السلام عليكم.. إليكم ملخص ما قرأته من كتاب بريق الجمان بشرح أركان الإيمان
الكفر
بيان حقيقة الكفر
الكفر لغة هو الستر والتغطية، أما اصطلاحا فهو نقيض الإيمان، ومذهب أهل السنة والجماعة أنه كما أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، فكذلك الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد.
أنواع الكفر
ينقسم باعتبارات عديدة أبرزها:
الأول: أقسامه باعتبار حكمه: ينقسم إلى كفر أكبر مخرج من الملة وهو مضاد لأصل الإيمان وموجب للخلود في النار، وكفر أصغر وهو يضاد كمال الإيمان الواجب ويضاد الشكر الذي عو العمل بالطاعو، وهو موجب لاستحقاق الوعيد ولا يخرج من الدين، والمعاصي كلها من هذا النوع.
وأهم الفروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر:
1- الكفر الأكبر يخرج من الملة ويحبط الأعمال، أما الكفر الأصغر فيعرض صاحبها للوعيد.
2- الكفر الأكبر يخلد صاحبه في النار، أما الكفر الأصغر لا يخلد فيها وقد يعفو الله عنه فلا يدخله النار أصلا.
3- الكفر الأكبر يبيح الدم والمال.
4- الكفر الأكبر يوجب العداوة الخالصة بين صاحبه والمؤمنين.
الثاني: أقسامه باعتبار بواعثه وأسبابه:
اجتهد العلماء في ذكر أنواع الكفر العامة وأصوله الرئيسة التي تنبعث عنها سائر صور الكفر إلى خمسة أنواع:
1- كفر التكذيب: هو اعتقاد كذب الرسل، وهذا القسم قليل في الكفار.
2- كفر الإبار والاسكتبار مع التصديق: كنحو كفر إبليس، إذ لم يجحد أمر الله، ولم يقابله بالإنكار، إنما تلقاه بالإباء والاستكبار، ومن هذا كفر فرعون وقومه الذي عرفوا صدق الرسول وأنهم جاؤوا بالحق من عند الله ولم ينقادوا إليهم إباء واستكبار.
3- كفر الإعراض: أن يعرض بقلبه وسمعه عن الرسول، لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به البته.
4- كفر الشك: لا يجزم بصدقه ولا بكذبه، بل يشك في أمر، وهذا لا يستمر شكه إلا إذا أزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول جملة.
5- كفر النفاق: أن يظهر بلسانه الإيمان، وينطوي بقلبه على التكذيب، فهذا هو النفاق الأكبر.
الثالث: أقسامه باعتبار كونه طارئا أم أصليا:
1- الكفر الأصلي: وهو كفر من لم يدخل في دين الإسلام أصلا/ ولم يؤمن برسالة محمد ككفر المشركين وأهل الكتاب والمجوس والفلاسفة وغيرهم.
2- الكفر الطارىء: وهو كفر الردة، وهو كفر من انتسب إلى دين الإسلام ثم ارتد عنه، والمرتد هو الراجع إلى دينه الأول بعد دخوله في الإسلام. وهذا الكفر يختلف عن الكفر الأصلي في أمور: أن الرجل يقر على الأصلي فلا يُقتل أهل الصوامع والشيوخ ولا تُجبر المرأة على تركه ولا يُقر على الطارىء بل يُقتل.
ضوابط تكفير المعين
الحكم بكفر رجل مسلم من الأمور الخطيرة جدا، فلا ينبغي تكفير أحد إلا بعد إثبات ذلك على أن ما عمله هو الشرك الأكبر وذلك لغلبة الجهل على الناس واندثار علوم الشريعة النافعة في المجتمعات الإسلامية، وهناك ضوابط مستنبطة من نصوص الشرع في قضية التكفير:
1- الفرق بين تكفير المعين والتكفير المطلق: أما تكفير المعين فهو وصف شخص ما لعمل قام به أو قولا قاله بأنه كافر، وهذا لا يجوز إلا بشروط، أما التكفير المطلق فهو إطلاق الكفر على الفعل أو القول أو الاعتقاد وعلى فاعل ذلك على سبيل الإطلاق، ومن أهم آثار هذا التفريق أن الشيء قد يكون كفرا ولكن صاحبه لا يكفر، وهذا ناشىء من اعتقاد أن الحكم على شيء ما بأنه كفر يستلزم أن يكون فاعله المعين كافرا، وكلا الأمرين خطأ، والصواب أن لا يحكم على كل من صدر عنه المكفر بأنه كافر.
