اختصار الكتاب بريق الجمان من (بداية الايمان باليوم الاخر ص 117 ) الى (نهاية الايمان باليوم الاخر ص164)
كتاب بريق الجمان
الايمان بالملائكة
الايمان بالملائكة ركن من اركان الايمان فالملائكة لهم صفات منها : انهم خلقوا من نور , وانهم من عالم غيبي أي لايشاهدون , وخلقهم الله لتنفيذ اوامر الله , وقد خلقوا قبل خلق ادم والدليل عندما امر الله الملائة السجود لآدم عليه السلام .
فلكل منا صفات خلقية وكذلك للملائكة صفات خلقية يتصفون بها مثل : اجنحة الملائكة منهم من له جنحان ومنهم من له ثلاثة او اربعة ولجبريل ستمائة جناح , ولهم جمال الملائكة فهم ذو حسن المنظر , ولهم تفاوتهم في الخلق والمنزلة ومن افضل الملائكة الذين شهدوا معركة بدر, وانهم لا يملون ولا يتعبون في تنفيذ اوامر الله , وان عددهم لايعلمه الا الله , ومن الصفات الخلقية انهم كرام بررة واستيحاء الملائكة , ومن قدراتهم على التشكل فانهم لهم القدرة على التشكل باليشر مثل جبريل عندما تشكل عند مريم على صورة بشر وكذلك كان ياتي الرسول على صورة دحية بن خلفية الكلبي , ولهم صفة السرعة وهم اسرع من سرعة الضوء , وان الملائكة منظمونى في عباداتهم , وما يدل على شرفهم ان الله يضيفهم اليه اضافة تشريف ويقرن سبحانة شهادتهم مع شهادته ويصفهم بالكرم والاكرام كما يصفهم بالعلو والقرب ويذكر الله ان الملائكة عندة , لكل منا اعمال نعمل بها في الدنيا مثل عبادة الله وعمارة الارض وللملائكة اعمال منها دنيوية واخروية مثل : فمنهم حملة العرش ومنهم بالجان واعداد الكرامة لاهلها ومنهم بالنار لتعذيب اعلها وهم الزبانية ومقدمون تسعة عشر وخازنها مالك وهو مقدم الخزانة ومنهم الموكلون لحفظ بني آدم في الدنيا ومنهم يحافظون على اعمال العباد وكتابتها ومنهم موكل بالرحم وشان النطفة ومنهم موكل لقبض الارواح وهو ملك الموت وله اعوان من الملائكة
الايمان بالكتب
وهو اللركن الثالث من اركان الايمان والايمان هو التصديق الجازم والاقرار بانها حق وصدق فان لله كتبا كثيرة لايعلمها الا هو ومنها الانجيل والتوراة الزبور وصحف ابراهيم وصحف موسى والقرآن الكريم , وسبب نزول هذه الكتب لان عقل الانسان محدود ولكي يعرف من خلاله الضار والنافع والحق والباطل والخير والشر. فقد انقسم الناس حيال الكتب السماوية الى : قسم كذب وهم اعداء الرسل من الكفار والمشركين والفلاسفة , وقسم آمن بها كلها وهم الذين آمنوا بجميع الرسل , وقسم آمن ببعض الكتب وكفر ببعضها وهم اليهود والنصارى , فالايمان الصحيح هو من الايمان بجميع الكتب السماوية , وسبب من كفر بالكتب او ببعض الكتب هو اتباع الضنون الكاذبة ويسمون انفسهم بالفلاسفة, واما الايمان بالقرآن الكريم فانه ايمان مفصل ويكون بالقرار بالقلب واللسان ما جاء فيه , واما القرآن الكريم فقد انزله الله تعالى لكل الاجيال الى يوم القيامة وانه لا ينتهي الا بنهاية حياة البشر . معنى الايمان بالرسل عليهم السلام كما قلنا في السابق ان الايمان بالرسل ركن من اركان الايمان الستة لانهم الواسطة بين الله تعالى وبين خلقة والايمان بان الله ارسلهم ولا نفرق بين احد منهم واوجب الله علينا باليمان بهم وحكم بالكفر من فرق بين الله تعالى ورسله , الفرق بين النبي والرسول فيوجد ثلاثة فروق بين النبي والرسول : ان الرسول بعث الى القوم كافرين والنبي من بعث الى من بعث الى قوم مسلمين , الرسول من جاء بشريعة جديدة والنبي من جاء بشريعة من قبله من الرسل , الرسول من انزل عليه الكتاب والنبي من حكم بكتاب من قبله من الرسل , تفاضل الرسل فقد فضل الله الرسل بعضهم على بعض وافضل الرسل هم : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد واولو العزم من الرسل هم : الخليلان ابراهيم ومحمد وافضل الخليلين محمد صلى الله عليه وسلم . النبوة تفضل واصطفاء واختيار من الله تعالى وليست النبوة كسبا ينالة العبد بالجد والاجتهاد فهذا القول باطل فالنبوة اصطفاه من الله تعالى حسب حكمته وعلمته .
