمنون " ، و سميّت بذلك لكثرة تحسر العباد في ذلك اليوم و تندمهم .
12. الغاشية : قال تعالى : " هل أتاك حديث الغاشية " ، و سميّت بذلك لأنها تغشى الناس بأفزاعها و تغمهم ، و من معانيها أن الكفار تغشاهم النار .
13. يوم الخلود : قال تعالى : " ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود " ، و سميّت بذلك لأن الناس يصيرون إلى دار الخلد ، فالكفار مخلدون في النار ، و المؤمنون مخلدون في الجنان .
14. يوم الحساب : قال تعالى : " إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذابٌ شديد بما نسوا يوم الحساب " ، و سمّي ذلك اليوم بيوم الحساب لأن الله يحاسب فيه عباده .
15. الواقعة : قال تعالى : " إذا وقعت الواقعة " ، قال ابن كثير : سميّت بذلك لتحقق كونها و وقوعها .
16. يوم الوعيد : قال تعالى : " و نفخ في الصور ذلك يوم الوعيد " ، و سمي بذلك لأنه اليوم الذي أوعد الله به عباده .
17 . يوم الآزفة : قال تعالى : " و أنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين " ، و سميّت بذلك لاقترابها .
18. يوم الجمع : قال تعالى : " و كذلك أوحينا إليك قرآنا عربياً لتنذر أم القرى و من حولها و تنذر يوم الجمع لا ريب فيه " ، و سميّت بذلك لأن الله يجمع الناس في ذلك اليوم .
19. الحاقة : قال تعالى : " الحاقة ، ما الحاقة " ، و سميت بذلك لأن فيها يتحقق الوعد و الوعيد ، و قيل لأنها أحقت لقوم الجنة و لقوم النار ، و قيل لأنها حق لا شك فيه .
20. يوم التلاق : قال تعالى : " رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لتذر يوم التلاق " ، و سميت بذلك لأنه يلتقي فيه آدم و آخر ولده ، أو قيل يلتقي فيه العباد ، أو قيل كذلك يلتقي فيه أهل الأرض بأهل السماء و الخالق والخلق ، و كل عامل سيلقى عمله .
21. يوم التناد : قال تعالى حاكياً نصيحة مؤمن آل فرعون لقومه : " و يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد " ، و سمي بذلك لكثرة ما يحصل من نداء في ذلك اليوم .
22. يوم التغابن : قال تعالى : " يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن " ، و سمّي بذلك لأن أهل الجنة يغبنون أهل النار ، إذ يدخل هؤلاء الجنة ، فيأخذون ما أعذ الله لهم ، و يرثون نصيب الكفار من الجنة .
و يوم الجمعة هو اليوم الذي تكون فيه النفخة لحديث الرسول : ( و لا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة ) ، و لمّا كانت الساعة تقع في هذا اليوم فإن المخلوقات في كل يوم جمعة تكون مشفقة خائفة إلا الإنس و الجن ، قال رسول الله : ( ….. و ما من دابة إلا و هي مصيخة ، يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس ، شفقاً من الساعة ، إلا الإنس و الجن ) .
و الذي يظهر أن إسرافيل ينفخ في الصور مرتين ، فالأولى يحصل بها الصعق ، و الثانية يحصل بها البعث ، و قد سمى القرآن النفخة الأولى بالراجفة ، و الثانية بالرادفة ، و في موضع آخر سمى الأولى بالصيحة ، و صرح بالنفخ بالصور في الثانية .
** بعض معالم أهوال يوم القيامة **
1. يقبض الحق تبارك و تعالى بيده الأرض بيده في يوم القيامة ، و يطوي السماوات بيمينه ، قال تعالى : " و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته و السماوات مطويات بيمينه سبحانه و تعالى عما يشركون " ، و هذا القبض يقع بعد أن يُفني الله خلقه .
2. و يخبرنا ربنا سبحانه أن أرضنا ثابتة تحمل عندما ينفخ في الصور فتدك دكة واحدة ، قال تعالى : " كلا إذا دكت الأرض دكا دكا " .
3. تفجير البحار و تسجيرها ، قال تعالى : " و إذا البحار سجرت " ، أي تشتعل ناراً .
4. موران السماء و انفطارها ، قال تعالى : " يوم تمور السماء مورا " ، فتنفطر و تتشقق .
5. تكوير الشمس و خسوف القمر و تناثر النجوم : فالشمس تُجمع و تُكوّر ، و يذهب ضوؤها ، كما قال تعالى : " إذا الشمس كورت " ، و أما القمر فإنه يُخسف و يذهب ضوؤه ، قال تعالى : " فإذا برِق البصر ، و خسف القمر " ، و أما النجوم فإن عقدها ينفرط فتتناثر و تنكدر ، قال تعالى : " و إذا الكواكب انتثرت " و كقوله في سورة التكوير : " و إذا النجوم انكدرت " .
ثمرات العلم بالملائكة :
1. الحرص على إنزال الملائكة منازلهم .
2. الإيمان بالملائكة و أنهم عباد الله و خلقه .
3. الإقتداء بهم في نظامهم ، كما حثنا الرسول صل الله عليه و سلم عندما قال : ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ) .
4. الإكثار من الأعمال الصالحة التي تقرب الملائكة منا لما في قربهم من خير عظيم .
ثمرات العلم بالجن و الشياطين :
1. الاستعانة بالله و الالتجاء إليه و الاستعاذة به من شر الجن و الشياطين .
2. الحرص على تحصين النفس بذكر الله و قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة مفروضة .
3. الإيمان بعالم الجن و الشياطين .
4. الحرص على مخالفة كل ما تحبه الشياطين .
ثمرات العلم بالرسل و الرسالات :
1. تنزيه الرسل عن القبائح و الكبائر .
2. الإيمان التام بالرسل و معجزاتهم .
3. الاقتداء بالأنبياء في صبرهم و حلمهم و توكلهم على الله .
4. الحرص على إكمال مسيرة الأنبياء في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
ثمرات العلم بالجنة و النار :
1. الحرص على كل عمل يقربنا إلى الجنة و تجنب كل عمل يقربنا إلى النار .
2. الاستجارة بالله من النار و عذاب النار ، و ترك مصاحبة الدعاة إلى النار .
3. الإيمان بصفات الجنة و النار .
4. ابتغاء رضوان الله و النظر إلى وجهه الكريم .
تم بحمد الله (=
وبارك الله فييج ع نقلج القيم
و اي استفسار عن الكتب أو مواضيع الكتب أنا حاضرة
أسعدني جداً مروركم