|
أخواتي الغاليات طالما الكثيررر منا يشعر بالضيق والهم او الكرب والحزن
ولايكاد احد ما على وجه الارض ومحال ذلك إلايكون قد اصابه الهم والكدر
يلتفت يمنة ويسره يبحث عن المخرج والملاذ الأمن لما هو فيه
يتجرع مع كل يوم جديد مررارة ألم ما يعاني منه او ما اهمه
وظن ان لامخرج من الله الا اليه وضاقت به عليه الارض بما رحبت
ولو تفقن كثيرر منا ان الهموم والكروب لامخرج منها الا بالعوده الا الله
فمن رحمة الله بعباده ابتلائه لهم باي هم او كرب يملئ ذلك القلب ليعلم الله من يرجع اليه ومن يؤمن به ويدعو بالفرج ويزاد قربا من الله ويعلم ان الله وحده هو المنجي
فهو القائل { أفحسب الذين آمنوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون .. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }
حين يبتلي الله عباده فمعنى ذلك ان الله اراد بك خير لعلكي لمن تفطني اليه اراد ان تعودي اليه
اراد منكي ان تستشعري عظمة الله وانكي خلقتي ضعيفه لامنجا من الله الا اليه ارادك ان تتركي كل مايغضبه من معاصي وذنوب
فالهمووم والاحزان هي نتاج فعلي لكل ذنب ومعصيه
كثيررر منا يظن بقرراة نفسه انه من المحسنين وانه ممن يقيم شرع الله وأنه من الملتزمين
ويقولون نحن اطعنا الله واقمنا الصلاه ونصوم ولا اسمع الغناء ولكنها كثيررا ما تحمل غلا بقلبها لأخت لها وتحسدها على ما اتاها الله من فضله
واخرى تحسب أنها من المحسنين وهي بكل مجلس تذكر الناس بالسوء وتغتاب وتحسبه هينا وهو عند الله عظيم
واخرى تظن انها محسنه وهي تشن حربا عوجاء ظالمه على والدي زوجها واهله وتريد ان يفرج الله عنها او ان يرزقها الله او ان يستجاب لها
حتى وان كانو حقا فيهم اي نوع من الشده فلا ينبغي القطيعه أو مقابلة الاساءه بالسوء والظلم والعدوان فلابد أن نتبع رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما أتته هند بنت عتبه وقد مثلت قبل إسلامها بجثت عمه حمزه وحزن الرسول عليه حزنا شديدا شديدا فلما أتت تبايعه غطت وجهها ولم تكن قد نزلت اية الحجاب حتى لايعلم بها الرسول صلى الله عليه وسلم ويعاقبها او يقتص منها
فلما سمع صوتها رسوال الله قال من هند بنت عتبه فخافت وقالت كن خير أخذ يارسول الله فقال بابي وامي وروحي قبل ذلك له فداء صلى الله عليه وسلم عفا الله عنكي ياهند قالها ثلاثا
فبالله عليكم لو في زمماننا هذا وحصل لأحد منا هذا الموقف ما موقفنا
لذا اخواتي الغاليات لم يبتلي الله ايا منا بهم او كدر إلا انا الله احبكي فانتي من الموحدين لله
لكن الله أرادكي أن تعودي اليه وتتركي كل معصيه وان يسمع صوتك وان تلحي بالدعاء له
(وما أصابكم من مصيبه فبما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير)
كل هم وكل بلاء وكل مشكله عند الله منها المخرج ان اتبعتي رضوانه وعملتي صالحا واخلصتي النيه لله وحده بأن تتركيها ما دمتي على وجه هذه الدنيا وان تقيمي حددوده وان لاتبيتي النيه فقط حتى يزول مابكي وتعودي للذنوب فربي يعلم ماتخفين في صدرك فهو القائل
(وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )
فلا تجعليها لكشف ضر فيعقبكي الله نفاقا الى ان تلقيه فتخسري الدنيا والاخرة والاخرة خير وابقى
واعلمي ان من(من يتق الله يجعل له مخرجا )
ولعلكي تقولين ان كثيررر مما يقيمون المعاصي هم في خيرر والله بتفضل عليهم بكل خير
وانا اقوول لكي لعله إستدراج من الله لهم ليعلم هل يتمادون بعصيانهم لله ولايشكرونه فيكون أخذهم أليم شديد لدرجة أنك لو كشفت لك الحجب لقلتي الحمد الله اني لم أكن منهم وان الله ابتلاني ورجعت اليه وكشف مابي ولم اكن منهم ممن تنزلت عليهم انواع النعم ولم يعرفو نعمة الله عليهم وعصوه فعاقبهم بغته وهم لايشعرون فهو القائل("فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله)
