|
والطفل المعاق يشعر بالضعف وفقدان عناصر القوة, كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان, ولذا حثت الشريعة الإسلامية على إشباع حاجاته ورتبت الأجر العظيم لكل من يسدي المعروف.
بناء الشخصية الاجتماعية للطفل:
يعتمد بناء الشخصية الاجتماعية على شقين, الأول: إشباع حاجاته النفسية, والثاني: إعداده لممارسة حياته المستقبلية.
(أ) إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية:
إن هذه الحاجات قد يعيش الإنسان بدونها، ولكن لن يكون شخصًا سويًا إذا فقدها أو فقد بعضها، وتتمثل فيما يلي:
حاجته إلى الاحترام والتقدير والاستقلال: وإشباع هذه الحاجة يعني قبوله اجتماعيًا وزرع الثقة به وإكتساب ثقته, وهذا ما قرأناه في سيرة النبي [ كسلامه على الصبيان واحترام حقوقهم في المجلس.
والاحترام للطفل المعاق لابد أن يكون نابعًا من قلب الوالدين وليس مجرد ظاهرة جوفاء, فالطفل يفهم النظرات الجارحة والمحتقرة ويفرق بين ابتسامة الرضا والاستهزاء والسخرية.
واحتقار الطفل يشعره بالغربة بين أسرته ومجتمعه, والرغبة في العزلة, ومن جهة أخرى يهمش ويصبح منبوذًا.
والطفل المعاق يحتاج إلى الاستقلال في تفكيره وفي تصرفاته, ويحس أنه واحد من المجتمع له رأيه وتفكيره, ويحب أن يعتمد على نفسه، وهذا سيدعم ثقته بنفسه وتكيفه مع المجتمع.
حاجته إلى الحب والحنان: وهي من أهم الحاجات النفسية, ولذا حفلت السنة بكثير من مظاهر هذا الحب, وتختلف وسائل إشباع هذه الحاجة في كل مرحلة, بل إن الطفل المعاق لفي أمس الحاجة إلى الحنان والحب والعطف والرحمة سواءً داخل البيت أو خارجه, وعدم إشباع هذه الحاجة للطفل المعاق تؤدي إلى انعدام الأمن, وعدم الثقة في النفس, فيصعب على الطفل التكيف مع الآخرين, ويصاب بالقلق والانطواء والتوتر.
وكذلك إذا كانت هناك فجوة بين الطفل والمجتمع, فالمجتمع أيضًا له دور في غرس الحب والحنان في نفس الطفل المعاق, ويعامل على أنه عنصر فعال في المجتمع له ماله وعليه ما عليه.
حاجته إلى اللعب: الطفل المعاق يحتاج إلى اللعب, وخاصة في سن الطفولة؛ لأن اللعب يحقق له فوائد نفسية وبدنية واجتماعية نذكر منها:
يتعلم الخطأ والصواب أثناء اللعب سواءً بمفرده أو مع زملائه.
يبني علاقات اجتماعية عن طريق اللعب الجماعي.
يتعلم الأخلاق الحسنة مثل: الصدق, العدل, الأمانة عن طريق اللعب الجماعي.
يتعلم التعاون والأخذ والعطاء واحترام حقوق الآخرين.
اللعب ينمي المهارات المختلفة للطفل كالذكاء والفطنة.
(ب) إعداده لممارسة حياته المستقلة:وهناك وسائل تساعد على ذلك, نذكر منها:
احترام الطفل المعاق, وهذا الاحترام يحمل على إكرام الطفل, وعدم السخرية منه, لأن هذا أمر الله وقدره, بل إن احترامه يقتضي الثناء عليه وتشجيعه, وتعزيز ذلك بالهدايا والمكافآت, ونحاول أن نستشيره في بعض الأمور, ونحسسه أنه واحد من المجتمع.
تكليفه ببعض الأعمال: نحاول أن نستغل رغبة الطفل المعاق, ونحاول أن نترك له الحرية في التعبير والعمل, والرأي والنقد, ونشاركه في الرأي, بالإضافة إلى تكليفه ببعض الأعمال التي تناسب سنه وصحته مثل؛ ترتيب الغرفة, استئمانه على بعض الأمور, وتكليفه بالبيع والشراء…,
اختلاطه بالناس, كحضور المجالس, وزيارة الأحباب والأقارب؛ لأن هناك أمور وجوانب لن تتضح إلا إذا خرج الطفل والتقى بالغرباء لتنمو شخصيته ويكبر في عين الآخرين ويحترم.
تقوية إرادة الطفل, واحترام رأيه واستشارته, وعدم احتقاره وإهانته, لأن ذلك يجعل الطفل يحتقر نفسه ويتعود الذلة والمهانة ولابد أن نعوده على الصبر وقهر الهوى ومخالفة النفس, لأن النفس بذلك تشعر بالعزة وعلو المهمة.
تعليقه بالقضايا العالية, كحثه على طلب العلم, ليصبح في المستقبل ذو شأن ومكانة، وليس العلم مقتصرًا على الطفل العادي, ونحاول أن نربط بالقدرات العالية الهمة, بتعليمه سير الصحابة والسلف الصالح من ذوي الهمة العالية والتضحية في سبيل الله, وذوي الخلق العالي.
كيفية التعامل مع الطفل المعاق:
الطفل المعاق, يحرم من أغلى شيء يملكه وهو صحته, حيث تتأثر شخصيته وانطباعه ولتفادي الأضرار الجانبية, يجب أن نرفق على هذا الطفل, ونحسسه أنه فرد فعال في المجتمع مثل باقي الأطفال ويحسن انشغاله باللعب والهوايات التي تناسب وضعه.
احترام الطفل والنظر إليه نظرة حب ورحمة, وأن يشعره أهله, بالذكاء والمواهب الأخرى حتى يزول شعوره بالنقص, ويجب أن يعامله الذين من حوله, معامة طيبة مبتعدين عن الاستهزاء والتحقير.
إعداده ليمارس مهنة ليكسب منها قوته, وذلك بالاستفادة من قدراته العقلية والبدنية ومحاولة تنمية مواهبه بالتشجيع والتدرج.
مراقبة ميول الطفل المعاق وتنمية مواهبه, بحيث يجد في المنزل ماينمي مواهبه ويصقلها, ويعدها للبناء والإفادة, ويجد من يوجهه لما يناسبه ويلائمه.
تنمية الجرأة الأدبية في نفس الطفل, وذلك بإشعاره بقيمته, وزرع الثقة في نفسه, حتى يعيش كريمًا شجاعًا صريحًا جريئًا في آرائه في حدود الأدب, مما يشعره بالطمأنينة, ويكسبه القوة والاعتبار بدلاً من التردد والخوف والذلة والصغار.
التدريب على اتخاذ القرار, ويعمل الأب على وضع الابن في موضوعات التنفيذ وفي المواقف المحرجة, التي تحتاج إلى حسم الأمر والمبادرة في اتخاذ القرار, ويتحمل ما يترتب عليه, فإن أصاب شجعه وشد على يده, وإن أخطأ قومّه وسدده بلطف, وهذا يعوده على مواجهة الحياة والتعامل مع المواقف المحرجة.
منقوووووووول
يعطيج العافية
بارك الله فيج على نقله