2- شروط تكفير المعين: أن يظهر من قوله أو فعله ما يدل على المعنى الكفري ويلتزمه، وقيام الحجة ووضوحها، إذ لا يثبت الكفر على المعين ما لم تقم عليه الحجة التي إن خالفها كفر.
3- موانع تكفير المعين:
أ- الجهل: جهل المسلم بالحكم الشرعي في الأمر الكفري الذي قارفه مما يدفع عنه الكفر.
ب- التأويل: أن يكون متأولا فيما وقع فيه من كفر لشبهة عرضت له فهذا لا يكفر حتى يبين له خطؤه وترتفع شبهته في المسألة.
ج- الإكراه: وهو يدرأ التكفير عن المسلم، فمن ثبت أنه كان كرها على كلمة الكفر كسب الله أو رسوله أو دينه أو فعل كفري كالسجود لمخلوق أو نحن يحكم بإسلامه.
النفاق
تعريف النفاق لغة: مادة نفق تدل على شيئين، أحدهما على انقطاع الشيء وذهابه، والآخر على إخفاء شيء وإغماضه، وأطلق كثير من العلماء أن النفاق لغة مخالفة الظاهر للباطن، أما النفاق اصطلاحا فيمكن إرجاع حاصل عبارات العلماء في تعريفه إلى أن إظهار الإيمان وإبطان الكفر.
أقسام النفاق:
النوع الأول: النفاق الاعتقادي: هو ما كان من طريق اعتقاد الكفر وإبطانه والتلبس بالإسلام وإظهاره مع أنه منسلخ منه ومكذب به، وهو نحلة المنافقين على عهد رسول الله، وهو مباين للإيمان، ومناف لأصله، ويسمة بالنفاق الأكبر، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار.
النوع الثاني: النفاق العملي: يتصل بالأعمال الظاهرة دون الاعتقاد، وخو غير مخرج من الملة، لكنه مناف لكمال الإيمان، وصاحبه ناقص الإيمان، ومعرض نفسه للعقوبة والإثم.
البدعة
البدعة لغة: إثم من بدع الشيء، أي أنشأه وبدعه، ومادة بدع تدل على ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال، أما اصطلاحا فقد عُرفت البدعة بتعريفات عديدة: منها ما خالفت الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات، ومنها ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة ما يدل عليه، ومنها أن البدعة شرعا هي التي أحدثت بعد الرسول على سبيل التقرب إلى الله لم يكن قد فعلها الرسول ولا أمر بها لا أقرها ولا فعلتها الصحابة، ومن أحسن تعريفاتها وأجمعا أنها عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه، والبدعة تضاهي الشريعة في أجه متعددة، منها وضع الحدود كالناذر للصيام قائما لا يقعد، ومنها التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، ومنها التزوام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة كالتزام صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته.
بيان أنواع البدعة
1- تقسيم البدعة بحسب ما يترتب عليها من أحكام، وتنقسم إلى البدعة المكفر: وهي التي تخرج الإنسان من الإسلام، وهي الفساد في العقيدة في أصل من أصول الدين، والقسم الثاني هو البدعة المفسقة: وهي التي لا تخرج عن الإسلام بل يفسق بها، وهي تطلق على فساد في العمل مع سلامة العقيدة كما أنها تطلق على بدع الاعتقادات التي لا يصل أصحابها إلى درجة الغلو، كبدع الخوارج ومن معهم.