أختي الغاليه اعلمي والله ان الله بيده كل شي وهو لايعجزه اي شيء في الارض ولافي السماء فإن ابتليتي بأي كرب او بلاء فعلمي ورب الكعبه ان الله احبك اراد لكي الخير اراد منكي ان يسمع دعائك ارادكي ان تتركي كل ذنب وان تحسني للناس وان تشعري بمن حولك
الله يستحي من العبد اذا رفع يده ان يردها صفرا واعلمي ان الله يستجيب لك ان استجبتي له فهو يقول ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) اي ان اردتي ان تسجاب دعوتك فستجيبي لأوامره
الله كريم عند حسن ظن العبد به كثيررا مانسمع الان بقانون الجذب وان الانسان ان كانت ايجابيا في افكاره ويعتقد بذلك في قررارة نفسه ان ذلك الامر سياتي او يفرج عنه وتقام دورات تدريبيه بذلك بان ما يعتقده الشخص بداخله يستطيع جذبه وفعلا يحدث
وهذ ا ماعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ان الله يقول (أنا عند ظن عبدي بي ان خيرا فخير وأن شرا فشر)
بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ، ومنه قوله – عليه الصلاة والسلام – ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي ، وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده ، كما قال الأول :
وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع
وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن .
وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي – صلى الله عليه وسلم
وأصحابه في غزوة أحد : {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }
وقال عن المنافقين والمشركين : {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء)
لذا اختي الغاليه انا اجزم ان انتي تركتي كل ذنب واقمتي كل حدوده واحسنتي جميل خلقك مع الناس لانه اعلى مراتب الايمان لقوله صلى الله عليه وسلم (يبلغ أحدكم بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) والتي كثيرر ما افتقدوها الناس واسائو لمن حولهم ولمن يحسنو اليهم ويرحموهم وان كانو مسيئين لهم لابد من ان نكون احسن منهم لنبلغ تلك الدرجه
اجزم ان الله لن يخيبك وان الله سيرفع ما بك وسيحقق ما تأملتي منه ان عملتي بما سبق واحسنتي الظن به
واعلمي ان الاخره والله هي خير وابقى لاتجعلي همك فقط عرض الدنيا اعلمي ان الدنيا سنغادرها فعملي لجنه عرضها السموات والارض اعدت للمتقين
ومع هذا اكررر ان جعلتي الله ورضاه اكبر همك سيجعل الله لك بعد عسر يسر فرسول الله يقول (لن يغلب عسر يسرين )
وفي الحديث القدسي وهو مايكرره الشيخ محمد النابلس دائما
(يا ابن آدم، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد ولا تعلمنِي بما يصلحك، أنت تريد وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد.
ما من مخلوق يعتصم بي من دون خلقي أعرف ذلك من نيته، فتكيده أهل السماوات والأرض إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا، وما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا جعلت الأرض هوياً تحت قدميه، وقطعت أسباب السماء بين يديه)
نعم والله اختي الغاليه ان رحمة الله لن تكون الا مع المحسنين المتبعين رضوان الله ويقيمون حدوده ولايعصونه
الله رحمته وسعت كل شي وهو اقرب ماتكون ممن اطاعوه واحسنو للناس وتراحمو بينهم (ما يفتح الله للناس من رحمه فلا ممسك لها)
لذا ثقي غاليتي ان اتبعتي رضوان الله واكثرتي من ذكره وخصوصا الاستغفار لان مهما عملنا نظل ماقصرون جدا وقمتي اخر اليل ودعوتي الله فلن يخيبك الله ولن يردك لكن بيقين وحسن ظن به
أسال الله ان بفرج عنكي وان يجعل الخيرر كله يساق اليكي من حيث لاتدرين ولاتحتسبين وان يرسل لكي رحمة من عنده تبدل حالك
أسال الله ان بفرج عنكي وان يجعل الخيرر كله يساق اليكي من حيث لاتدرين ولاتحتسبين وان يرسل لكي رحمة من عنده تبدل حالك