|
لماذاد. صديقة العوضي ‘وجه في الأحداث’؟
………………………………………….. ……..
لأنها ببساطة استطاعت ان تحول قضيتها الشخصية إلى قضية وطنية وأن تحسن من حياة الآلاف من البشر الذين تتماثل حالهم مع حال ابنها الثالث عمر، الذي ولد وبه إصابة ‘متلازمة الداون’ واستطاعت ان تنمي من قدراتهم وتساعدهم على الاندماج في المجتمع.
عمر كان السبب في تغيير مجرى حياة والدته، التي انتقلت من طب الأطفال إلى دراسة الأمراض الوراثية وهو اليوم يبلغ ثلاثين عاما، ويعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية كمواطن كويتي يمارس حياته بشكل طبيعي كما هم أقرانه.
الأفكار الخلاقة غالبا ما تأتي من حالات خاصة تواجه أصحابها ثم تصبح مع الأيام مشاريع كبرى تتوسع وتنمو لتستجيب لكل الحالات التي ولدت بسببها، فقد تحول مركز الأمراض الوراثية الذي انتشئ العام 1980 كعيادة متخصصة إلى مركز يضم اليوم 2600 حالة من متلازمة الداون و122 ألف ملف (كل ملف يحوي عائلة وبها عدد من الحالات).
عام 1980 لم يكن في العالم العربي سوى مصر التي لديها مركز متخصص في الأمراض الوراثية، عندما قررت الدكتور صديقة العوضي البدء في هذا المشروع من أجل أن تجيب عن سؤال: ماذا أستطيع أن أقدم لهؤلاء الناس ولابني من مساعدة وعندها بدأ التغيير الحقيقي.
صار المركز يكبر يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، والعيادة تحتاج إلى مختبر والمختبر يحتاج إلى تعاون مع دول تملك الخبرة والامكانات، فكان لابد من التوجه إلى بريطانيا، وكان المركز في حينه يلبي حاجات محدودة بما يعرف ب ‘السايتو’ CYTOالمتصل بالكروموزوم وبعدده وشكله ونوعه وقد سبقنا العالم بعلاج الأمراض الوراثية عن طريق الجينات وهكذا أكملنا مهمة المركز.
بموازاة التوسع في عمل المركز خطت الدكتورة صديقة خطوة جيدة بدراستها العلمية وأعدت رسالة الدكتوراه عن حالات متلازمة الداون للموجودين في الكويت للوقوف على الأسباب ومن وقتها سار العمل في المركز في الاتجاهين: الجيني والكروموزومي ليصبح في الكويت لأول مرة خريطة كاملة بالسجل الوراثي، الذي يجمع كل حالات متلازمة الداون والمعاقين في الدولة، وهذا يعني قدرة الوصول إلى أي نوع من الأمراض الوراثية التي تظهر في المرافق الصحية.
بعد رحلة عطاء تواصلت على مدى اثنين وعشرين عاما أصبح مركز الأمراض الوراثية في دولة الكويت فرعا أساسيا، من قبل منظمة الصحة العالمية، بحيث يعتمد عليه في التصديق على أي حالة تحدث في المنطقة العربية، وهذا لم يتوافر لو لم تكن لديه الإمكانات والتجهيزات الفنية أولا، والعنصر البشري المتخصص ثانيا.
‘أم الداون’ أو ‘أم المعاقين’ كما يطلق عليها وصلت إلى مرحلة من الرضا عن النفس والحمد والشكر لله على ما قدمته لوطنها ولأولادها ولأهلها بوضع المعاقين والأخذ بأيديهم وعقولهم وربطهم بالحياة الاجتماعية، على الأقل من الناحية الصحية، في الوقت الذي يجري فيه المركز أربعة بحوث مع الولايات المتحدة الأميركية تتعلق بحالات التوحد والشلل الدماغي وصغر حجم المخ.
