تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حلمه عليه الصلاة والسلام وسعة صدره

حلمه عليه الصلاة والسلام وسعة صدره

حلمه عليه الصلاة والسلام وسعة صدره

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير

نوصي المسلمين بقراءة الكتب التي صنفت في شمائله صلى الله عليه وسلم؛ ككتاب: أخلاق النبي لـأبي الشيخ ، وكتاب: الشمائل للإمام الترمذي صاحب السنن، فإنهم ذكروا طرفاً من حياته صلى الله عليه وسلم.

فيذكرون مثلاً من حلمه وسعة صدره عليه الصلاة والسلام :

1- ما أخرجه مسلم في صحيحه: (أن امرأة في المدينة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله! لي إليك حاجة. فقال لها: نعم، وانتحى بها ووقف معها حتى قضت حاجتها).

2- وفي الحديث الآخر (أن امرأة -كهذه أو هي- كانت تأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتطوف به المدينة فلا يمتنع عليها) .

3- وكان إذا صافح رجلاً لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع .

4- وكان إذا أعطى أذنه رجلاً لا ينزعها منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع ، يعني: إذا أعطاه أذنه يسمع له فإنه صلى الله عليه وسلم لا يبتعد حتى ينهي الرجل مقالته.

وهناك شيء شبيه بهذا، وهو الهاتف، مثلاً: رجل طلب آخر، وبعد أن انتهت المكالمة قال الرجل المطلوب للذي اتصل به: السلام عليكم، وهذا ليس على الهدي، إنما ينبغي أن يسلم الذي طلب، لماذا؟ لأنه قد يكون له حاجة، فاتركه حتى يبلغ حاجته، وإذا أردت أنت أن تنهي المكالمة فاسأله: هل لك حاجة أم لا؟ لاسيما أن الطالب هو الذي يدفع أجرة الاتصال؛ فلماذا أنت مستعجل؟ لا تنه المكالمة حتى ينهيها هو، فإن هذا من أدب النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان إذا صافح رجلاً لا ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع، أو حتى يكون هو الذي يتنحى.

وفي كرمه صلى الله عليه وسلم كانوا يروون :

حديث جابر -وهو في الصحيحين- ( أن النبي صلى الله عليه وسلم ما سُئل شيئاً قط فقال: لا ) أبداً.

وأنت تنظر أيضاً إلى سعة صدره وحلمه عليه الصلاة والسلام في حديث أنس المتفق عليه، قال: (خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي قط لشيءٍ فعلته: لم فعلته؟ ولا قال لي قط لشيء تركته: لم تركته؟ ) عشر سنين من حياته عليه الصلاة والسلام، لا يعاتبه، لأن كثرة العتاب تفسد الود، فلا تكثر من معاتبة صاحبك؛ فتقل حشمتك وتهون عليه، ولا تكاد تجد صاحباً يصافيك مائة بالمائة أبداً.

فأقل من العتاب، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان أقل الناس معاتبة، ولو عاتب لشعرت بقطرات الحنو والدفء في كلامه! روى البخاري في كتاب المرضى، وكذلك مسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: ( أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على حمار، وذهبنا نعود سعد بن عبادة -وذلك قبل وقعة بدر- فلما مررنا على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين فيهم عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك قبل أن يسلم، فقال عبد الله بن أبي -إشارة إلى التراب الذي أثارته رجل البغلة- قال: لقد غبر علينا، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الرجل! إن الذي تقول لحسن إن كان صدقاً، فلا تأت مجالسنا، فمن أراد أن يسمع كلامك فليذهب إليك، لكن لا تأتنا فإنا لا نحب ذلك. فقال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله! والله إننا لنحب أن تأتي مجالسنا، وقال آخر لـعبد الله بن أبي ابن سلول : والله لرائحة بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب منك، وثاروا جميعاً حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكب البغلة يسكنهم حتى سكنوا، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة فدخل عليه وهو مريض، فقال لـسعد : يا سعد ! ألم تسمع ما قال أبو الحباب ؟! – أبو الحباب هو: عبد الله بن أبي ابن سلول ، فانظر إليه كيف كناه، والكنية إنما تكون للتشريف، مع أن عبد الله بن أبي ابن سلول سبه منذ قليل- فقال له سعد بن عبادة : يا رسول الله! اعف عنه واصفح، فإن كان يطمع أن يكون رأساً على أهل هذه البحيرة، فلما آتاك الله ما آتاك من النبوة شرق لذلك -وفي رواية: فأنزل الله عز وجل قوله فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ [البقرة:109]).

فانظر إليه صلى الله عليه وسلم ما أحلمه! لذلك خطف قلوب الناس، وأذعن له الكبير والصغير، والموافق والمخالف، إذ لم يأخذوا عليه شيئاً لا قليلاً ولا كثيراً، حتى إن هذا الذي شرق بما آتاه الله رسوله، يقول: إن الذي تقول لحسن لو كان صدقاً. فأذعن لحسن كلامه عليه الصلاة والسلام، فيا ليتنا ونحن نبلغ دعوة الله عز وجل إلى الناس أن نكون كرسول الله صلى الله عليه وسلم فنتأسى به.

إن الله عز وجل قال له مع شرف منصبه، وأن لا شرف في الدنيا أعلى من منصبه عليه الصلاة والسلام، قال له: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159],وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات

باابي وامي رسول الله …~

جزاكِ الله خيرا اختي الغاليهـ … خليجية

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد.
جزاك الله كل خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.