حليب الصويا يخفّض ضغط الدم ويقي من السرطان

ويشهد اليوم حديثاً متزايداً حول فوائد تناول حليب الصويا على القلب والدم, بالإضافة إلى طرح الأبحاث فوائد محتملة له في الحماية من الإصابة بداء الزهايمر, كما أن له تأثيرا قويا في خفض ضغط الدم المرتفع.

وحول ذلك, توضح اختصاصية التغذية لارا الحنيطي أن فول الصويا مصدر ممتاز للبروتين الكامل, وأحد المغذيات المهمة التي تشبه الفيتامينات.

وتتفق الحنيطي مع الأبحاث الجديدة في أن "حليب الصويا يحارب أمراض القلب والدم".

وأفادت دراسة حديثة نشرتها مجلة التغذية في جامعة ميتشيغان الأميركية، أن شرب حليب الصويا بانتظام يساعد في تخفيض ضغط الدم عند المصابين بارتفاع الضغط الشرياني.

فقد وجد الباحثون بعد متابعة 40 شخصا مصابين بارتفاع متوسط في ضغط الدم، شربوا لترا واحدا يوميا من حليب الصويا أو من حليب الأبقار العادي لمدة ثلاثة أشهر، أن الأشخاص الذين استهلكوا حليب الصويا شهدوا انخفاضات كبيرة في قراءات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، مقارنة مع الذين شربوا حليب الأبقار.

ويرى الأطباء أن هذا الانخفاض يشبه إلى حد ما الانخفاض الذي يسببه العديد من الأدوية الخافضة للضغط، ما يشير إلى أن شرب حليب الصويا لثلاثة شهور يكفي لإرجاع ضغط الدم العالي إلى حدوده الطبيعية.

وتضيف الحنيطي على هذه الدراسة فوائد أخرى لحليب الصويا في الحفاظ على العظام خصوصا عظام النساء بعد سن الأربعين.

وتقول "يساعد حليب الصويا في المحافظة على الكثافة المعدنية للعظام عند السيدات, كما أنه غني بهرمون الأستروجين الذي تفقده المرأة في سن الأربعين".

ويساعد حليب الصويا, بحسب الحنيطي, في محاربة سرطان الثدي ويحمي من سرطان بطانة الرحم.

كذلك أفادت الدراسات أن تناول حليب الصويا مرة أسبوعياً على الأقل يؤدي إلى تفادي خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان غدة البروستات بنسبة 50%.

ويتميز حليب الصويا عن حليب الأبقار بأنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية الثمانية الضرورية لجسم الإنسان لصنع البروتين.

وتشير الحنيطي إلى أن حليب الصويا يحتوي على مادة تمنع الإصابة بالسكتة الدماغية مبينة أن "فول الصويا يتميز عن البروتين الحيواني بأنه خال من الشحوم والكولسترول".

وفي نفس السياق, أعلن باحثون في الولايات المتحدة أخيرا, أن تناول الكثير من فول الصويا قد يحمي من الإصابة بداء الزهايمر، الذي يصيب كبار السن.

فقد وجدت هذه الدراسة التي استمرت ثلاث سنوات وأجريت على الحيوانات بأن مادة مشابهة للإستروجين موجودة في فول الصويا تدعى الفيتواستروجين أو إيزوفلافون، تعمل على إنقاص عدد التغيرات البروتينية الحاصلة في الدماغ التي ترافق داء الزهايمر.

وانتشرت الصويا في شرق آسيا ومنها انتقلت إلى بقية أنحاء العالم كبديل صحي بعد ظهور مساوئ الاعتماد على اللحوم في النظام الغذائي.

وهنا تشير الحنيطي إلى أن 38 بالمائة من الصويا مكون من بروتين نباتي سهل الهضم والامتصاص، وهي كمية تعادل نصف البروتين الموجود في اللحوم والأسماك، وثلاثة أضعاف بروتين البيض وعشرة أضعاف بروتين الحليب.

من ناحية أخرى, يعتبر حليب الصويا أكثر فائدة من الحليب العادي ويقوم مقام حليب الماعز, خصوصا عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب العادي.

ويؤكد اختصاصيون أن حليب الصويا يعتبر بديلاً مثالياً للأطفال المصابين بأنواع خاصة من الأكزيما ”حساسية جلدية”. إلى جانب الأطفال الرضع الذين يتناولونه عبر الزجاجة حيث يسبب لهم حليب البقر القيء والإسهال والمغص والأكزيما، وفي هذه الحالة يأتي حليب الصويا ليكون بديلا عن حليب البقر.

ولأن حليب الصويا خال من الكولسترول ونسبة الدهون المشبعة فيه أقل مقارنة بحليب البقر، فإنه يعتبر غذاء مثاليا للنباتيين, كما تقول الحنيطي.

وتضيف أن الحليب غني بالفيتامينات والمعادن والبروتينات المتكاملة غذائياً لاحتوائه على كافة الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم لبناء سلسلة البروتينات.

ويمكن صنع الكثير من الأطعمة الشهية والمستساغة من فول الصويا، مثل حليب الصويا، الذي يمكن تحويله إلى نوع لذيذ من الجبن.

يذكر أن حليب الصويا سائل شبيه باللبن، يستخرج عند طحن فول الصويا في معاصر خاصة, فتنتج منه عصارة تتكون من زيت وحليب.

ويستخلص هذا الحليب حيث يُفصل عنه الزيت ثم يتم مزجه بالماء وتدعيمه بالكالسيوم كبديل للألبان, وعندها يصبح صافيا ونقيا يعبأ في علب ذات أحجام مختلفة, ويباع في محلات السوبر ماركت, وهو معروف بنفس الاسم "حليب فول الصويا".