تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بريق الجمان

بريق الجمان

تلخيص كتاب (بريق الجمان بشرح أركان الإيمان)
للدكتور: محمد النورستاني


أولا: تعريف العقيدة :
العقيدة الصحيحة تتلخص في: الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ويتفرع من هذه الأصول كل ما يجب الإيمان به من أمور الغيب وجميع ما اخبر الله به ورسوله .
العقيدة لغة: المعقودة التي عقد عليها القلب وعزم بالقصد البليغ.
( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ۖ)
العقيدة اصطلاحا: الإيمان الجازم والحكم القاطع الذي لايتطرق إليه الشك لدى المعتقد.
والعقيدة أيضا: الإيمان الجازم بالله تعالى وبما يجب له من التوحيد والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

ثانيا : التعريف بأهل السنة والجماعة :
1- السنة لغة: السيرة حسنة كانت ام سيئة .
إصطلاحا:
أ‌- عند المحدثين : تطلق على ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
ب‌- عند كثير من السلف قديما وحديثا : هي موافقة الكتاب والسنة في العبادات والإعتقادات والأغلب في الإعتقادات.
ت‌- عند اكثر السلف قديما : هي موافقة الكتاب والسنة وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم سواء في امور الإعتقادات او العبادات.

ويقابل السنة البدعة .
2-الجماعة : لغة : من الجمع.
اصطلاحا: (أهل السنة والجماعة )
1- السواد الأعظم من أهل الإسلام.
2- إجماع العلماء المجتهدين .
3- الصحابة على الخصوص.
4- جماعة أهل الإسلام , إذا اجتمعوا على أمر.
5- جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على امير .
6- جماعة الحق وأهله .
ولا تعارض بين هذه الاقوال من حيث المعنى على اختلاف ألفاظها تجتمع معانيها في حق اهل السنة .
3-اهل السنة والجماعة :
أهل الرجل :اخص الناس به. أهل البيت :سكانه. أهل الإسلام : من يدين به
اهل المذهب :من يدين به . أهل الأمر: ولاته. اهل الشيء: أخص الناس به .
وأهل السنة والجماعة : هم اخص الناس بالسنة والجماعة واكثرهم تمسكا بها واتباعا لها قولا وعملا واعتقاد.
وهم الصحابة والتابعون ومن تبعهم باحسان من العلماء المجتهدين السائرين على منهج الكتاب والسنة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قواعد عامة في اعتقاد اهل السنة والجماعة :
1- مصادر عقيدة أهل السنة والجماعة :
لان عقيدة اهل السنة والجماعة توقيفية فهي تقوم على التسليم بما جاء عن الله تعالى وعن رسوله دون تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل.
ولهما مصدران أساسيان هما:
أ‌- القرآن الكريم . ب- السنة النبوية .
والإجماع المعتبر في تقرير العقيدة مبني على الكتاب والسنة او احدهما .
والفطرة والعقل السليم : رافدان مؤيدان لا يستقلان بتقرير تفصيلات العقيدة وأصول الدين وهما يوافقان الكتاب والسنة ولا يعارضانهما.
2- ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان من اخبار الآحاد : وجب قبوله واعتقاده.
3- ما اختلف فيه من اصول الدين : فمرده على الله ورسوله ( الكتابي والسنة)
4- اصول الدين والعقيدة توقيفية قد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرىن والسنة : وعليه فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
5- لا يجوز تأويل نصوص العقيدة ولا صرفها عن ظاهرها بغير دليل شرعي ثابت.

