تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » خـبـيـئـة العمل الــصالـح

خـبـيـئـة العمل الــصالـح

من كتيب :
خبيئة العمل الصالح
أ.د.أحمد بن عبد الله الباتلي

الخبيئة هي العمل الصالح الخفي الذي لا يعلم به إلا الله تعالى كصدقة السر، وكمن ذكر الله خالياً ففاضت عيناه،
و كمن صلى بالليل وأهله نيام.
ويجب على كل مسلم أن يخلص العبادة لله تعالى, وأن يحذر من الرياء قال تعالى:

(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
[الكهف:110]
وقال عزوجلخليجية

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البيِّنة:5]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال الله تعالى:
"أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" رواه مسلم.

العبادة في السر والطاعة في الخفاء، حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد، غير الله سبحانه،
فأنت عندئذ تقدم العبادة له وحده غير عابئ بنظر الناس إليك، وغير منتظر لأجر منهم مهما قل أو كثر.
وهي وسيلة لا يستطيعها المنافقون أبدًا، وكذلك لا يستطيعها الكذابون؛ لأن كلاًّ منهما بنى أعماله
على رؤية الناس له، وإنما هي أعمال الصالحين فقط. ،إن أعمال السر لا يثبت عليها إلا الصادقون،
فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه

وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر أبدًا، وإنه لن يتركه حتى
يجعله في العلانية؛ ذلك لأن أعمال السر هي أشد على الشيطان وأبعد عن مخالطة الرياء والعجب
والشهرة.وإذا انتشرت أعمال الطاعات بين المسلمين ظهرت البركة وعم الخير بين الناس.
إذ إنها لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب الله سويداءه، وعمت الرغبة فيما عنده أرجاءه،
فأنكر نفسه في سبيل ربه، وأخفى عمله يريد قبوله من مولاه

وقد نَصحَنَا النبي- صلى الله عليه وسلم – بالخبيئة الصالحة؛ فقال: " من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل"
رواه أحمد في الزهد وصححه الألباني.

حث السلف على عمل الخير في الخفاء

حث الصحابة على عمل الخير في الخفاء، فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال:
" اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".
والزبير رضي الله عنه هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛
فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر، فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر
أيضاً لعله أن يغفر له الآخر. وحث السلف على ذلك: قال سفيان بن عيينة. قال أبو حازم:
(اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك)
( السير6/96).

وقال بشر بن الحارث: (لا أعلم رجلاً أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح) ( السير10/469).
وقال بشر: (لا تعمل لتُذكَر، اكتُم الحسنة كما تكتم السيئة).
وقال إبراهيم بن أدهم: (ما اتقى الله من أحب الشهرة)
( السير 7/387 ).

مع الصالحين في سرهم

كان أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-يذهب إلى بيت امرأة عجوز كفيفة البصر, فيكنس بيتها،
ويحلب شاتها،ولحقه ذات يوم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- فلما خرج سأل العجوز عنه.
فقالت:يأتيني كل يوم فيعمل كذا وكذا، فبكى عمر- رضي الله عنه-وقال:ويحك ياعمر أعثرات أبي بكر تتبع يا عمر!!

وحصل مثل ذلك بين عمر بن الخطاب وطلحة- رضي الله عنهما-،حيث كان عمر يذهب لبيوت
الأرامل فيقضي حوائجهم فلحقه طلحة بن عبيد الله, فدخل بعده تلك البيوت فوجدهم أرامل
لا يعلمون أنه عمر, فقال طلحة: أعثرات عمر تتبع يا طلحة.
وكان علي بن الحسين يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة،ويقول:
(إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب)
رواه أبو نعيم في الحلية 3/135 وذكره الذهبي في السير4/393

عن عمران بن خالد قال: سمعت محمد بن واسع يقول:
( إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به)
( السير 6/119).
وعن يوسف بن عطية عن محمد بن واسع قال:
" لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع
رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركت
رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه".
وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
وقال حماد بن زيد:" كان أيوب ربما حدث بالحديث, فيبكي, ويلتفت, ويمتخط, ويقول:ما أشد الزكام".
وعن ابن أبي عدِّي قال: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرازًا يحمل معه غداه
من عندهم، فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيًا فيفطر معهم. (السير 6/376).
وقال نُعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول:
" ما رأيت أحدًا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة"
( السير 8/48).

الأسباب المعينة:

أ – تدبر معاني الإخلاص:فالتربية على الإخلاص لله سبحانه وتذكير النفس بأن الباعث على
عمل السر هو أن يكون العمل لله وحده, وأن يكون بعيدًا عن رؤية الناس.

ب – استواء ذم الناس ومدحهم: وهو معنى لو تربى عليه المرء لأعانه على عمل السر،
إذ إنه لا تمثل عنده رؤية الناس شيئًا، لأن مبتغاه رضا ربه سبحانه وليس رضا الناس، وقد سبق أ
ن بعض العلماء كان يُعلم تلاميذه فيقول لهم: اجعلوا الناس من حولكم كأنهم موتى .

جـ – الحرص على كمال العمل: أن يتعلم المسلم أنه يجب أن يسعى إلى أن يكتمل عمله,
وتكمل كل جوانبه ليحسن ويقبل، وإن العمل الذي لا يراه الناس يُرجى فيه الكمال أكثر مما
يرجى في غيره، فينبغي الاهتمام به أكثر.. لقوله تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [هود:7]

د – صدقة السر: قال تعالى (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم) [البقرة: 271].
الاكثار من صدقة السر يُعَود الإنسان نفسه على أعمال السر ويتشربها قلبه وتركن إليها نفسه،
وقد ذكر أهل العلم بعضاً من الفضائل في صدقة السر منها: أن صدقة السر أستر على الآخذ
وأبقى لمروءته ، ومنها أنها أسلم لقلوب الناس و ألسنتهم ، ومنها أنها أقرب إلى الأدب في العطاء.

هـ-أداء النوافل في البيوت: فإنه أحرى للإخلاص،وفيه قدوة للأهل ولا سيما الأطفال، وفيه بركة ذكر الله في البيت
قال صلى الله عليه وسلم:" أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"
( السير 8/48).

المصدر :
مجلة الجندي المسلم

سبحان ربي العظيم و بحمده
جزاكِـ الله خيرا حبيبتي …~

خليجية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبيبة أهلها خليجية
جزاكِـ الله خيرا حبيبتي …~

خليجية

أجمين يا رب

أسعدني مرورج الطيب

جزاكي الله كل خير
جزالك الله كل خير
موضوعك مفيد ويشرح الصدر
جزااااكي الله خيير
جزاج الله خير ،،،،
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيرازksa خليجية
جزاكي الله كل خير

أجمعين يا رب

جزاك الله كل خير.
جزاج الله خير
الموضوع روووووووووعة ومفيييييييييييييييد
جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.