‘أم الداون’ إذا حكت عن تجربتها تقول عندما أذهب لأزور بيوت أبناء المعاقين الذين تربطها بهم علاقة قوية جدا، يبدأ كل واحد يحكي قصته ونبكي معا ونواسي بعضنا لنخرج وكلنا أمل في إكمال المهمة وهذا بحد ذاته مدعاة للفخر والاعتزاز.
بلغة الارقام يمكن رسم صورة للمركز الذي تديره الدكتورة صديقة العوضي بأنه يحوي 2600 حالة داون، وهي نسبة ‘متطابقة’ للقياس العالمي اي طفل واحد لكل 600 – 800 حالة ولادة وأنه يضم 22 الف ملف عائلي من المعاقين وأن الحكومة اعطت شهادة معاق الى 17 الف مواطن وهذا المركز بدأ عام 1980 بخمسة اشخاص وصل اليوم الى 100 من الاطباء والفنيين والموظفين وحاملي الشهادات العليا من الاناث والذكور، وفي سنة التأسيس كان د. طلعت فرج (حاليا بكندا)، ود. كمال نجيب (لايزال) ود. سوسن ابو الحسن وفوزية الكندري وسليمان العثمان (مختار الشامية حاليا).
تؤمن بأخلاقيات الطب وتعشق العمل التطوعي، وتتكلم اللغات الهندية والفارسية والانكليزية، وان كان الكمبيوتر والانترنت سرقاها من قراءة الكتب الورقية واخذا منها الكثير من الوقت.
الدكتورة صديقة ارتبط اسمها بعالم الامراض الوراثية وعالم الجينات وعالم المعاقين وعالم التوحد ومتلازمة الداون وهي بعد تلك المسيرة تتطلع الى اليوم الذي تفتتح فيه المبنى الجديد لمركز الكويت للتوحد، الذي سيكون من المراكز النادرة في الشرق الاوسط وبامكانه تقديم خدمات كثيرة للدول المجاورة في مجال الكشف عن حالات التوحد والاستفادة من تجربة الكويت في رعاية الاطفال التوحديين.
السيرة الذاتية
……………………….
صديقة علي العوضي
حصلت على اول درجة علمية لها في الطب عام 1969 ونالت شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة عين شمس بالقاهرة، ثم شهادة دبلوم طب الاطفال عام 1972، ودكتوراه في طب الوراثة عام 1989 وزمالة كلية الاطباء الملكية بادنبرة عام 1994 وشهادة الزمالة من دبلن عام .2000
عملت في وزارة الصحة وتدرجت في المناصب التالية:
– طبيبة امتياز بمستشفيات الوزارة
– مساعد مسجل اطفال في مستشفى الصباح من عام 1970 – .1972
– مسجل اطفال بمستشفى الصباح من عام 1974 – .1979
– رئيسة مركز الامراض الوراثية منذ العام 1979 ومازالت.
تشترك في عضوية اكثر من 22 جمعية عربية واوروبية واميركية.
نالت عددا من الجوائز العلمية منها:
– جائزة الكويت في مجال العلوم الاساسية (علم الجينات) عام .2000
– جائزة بحوث متلازمة داون المقدمة من منظمة الصحة العالمية عام 2001 بالرياض.
نشرت العديد من الابحاث، التي تقارب 300 ، في دوريات علمية منها عشر متلازمات لاول مرة يتم التعرف عليهم وتسمية بعضها بمتلازمة العوضي.
ساهمت في تأسيس عدد من الجمعيات والمراكز:
– الجمعية الكويتية للمعاقين (1970).
– مركز طفل الانابيب بمستشفى الولادة (1988)
– المركز الكويتي لمتلازمة الداون (2006).
كثر الله من امثالها
عزوز خدمتني بعيونها .. عسى الله يدفع عنها
البلا ويوسع عليها
مشكورة حبيبتي على النقل
قلب رحيم وعمل جاد الله يوفقة ويسدد خطاها لمزيد من الانجاز
مشكورة أختي على المعلومات الرائعة