|
______________________
الإبتلاء سُنّة الله في خلقه
والعبد لابد أن يُوطِّن نفسه على الفتن والبلايا والمكروهات والأعداء
تأملي في حال الخلق !
من ابينا آدم عليه السلام مروراً بالأنبياء وخاتمهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
والصحابة ومن نهج نهجهم من العلماء والصالحين
كلهم تعرضوا لشتى من الابتلاءات
وقد سُئل الرسول عليه الصلاة والسلام :
يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟
قال : ( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يُبتلى العبد على حسب دينه ،
فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه،
وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ،
فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة ) .
صحيح ابن ماجه : 3265
فما واجبنا إذاً عند حلول المصيبة ؟
أن نقتدي بمن جعلهم الله قدوة لنا وأسوة من الأنبياء والمرسلون والصالحون
( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم )
فالواجب على المسلم
أن يشكر ربه في حال السراء والصبر في عند الضراء
وأن يحذر من الجزع والتسخط ومن الرجوع للوراء
فهذه ليست من صفات المؤمنين بل صفات المنافقين المحرومين
( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين )
فلابد من الصبر أخيّة
والصبر هنا هو حبس النفس على أقدار الله المؤلمة ومنها المرض
فلا بد أن نصبّر أنفسنا جميعاً عما يحرم علينا
من إظهار الجزع باللسان أو بالقلب أو بالجوارح ،
فلا نتسخط على الله بقلوبنا بأن نشعر بأن الله ربنا قد ظلمنا بهذه المصيبة !
ولا نتسخط على الله بألسنتنا فندعو بالويل والثبور أو نسب الدهر أو أو ..
ولا نتسخط على الله بجوارحنا بأن نلطم الخدود أو نشق الجيوب !
هذه حال السخط والعياذ بالله ، حال الهلعين الذين حرموا الثواب ولم ينجوا من المصيبة ؛ بل أصبحوا والعياذ بالله في مصيبتان :
مصيبة في الدين بالسخط ، ومصيبة في الدنيا بالمرض !
قال تعالى : ( وبشر الصابرين )
وقال عز وجل : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
أي يُعطى الصابرون ثوابهم عند الله مضاعف بغير حساب
أي : لا يُقابل بعدد لكثرة ثوابه وفضله عند الله تبارك وتعالى
و باقي الأعمال الصالحة فالحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
أما الصبر أخيّة فإ ن مضاعفته تأتي بغيسر حساب عند الله عز وجل .
أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين آمين
وقال تعالى : ( إن الله مع الصابرين )
دليل على أن الله يعين الصابر ويؤيده حتى يتم له الصبر على ما يحبه الله عز وجل .
إذا كان الله معكِ أخيّة بتأييده لكِ ورعايته ؛ فهل تخافين من ضيعة وخسران ؟!
تعالي اقرأي معي هذه الآية العظيمة :
( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )
قالوا إنا لله : أي إذا أصابتهم مصيبة اعترفوا لله عز وجل بعموم ملكه وأنهم ملك لله
ولله أن يفعل في ملكه ما شاء حسب ما تقتضيه حكمته تبارك وتعالى
فهلا استسلمنا ورضينا بقضاء الله وقدره ؟!
وإنا إليه راجعون : يعترفون بأنهم لابد أن يرجعوا إلى خالقهم فيجازيهم
فإن تسخطوا جازاهم الله على سخطهم
وإن صبروا فإن الله يجازيهم على صبرهم
فالنصبر أخيّة حتى نكون ممن قال الله فيهم :
( أولئك عليهم صلوت من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون )
وقال عليه الصلاة والسلام :
(( إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل ،
فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها )) .
صحيح الجامع : 1625
فالنصبر ولنحتسب الأجر على الله
ولنحسن الظن بالله تبارك وتعالى
فمن أحسن الظن بربه وتوكل عليه حق توكله
جعل الله له في كل أمره يسراً ومن كل كرب فرجاً ومخرجاً ،
فاطمأن قلبه وانشرحت ونفسه وغمرته السعادة والرضى بقضاء الله وقدره وخضوعه لربه جلا وعلا .
أسأل الله عز وجل أن يمنّ عليكِ بالشفاء العاجل وأن يجمع لك بين الأجر والعافية
جمعتها لكِ بتصرف :
من شرح الشيخ العثيمين رحمه الله / رياض الصالحين
وشرح القواعد الأربع للشيخ عبد الرحمن بن مرعي العدني / ط1
جزاج الله خير حبيبتـــي
يزاج الله خير على الموضوع
والدينا دار شقاء والاخره اهم
الحمدالله
الله يجزاج كل خير