المبحث الأول
تعريف الإيمان لغة واصطلاحا
أولا تعريف الإيمان لغة :
الإيمان لغة: التصديق وقيل الثقة والطمانينة والإقرار.
والصحيح أن الإيمان في اللغة ليس مرادفا للتصديق لان هناك فروقا بين الإيمان والتصديق سواء في اللفظ والمعنى خبرا او انشاء.
الفروق باللفظ: أن التصديق يتعدى على نفسه . والإيمان لا يتعدى على نفسه بل غيره. فنقول مثلا : صدقته ولا نقول : آمنته. بل نقول آمنت به او آمنت له .
أما الفروق في المعنى:
1- ان التصديق أعم في المتعلق :
فكل خبر يقال له صدقت أو كذبت , أما لفظ الإيمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن غائب.
2- الإيمان اوسع في المدلول:
لان لفظ الإيمان يضم معاني الحب والموالاة وضده الكفر الذي يضم معاني البغض والمعاداة , والتصديق والتكذيب يخلوان من هذه المعاني .
3- أن لفظ الإيمان في اللغة لا يقابل بالتكذيب كلفظ التصديق .
فليس الإيمان هو التصديق فحسب وإنما هو تصديق وزيادة وهي الامن والطمأنينة فهو متضمن للالتزام بالمؤمن به .
تعريف الإيمان شرعا:
الإيمان في اصطلاح الشرع : هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان ويشتمل على قول القلب واللسان , وعمل القلب واللسان والجوارح.
اولا : قول القلب: وهو تصديقه واعتقاده وإيقانه .
ثانيا: قول اللسان , وهو النطق بالشهادتين , شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله والإقرار بلزومها.
ثالثا: عمل القلب , وهو النية والإخلاص والمحبة والإنقياد والإقبال على الله عز وجل والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه.
رابعا: عمل اللسان وهو العمل الذي لا يؤدى إلا باللسان , كتلاوة القرآن وسائر الأذكار من التسبيح والتحميد والتكبير والدعاء….
خامسا : عمل الجوارح : وهو العمل الذي لايؤدى إلا بها , مثل القيام والركوع والسجود والحج والجهاد.
والإيمان يشمل :
كل ما اخبر الله تعالى به في كتابه , او أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب والشهادة جملة وتفصيلا ومن ذلك الإيمان بالله تعالى وتوحيد ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته وكذلك بقية الأركان الستة.

زيادة الإيمان ونقصانه
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية, وعليه إجماع أئمة السنة.
والأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه كثيرة جدا وهي في القرآن فقط اكثر من عشرة أنواع.
الإستثناء في الإيمان
الإستثناء في الإيمان : هو قول الإنسان انا مؤمن إن شاء الله .
ويجوز الإستثناء باعتبار وتركه باعتبار.
أما ترك الإستثناء: فإن المستثنى إذا أراد الشك في أصل إيمانه , منع من الإستثناء.
وأما جواز الإستثناء وهو الأصل: فلا اعتبارات أخرى .
ومسوغات جواز الإستثناء عند السلف خمسة:
1- ان الإيمان المطلق شامل لكل ما أمر الله به والبعد عن كل ما نهى عنه ولا يدعي أحد أنه جاء بذلك كله على وجه الكمال والتمام.
2- أن الإيمان النافع هو المتقبل عند الله .
3- الإبتعاد عن تزكية النفس .
4- أن الإستثناء يصح أن يكون حتى في الأمور المتيقنة غير المشكوك فيها أصلا.
5- أن المرء المسلم لا يدري بم يختم له , فيستثنى خوفا من سوء الخاتمة, ويسأل الله حسن الختام.
فالمرء يستثنى ليس لأجل الشك في أصل الإيمان وإنما هو تركا لتزكية النفس والشهادة لها بتكميل الأعمال .