2- تقسم البدعة من حيث كونها إضافية أو حقيقية: فأما البدعة الحقيقية، هي التي ليس لها أصل من كتاب الله ولا سنة رسوله ولا من إجماع علماء المسلمين، وأما البدعة الإضافية، فهي التي تكون ذات وجهين، وجه من حيث مشروعيتها في الجملة، والثاني من حيث الزمن والكيفية، فإذا نظرت إلى الوجه الأول تقول إنها مندوبة، وإذا نظرت إلى الوجه الثاني ترى أنها بدعة، مثال على ذلك: الصلاة على الرسول قبل الأذان بدعة حقيقية إذ ليس لها أصل أبدا من القرآن ولا من النبي ولا من أصحابه، أما بعد الأذان فيسن للمؤذن وللمستمع أن يصلي على النبي، أما رفع صوت المؤذن في الصلاة والسلام على الرسول بعد فراغه من الأذان فهذا بدعة، ومثال آخر: التسبيح دبر الصلوات والدعاء من المسنونات ولكن قراءة الإمام والدعاء لهم ورفع الصوت به وتأميم المأمومين على ذلك من البدع من حيث الكيفية لا من حيث المشروعية. وكلا النوعين من البدع لا يجوز أن يتعبد بهما المسلم، وكما أنه لا يجوز إحداث البدعة الحقيقية.
3- تقسيم البدعة باعتبار كونها اعتقادية أو عملية، فأما الاعتقادية فهي اعتقاد شيء على خلاف ما عليه النبي وأصحابه، سواء أكان مع الاعتقاد عمل أم لا، وأكبرها الشرك بالله العظيم، ومن أمثلتها بدع الخوارج والمعتزلة والجهمية والقدرية والمرجئة وما تفرع عنها، أما البدعة العملية وهي أن يشرع في الدين عبادة لم يشرعها الله ورسوله.
التحذير من البدع
وردت أدلة كثيرة تدل على تحريم البدع والتغليظ على مبتدعها وفاعلها، فلا يجوز لمسلم أن يعارض قول رسول الله بقول غيره من البشر كائنا من كان، فإن عارض قوله بقول غيره، كان ذلك دليلا على ضعف التأسي بالنبي ودليلا على نقص محبته له، وقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين ومن يليهم على ذم البدع وتقبيحها.
بعض أصول أهل السنة والجماعة
1- موقفهم من الصحابة: حب الصحابة والترضي عنهم، والصحابي هو الذي لقي المصطفى يقظة لا مناما وآمن به ومات على الإسلام، وهذه الأصول تنتظم أمورا منها:
أ- إثبات جميع ما ورد في فضلهم من آيات الكتاب وأحاديث الرسول.
ب- الصحابة وإن جمعهم شرف الصحبة لرسول الله وشملهم هذا الفضل الكبير، إلا أنهم متفاوتون في الفضل والدرجة.
ج- محبة آل بيت رسول الله وتوليهم وحفظ وصية النبي فيهم، حيث قال ( أذكركم الله في أهل بيتي ) ثلاثا.
د- الصحابة كلهم عدول، صغارهم وكبارهم، ذكورهم وإناثهم.
هـ- الإمساك عما شجر بين الصحابة، وعدم الخوض فيه والتتبع في كل تفصيلاته.
و- سب الصحابة والتعرض لهم بعيبهم وتنقصهم والطعن في عدالتهم حرام بنص الكتاب والسنة، والحقيقة أن سب الصحابة ليس جرحا في الصحابة فقط، بل قدح في رسول الله وفي شريعة الله وفي ذات الله.
ز- لا إفراط ولا تفريط في حب الصحابة.
2- وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف ما لم يأمروا بمعصية، ولا يجوز الخروج عليهم وإن جاروا.
3- وجوب النصيحة لله ولرسوله ثم لأئمة المسلمين.
4- الجهاد مع الإمام، برا كان أو فاجرا.
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6- وجوب الحب في الله والبغض في الله.