دلائل النبوة
وهي معجزه : اسم فاعل من العجز المقابل للقدرة ومعجزة النبي ما اعجز به الخصم عند التحدي وهي امر خارق للعادة ليدل على صدق وصحة رسالته ومن معجزات الرسل : الناقة التي اوتيها صالح حجة على قومه , وقلب العصا حيه آية لموسى , وابراء الاكمه والابرص واحياء الموتى آية لعيسى ومعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة منها : الاسراء والمعراج والقرآن الكريم وهو اكبر معجزة يطلع عليها الاجيال في كل زمان فيعلمون انه كلام الله وآيات لا يستطيع احد من القوم ان يأتوا بمثله ولو اجتمعوا الانس والجن على ان ياتوا بمثلة لا يستطيعون ان ياتوا بمثله في ذلك العصر , والقرآن الكريم معجزة من وجوه متعدده : من جهة اللفظ والنظم والبلاغة ومعاينة التي امر بها ومعاينة التي اخبر بها عن الله تعالى واسماؤه وصفاته وملائكته ومن جهة معاينة عن الغيب المستقبل والماضي ومن جهة ما اخبر به عن المعاد ومن جهة ما بين فيه من دلائل اليقينية,
ذكر بقية دلائل النبوة
ان دلائل النبوة ليست محصورة في المعجزة بل هي كثيرة منها : اخبارهم الامم بما سيكون من انتصاراتهم وخذلان اعدائهم كما حصل لنوح وهود وصالح وشعيب ومحمد صلى الله عليه وسلم , ومنها ما جاؤوا من الشرائع والاخبار في غاية الاحكام والتقان , ومنها ان طريقتهم واحدة فيما يامرون به من عبادة الله تعالى والعمل بطاعته فهم يبشر متقدمهم بمتاخرهو كما بشر المسيح عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم ,ومنها ان الله يؤيد الانبياء عليهم السلام , فمعلوم ان مدعي الرسالة اما يكون من افضل الخلق واكملهم او يكون من انقص الخلق وارذلهم وما من احد ادعى بالنبوة من الكاذبين الا قد ظهر عليه من الجهل والكذب وما من احد ادعى النبوة من الصادقين الا وقد ظهر عليه من العلم والصدق .
-الفرق بين دلائل النبوة وخوارق السحرة والكهان :
هناك فوارق كثيرة بين دلائل النبوة وخوارق السحرة والكهان وكذلك عجائب المخترعات التي ظهرت اليوم منها: ان اخبار الانبياء لا يقع فيها تخلف ولا غلط بخلاف اخبار الكهنة والمنجمين , ةمنها السحر والكهانة والاختراع امور معتادة معروفة ينالها الانسان بكسبه وتعلمه بخلاف ايات الانبياء فانها لا يقدر عليها الجن ولا الانس بل الله تعالى هو الذي يفعلها آيه كانشقاق القمروحنين الجذع , ومنها ان الانبياء مؤمنون مسلمون يعبدون الله وحده لما امر واما السحرة والكهان فانهم مشركين مكذبين , ومنها الفطره والعقول توافق ماجاء به الانبياء عليهم السلام واما السحرة فانهم يخالفون الادلة السمعية والعقلية والفطرية , ومنها ان الانبياء جاؤوا بما يكمل الفطر والعقول والسحرة يجيئون بما يفسد العقول والفطر, ومنها المعجزات الانبياء لا تحصل بافعالهم هم وانما يفعلها الله عز وجا آيه واما خوارق السحرة والكهان فانها تحصل بافعال الخلق الفرق بين كرامات الاولياء وبين خوارق السحرة والمشعوذين . فهناك ارتباط بين كرامات الاولياء وايات الانبياء فكرامات الاولياء هم المؤمنون المتقون فالكرامة امر خارقللعادة يجريه الله على يد بعض الصالحين من اتباع الرسل , وقد حصل في الموضوع كرامات الاولياء التباس وخلط عظيم بين الناس فطائفة