في الإيمان بالله تعالى
الإيمان : هو الإعتقاد الجازم بان الله تعالى رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق وحده المدبر والذي يستحق العبادة وان كل معبود سواه فهو باطل وانه سبحانه المتصف بصفات الكمال ومنزه عن كل نقص وعيب.
وهذا هو التوحيد بانواعه الثلاث : توحيد الربوبية , توحيد الالوهية و توحيد الاسماء والصفات.
الإيمان بربوبية الله تعالى
الإيمان بالربوبية : هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى وحده رب كل شيء ومليكه وانه الخالق للعالم المدبر المحيي المميت وهو الرزاق ذو القوة المتين.
وكلمة الرب في اللغة هي: المالك والسيد والمدبر والمربي والقيم والمنعم.
وأما الرب كونه اسما من أسماء الله تعالى ف: هو رب كل شيء أي مالكه وله الربوبية على جميع الخلق لا شريك له .
أدلة الإيمان بالربوبية :
قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين ) تشمل التوحيد بانواعه الثلاث الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
1- دلالة الفطرة : وهو ان كل إنسان يولد على الفطرة , لهذا اقروه المشركين.
2- دلالة الأنفس: لو امعن الإنسان النظر في نفسه وما فيها من العجائب لعلم أن وراء ذلك ربا حكيما عليما خالقا.
3- دلالة الآفاق: لو تأمل الإنسان الآفاق وما أودع الله فيها من الغرائب والعجائب لأدرك قدرة الله وحكمته.
إنكار الربوبية
لم ينكر ربوبية الله تعالى إلا شواذ من البشر تظاهروا بانكار الرب مع اعترافهم في باطن أنفسهم وقرارة قلوبهم وإنكارهم له إنما هو من باب المكابرة كما ذكر الله سبحانه عن فرعون .
الإيمان بألوهية الله تعالى
الإيمان بالألوهية : هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة .
ويسمى باعتبار اضافته إلى الله تعالى بتوحيد الألوهية , وباعتبار إضافته إلى الخلق بتوحيد العبادة أو توحيد الله بافعال العبادلانه مبني على اخلاص القصد في جميع العبادات بإرادة وجه الله تعالى .
( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )
وهذا الذي من اجله خلق الله الجن والإنس ومن أجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وهو أول دعوة للرسل وآخرها.
توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية.
الألوهية معناها العبادة ولهذا يسمى توحيد العبادة.
شهادة أن لا إله إلا الله
معنى شهادة لاإله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله :أي لا أحد يستحق أن يعبد إلا الله .
وهذي الكملة العظيمة تشنل ركنين:
الاول: النفي : وهو نفي الإلهية عن كل ما سوى الله ( لا إله)
الثاني: الإثبات: وهو إثبات الإلهية لله تعالى (إلا الله)
فهذه الكلمة هي حقا : كلمة التوحيد, العروة الوثقى , وكلمة التقوى وهي حق الله على جميع العباد وهي اول واجب وآخر واجب وهي سبب لعصمة دم المسلم وماله وعرضه إلا بحقها.
شروطها ونواقضها:
أما شروطها:
1- العلم بمعناها الذي تدل عليه : فيعلم إنه لا احد يستحق العبادة إلا الله.
2- اليقين المنافي للشك: ان يؤمن إيمانا جازما بما تدل عليه الكلمة ولا يكفي الإيمان فيه إلا علم ويقين لا الظن ولا التردد.
3- القبول المنافي للرد: فيقبل بقلبه ولسانه جميع ما دلت عليه هذه الكلمة.
4- الإنقياد المنافي للترك: فينقاد لجوارحه وجميع ما دلت عليه هذه الكلمة من عبادة الله وحده.
5- الصدق المنافي للكذب: وهو أن يقول هذه الكلمة صدقا من قلبه يوافق قلبه لسانه .
6- الإخلاص المنافي للشرك: فلابد من تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
7- المحبة : فلابد للمسلم ان يحب هذه الكلمة ويحب كل ما دلت عليه ويحب اهلها والعاملين بشروطها.