وسطية أهل السنة بين الفرق
إن عقيدة أهل السنة والجماعة هي في كل باب من أبواب العقيدة وسط بين فريقين آراؤهما متضادة، أحدهما غلا في هذا الباب والآخر قصر فيه، أحدهما أفرط والآخر فرّط، وهناك خمسة أصول عقدية توضح وسطية أهل السنة بين الفِرق فيها:
1- باب العبادات: توسط أهل السنة والجماعة في هذا الباب بين فرق الباطنية الذين تركوا عبادة الله بالكلية وبين بعض فرق أهل البدع الذي يعبجون الله بما لم يشرعه من أذكار وتوسلات، وإقامة الأعياد والاحتفالات البدعية.
2- باب أسماء الله وصفاته: أهل السنة والجماعة توسطوا بين المعطلة والممثلة، فالمعطلة هم من ينكروا الأسماء والصفات كالجهمية، ومنهم من يثبت الأسماء وينكر الصفات كالمعتزلة، ومنهم من يثبت بعض الصفات وينكر أكثرها كبقية الفرق الكلامية، وأما الممثلة فهم الذين يضربون لله تعالى الأمثال، ويدّعون أن صفات الله تماثل صفات المخلوقين.
3- باب القضاء والقدر: توسط أهل السنة والجماعة بين القدرية وبين الجبرية، فالقدرية نفوا القدر وقالوا إن أفعال العباد وطاعاتهم ومعاصيهم لم تدخل تحت قضاء الله وقدره، فالله تعالى لم يخلق أفعال العباد ولا شاءها منهم، أما الجبرية فقد غلوا في إثبات القدر فقالوا إن العبد مجبور على فعله، ولم يفرقوا بين أفعاله الاضطرارية وأفعاله الاختيارية، فهو عندهم في كل الحالات كالريشة في الهواء.
4- باب الوعد والوعيد: توسط أهل السنة والجماعة بين الوعيدية والمرجئة، فالوعيدية يأخذون بنصوص الوعيد ويهملون نصوص الوعد ومنهم الخوارج، والمرجئة يأخذون بنصوص الوعد ويهملون نصوص الوعيد، ويقولون إن الإيمان هو التصديق القلبي وإن الأعمال ليست من الإيمان، والإيمان عند أهل السنة والجماعة قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
5- توسط أهل السنة الجماعة بين فريقين، فريق غلوا في حق آل البيت كالإمام علي عليه السلام فادعوا أنه معصوم، وأنه يعلم الغيب، وفي المقابل جفوا في حق أكثر الصحابة فسبوهم، وقالوا أنهم كفار وارتدوا بعد النبي، وفريق جفوا في حق آل البيت، فقابلوا البدعة ببدعة، فسبوا آل البيت وأبغضوهم، وهؤلاء هم النواصب.
ثمرات الإيمان بأركان الإيمان
من ثمرات الإيمان بالله تعالى: يثمر للعبد محبة الله تعالى وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نواهيه.
من ثمرات الإيمان بالملائكة:
1- العلم بعظمة خالقهم، وقوته وسلطانه.
2- شكره على عنايته بعباده، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائمة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم.
3- محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين، ومن ثمرات الإيمان بالكتب:
1- العلم برجمة الله وعنايته بخلقه حيث أنزل لكل قومه كتابا يهديهم به.
2- ظهور حكمة الله تعالى حيث شرّع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها.
3- وشكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات الإيمان بالرسل:
1- العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم الرسل الكرام للهداية والإرشاد.
2- شكره على هذه النعمة الكبرى.
3- محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم.
4- والعزم على ترسم خطاهم في تبليغ الدين واختيار أمثل السبل لذلك مع الصبر على أذى المخلوقين والثبات عليه.
ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر:
1- الحرص على طاعة الله رغبة في ثواب ذلك اليوم والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم.
2- وتسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر:
1- الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره.
2- راحة النفس وطمأنينة القلب لأنه ما علم العبد أن ذلك بقضاء الله وأن المكروه كائن لا محالة ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب.
3- طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قضاه وقدّره من أسباب الخير والنجاح فيشكر الله على ذلك ويدع الإجاب.
4- طرد القلق والضجر عن فوات المراد أو حصول المكروه لأن ذلك بقضاء الله وقدر الذي له ملك السماوات والأرض وهو كائن لا محالة فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر.