|
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
شيخي الفاضل أردت معرفة رأيكم في هدا الموضوع وجزاكم عنا كل خير
كوني أجمل من الحور العين
إن المرأة إذا دخلت الجنة فإن الله تعالى يعيد إليها شبابها وبكارتها
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"إن الجنة لا يدخلها عجوز ..إن الله
تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكاراً"
وإن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف
كثيرة نظراً لعبادتهن الله فهذه
الجنة قد تزينت لكن فلا تضعن
الفرصة فأن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم
فليكن خلودكن في الجنة إن شاء الله واعلمن أن الجنة مهرها :
– الإيمان
– العمل الصالح
وليس الأماني الباطلة مع التفريط
وتذكرن قول الرسول صلى الله عليه وسلم :"إذا صلت المرأة خمسها ،
وصامت شهرها ، وحصّنت فرجها
وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي من أي الأبواب الجنة شئت "
عن أم سلمة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني
عن قول الله تعالى ( حور عين)
قال: "حور" : بيض
"عين": ضخام العيون .
قلت : أخبرني عن قوله تعالى ( كأمثال اللؤلؤ المكنون)
قال: " صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي" .
قلت : أخبرني عن قوله: ( فيهن خيرات حسان )
قال "خيرات الأخلاق حسان الوجوه"
قلت : أخبرني عن قوله ( كأنهن بيض مكنون)
قال : "رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر
وهو الغرقي" .
قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله ( عربا أترابا)
قال: "هن اللواتي قبضنا في الدار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً خلقهن
الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى عربا
متعشقات محببات أتراباً على ميلاد واحد " .
قلت : يا رسول الله وبما ذلك؟
قال: "بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ، ألبس الله وجوههن
النور ، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان
خضر الثياب صفر الحلي ، مجا مرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن نحن الخالدات لا نموت أبداً ونحن
الناعمات فلا نبأس أبداً ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً ، ألا ونحن الراضيات
فلا نسخط أبداً ،
طوبى لمن كنا له وكان لنا "
قلت : يا رسول الله المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت
فتدخل الجنة ويدخلون معها
من يكون زوجها ؟
قال: " يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً ، فتقول : يارب إن هذا
كان أحسن
خلقاً معي فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة "
اختي المؤمنة كوني امراة صالحه واجعلي قدوتكي فاطمة الزهراء وعائشة ام المؤمنين والنساء الصالحات حتى تكونين أجمل من الحور العين في الجنة
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أما قول : ( لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن الجنة لا يدخلها عجوز .. إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكاراً " ) .
فقد روى الترمذي من طريق عن الحسن قال : أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، ادع الله أن يدخلني الجنة ، فقال : يا أم فلان ، إن الجنة لا تدخلها عجوز . قال : فَوَلَّتْ تبكي ، فقال : أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول : (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا) .
وصححه الألباني بشواهده .
وفي رواية الطبراني في الأوسط عن عائشة ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من الأنصار ، فقالت : يا رسول الله ، ادع الله أن يدخلني الجنة ، فقال نبي الله : إن الجنة لا يدخلها عجوز ، فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى ، ثم رَجع إلى عائشة ، فقالت عائشة : لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : إن ذلك كذلك ، إن الله إذا أدخلهن الجنة حَوَّلهن أبكارا .
إلاّ أنّ مَدَار هذه الرواية على : مسعدة بن اليسع ، وهو كذّاب ، فلا يصح الاستشهاد بهذه الرواية .
وقول : (وإن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظراً لعبادتهن) ، هذا صحيح ، فقد جاء ذلك في تفسير قوله تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا) .
قال البغوي في تفسيره : وقال المسيب بن شريك : هن عجائز الدنيا أنشأهن الله تعالى خلقا جديدا .
وقال : وذَكَر المسيب عن غيره : أنهن فُضّلنَ على الحور العِين بِصَلاتِهنّ في الدنيا .
وقال ابن عادل الحنبلي في تفسيره :
وروى النحاس بإسناده عن أم سلمة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : ( إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً ) ، فقال : يا أمَّ سلمة ، هُنَّ اللَّواتِي قُبِضْنَ في الدُّنيا عَجَائِزَ ، شُمْطاً ، عُمْشاً ، رُمْصاً ، جعلهُنَّ اللَّهُ بعد الكبر أتْرَاباً على ميلادٍ واحدٍ في الاستواءِ .
وروى أنس بن مالك ، يرفعه في قوله : ( إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً ) قال : هُنَّ العجائزُ العُمْشُ ، الرُّمص ، كُنَّ في الدُّنيا عُمْشاً رُمْصاً . اهـ .
وأما ما رُوي عن (أم سلمة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني عن قول الله تعالى ( حور عين)) ، فقد أورده ابن كثير في تفسير الآية ، وعَزاه إلى الطبراني .
وقال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه سليمان بن أبي كريمة ، ضَعَّفه أبو حاتم وابن عدي .
وضعّفه العقيلي به ، وكذلك ضعّفه ابن عدي .
ثم هو مُخالِف لِمَا ثَبَت عنه عليه الصلاة والسلام أن المرأة لآخِر أزواجها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخِر أزواجها . رواه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني .
وقال حذيفة رضي الله عنه أنه لامرأته : إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوَّجِي بعدي ، فإن المرأة في الجنة لأخر أزواجها في الدنيا ، فلذلك حَرّم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده ، لأنهن أزواجه في الجنة . رواه البيهقي .
وأما ما جاء فيه من غِناء الحور العين : (يقلن : نحن الخالدات لا نموت أبداً ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً ، طوبى لمن كنا له وكان لنا) ، قد رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والترمذي بِمعناه ، وهو حديث ضعيف .
وقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " .
والله تعالى أعلم .
.الشيخ عبد الرحمن السحيم