نواقض (لا إله إلا الله):
وهي نواقض الإيمان والتوحيد وهي كثيرة وتجتمع في 3 نواقض رئيسية:
1- الشرك الأكبر.
2- الكفر الاكبر.
3- النفاق الإعتقادي.
العبادة
العبادة في اللغة: الذل . يقال طريق معبد إذا كان مذللا قد وطأته الأقدام .
واما العبادة شرعا: اختلفت عبارات العلماء بها
منها: ما أمر به شرعا من غير إطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي.
وهي: كمال الحب مع كمال الخضوع .
وهي : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة . وهذا التعريف أدق وأشمل.
فالعبادة المأمور بها تتضمن معنى الحب ومعنى الذل وهي تتضمن 3 اركان:
المحبة , الرجاء والخوف, ولابد من اجتماعها.
فعبادة الله تعالى بالحب فقط: هي طريقة منحرفي الزهاد.
وعبادته بارجاء وحده: طريقة المرجئة .
وعبادته بالخوف فقط: طريقة الخوارج.
والمحبة المنفردة عن الخضوع لا تكن عبادة فمن أحب شيء ولم يخضع له لم يكن عابدا.
فيجب صرف العبادة بجميع أنواعها لله تعالى وحده لا شريك له فمن صرف منها شيئا لغير الله فقد أشرك الشرك الاكبر وأذنب الذنب الذي لايغفر إلا بالتوبة .
أساليب القرآن الكريم
في الدعوة إلى الإيمان بألوهية الله تعالى
1- أمره سبحانه بعبادته وترك عبادة ما سواه.
2- إخباره سبحانه أنه خلق الخلق لعبادته .
3- إخباره أنه أرسل جميع الرسل بالدعوة إلى عبادته والنهي عن عبادة ما سواه.
4- الإستدلال على توحيد الألوهية بانفراده بالربوبية والخلق والتدبير .
5- الإستدلال على وجوب عبادته سبحانه بانفراده بصفات الكمال وانتفاء ذلك عن آلهة المشركين .
6- ومنها تعجيزه لآلهة المشركين .
7- تسفيه المشركين الذين يعبدون غير الله .
8- ومنها بيان عاقبة المشركين الذين يعبدون غير الله .
9- ومنها رده سبحانه على المشركين في اتخاذهم الوسائط بينهم وبين الله تعالى.بأن الشفاعة ملك لله سبحانه لا تطلب إلا منه.
10-ومنها انه بين سبحانه أن هؤلاء المعبودين من دونه لا يحصل منهم نفع لمن عبدهم من جميع الوجوه.
11-ومنها أنه سبحانه ضرب امثلة كثيرة في القرآن يتضح فيها بطلان الشرك.
الإيمان باسماء الله تعالى وصفاته
1- توحيد الربوبية : جحده المعطلة الذين انكروا وجود الله كالدهرية والملاحدة والشيوعية في العصر الحاضر وإن كان جحودهم إنما هو مكابرة منهم .
2- توحيد الالوهية : فقد جحده اكثر الخلق , وهو سبب بعث الله الرسل .
3- أما توحيد الأسماء والصفات :
فقد جحده الجهمية والمعتزلة وغيرهم.
وهذا القسم داخل في توحيد الربوبية لكن لما كثر منكروه أفرد بالبحث وجعل قسما مستقلا.
والمراد بتوحيد الأسماء والصفات : هو إثبات ما أثبته الله لنفسه او أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله من صفات النقص.
المطلب الأول : طريقة اهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته .
1- طريقتهم في الإثبات : هي إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
2- طرقتهم في النفي : نفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات النقص مع اعتقادهم ثبوت كمال ضد الصفة المنفية عن الله عز وجل.
3- طريقتهم في ما لم يرد نفيه ولا إثباته في الكتاب والسنة : لتوقف في اللفظ والإستفصال في المعنى.
اما اللفظ : فيتوقفون فيه فلا يثبتونه لعدم ورده ولا ينفونه لأنه قول على الله بغير علم .
وأما معناه : فيستفصلون عنه: فإنه أريد به باطل ينزه الله تعالى عنه: ردوه ,وإن أريد به حق لا يمتنع على الله تعالى: قبلوه.

أقسام الصفات
1- صفات ذاتية :
وهي التي لم يزل ولا يزال الله تعالى متصفا بها كالعلم والقدرة والحياة والسمع والبصر … ونحو ذلك من الصفات العلى التي هو من لوازم ذاته تعالى .
2- صفات فعلية :
هي الصفات المتعلقة بمشيئة الله تعالى وقدرته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها , كالمجيء والنزول والغضب , والفرح , وتسمى: الصفات الإختيارية أو الأفعال الإختيارية .
3- ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر :
كصفة كلامه تعالى فإن الكلام باعتبار أصله ونوعه صفة ذاتية لأنه تعالى لم يزل ولا يزال متكلما وباعتبار آحاد الكلام وأفراده صفة فعلية لأن الكلام يتعلق بمشيئته سبحانه.

قواعد مهمة في توحيد الأسماء والصفات
1- القول في الصفات كالقول في الذات : من حيث الثبوت ونفي المماثلة وعدم العلم بالكيفية .
2- القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر .
3- الإتفاق بالأسماء لا يقتضي التساوي في المسميات.
كما دل في ذلك: السمع والعقل والحس.
أما السمع:قوله تعالى(إن الله نعما يعظكم به إن اللع كان سميعا بصيرا) ونفى أن يكون السمع كالسميع والبصر كالبصير (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وأما الدليل العقلي: فإن صفة كل موصوف تناسبه لا يفهم منها ما يقصر عن موصوفها او يتجاوزه.
واما الحس: إذا علم أن الإشتراك في الإسم والصفة في المخلوقات يستلزم التماثل في الحقيقة مع كون كل منهما مخلوقا ممكنا, فانتفاء التلازم في ذلك بين الخالق والمخلوق أولى وأجلى والتماثل ممتنع غاية الإمتناع.
فالقدر المشترك بين الأسماء والصفات لا يستلزم التشبيه, وهما:
نعيم الجنة: هناك اسماء في الدنيا دالة مسميات الجنة من طعام وشراب ولكن لا تستلزم الإتفاق.
الروح التي فينا: والتي بها الحياةفإذا كانت الروح حقيقة واتصافها بما وصفت به في الكتاب والسنة حقيقة مع انها لا تماثل الاجسام المشهودة كان اتصاف الخالق بما يستحقه من صفات الكمال مع مباينته للمخلوقات من باب اولى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.