انكروا وقوعها ونفوها بالكلية وهم الجهمية وطائفة غلت في اثباتها وهم العوام فاثبتوا كرامات الفساق فادعوا الكرامات للسحرة حتى عبدوهم من دون الله وسموا الشعوذة لانهم لا يفرقون بين الكرامة والاحوال الشيطانية , ةالفرق بين كرامات الاولياء وبين خوارق السحرة والمشعوذين : ان كرامات الاولياء سببها التقوى والعمل الصالح واعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق , ان كرامات الاولياء يستعان على البر والتقوى واعمال المشعوذين يستعان على امور محرمه من الشرك , ان كرامات الاولياء تقوى بذكر الله تعالى وتوحيدة وخوارق السحرة تبطل او تضعف عند ذكر الله, انقسموا الناس فيه الى ثلاثة اقسام : قسم علوا في نفي كرامات الاولياء حتى انكروا ماهو ثابت في كتاب الله والسنة من الكرامات الصحيحة التي تجري على وقف الحق لاولياء الله تعالى المتقين , وقسم غلوا في اثبات الكرامات حتى اعتقدوا ان السحره والشعوذه من الكرامات واستغلوها وسيلة للشرك والتعلق باصحابها من الاحياء والاموات حتى نشأ الشرك الاكبر , وقسم هم اهل السنة والجماعة توسطوا في موضوع الكرامات بين الافراط والتفريط فاثبتوا ما اثبته الكتاب والسنة .
عصمة الانبياء عليهم السلام
العصمه : المنعة , العاصم : المانع الحامي , الاعتصام : الامتساك بالشئ , والعصمة هنا : حفظ الله تعالى لانبيائه من الذنوب والمعاصي وعصمة الانبياء منها مجمع ومنها مختلف وبيان ذلك : اجمعوا على عصمة الانبياء فيما يخبرونة عن الله وفي تبليغ رسالاته لان هذه العصمه هي مقصود الرسالة والنبوة , اما المعاصي : فقد اختلفوا في عصمة الانبياء منها قولين مشهودين : القول الاول : ان الانبياء معصومون من المعاصي مطلقا كباؤرها وصغاؤرها وهم اصحاب القول تولو الايات والاحاديث باثبات شئ , والقول الثاني : ان الانبياء عليهم السلام معصومون من الكبائر وليسوا معصومون من الصغائر وهذا من اصحاب القول الجمهور .
دين الانبياء واحد
ان دين الانبياء عليهم السلام دين واحد ودين الانبياء دين الاسلام الذي لا يقبل الله غيره وهو الاستسلام لله بالتوحيد فالدين طاعة الله وتنفيذ اوامر الله ودين الانبياء واحد ولو تنوعت شرائعهم , والشريعة هي التي تختلف يعني ان الله يضع امرا لحكمه ثم يشرع في وقت اخر امرا لحكمه والله يشرع لكل امه ما يناسب حالها ووقتها.
خصائص الرسول
ما اختص به الرسول عن غيره من الانبياء منها انه خاتم النبيين فمن ادعى النبوة من بعده فهو كاذب , والمقام المحمود وهو الشفاعة العظمى , وعموم بعثته إلى الثقلين الجن والانس فالايات التي انزلها الله على محمد فيها خطاب لجميع الخلق , ومن خصائصه القرآن الكريم الذي اذعن لاعجازه الثقلان , والمعراج الى السماوات العلى الى سدرة المنتهى , والخصائص التي اختص بها دون امته فخص الله تعالى رسوله من احكام شريعية لم يشاركه فيها احد منها : التهجد في الليل فكان قيام الليل واجبا عليه الى ان مات , انه اذا عمل عملا اثبته , تحريم الزكاة عليه , انه احل له الوصال في رمضان , انه احل له القتال بمكة , انه لا يورث , انه احل له الزيادة على اربع نسوة , بقاء زوجيته بعد الموت , واذا طلق امرأة تبقى حرمته عليها فلا تنكح .