|
أتدري ماذا تقول إذا بلغت الأربعين من عمرك؟
الإجابة موجودة في سورة الأحقاف يقول الله تعالى:–
بسم الله الرحمن الرحيم
ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا
حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي
وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي
إني تبت إليك وإني من المسلمين
أتدري ماذا تكون النتيجة؟
في الأية التي تليها مباشرة
أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون
صدق الله العظيم
تفسير سورة الاحقاف الآية 15
«وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْسانًا» أي أمرناه بالإحسان إليهما والحنوّ عليهما، والبر بهما في حياتهما وبعد مماتهما، وجعلنا البر بهما من أفضل الأعمال، وعقوقهما من الكبائر، والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
ثم ذكر سبب التوصية وخص الكلام بالأم لأنها أضعف وأولى بالرعاية، وفضلها أعظم كما ورد في صحيح الأحاديث ومن ثم كان لها ثلثا البر فقال:
«حملته أمه كرها» أي بكرة و مشقة عن الحسن و قتادة و مجاهد يعني حين أثقلت و ثقل عليها الولد
«و وضعته كرها» يريد به شدة الطلق عن ابن عباس
«و حمله و فصاله ثلاثون شهرا» يريد أن أقل مدة الحمل و كمال مدة الرضاع ثلاثون شهرا قال ابن عباس إذا حملت المرأة تسعة أشهر أرضعت أحدا و عشرين شهرا و إذا حملت ستة أشهر أرضعت أربعة و عشرين شهرا.
«حتى إذا بلغ أشده» و هو ثلاث و ثلاثون سنة عن ابن عباس و قتادة و قيل بلوغ الحلم عن الشعبي و قيل وقت قيام الحجة عليه عن الحسن و قيل هو أربعون سنة و ذلك وقت إنزال الوحي على الأنبياء و لذلك فسر به فقال:
«و بلغ أربعين سنة» فيكون هذا بيانا لزمان الأشد و أراد بذلك أنه يكمل له رأيه و يجتمع عليه عقله عند الأربعين سنة:
«قال رب أوزعني» أي ألهمني «أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه» أي رب وفقني لشكر نعمك التي غمرتنى بها في ديني ودنياى، بما أتمتع به من سعة في العيش، وصحة في الجسم، وأمن ودعة، للإخلاص لك، واتباع أوامرك، وترك نواهيك، وأنعمت بها على والدي من تحننهما علي حين ربياني صغيرا.
«و أصلح لي في ذريتي» أي اجعل ذريتي صالحين عن الزجاج و قيل أنه دعاء بإصلاح ذريته لبره و طاعته لقوله:
«أصلح لي» و قيل أنه الدعاء بإصلاحهم لطاعة الله عز و جل و هو عبادته و هو الأشبه لأن طاعتهم لله من بره لأن اسم الذرية يقع على من يكون بعده و قيل معناه اجعلهم لي خلف صدق و لك عبيد حق عن سهل بن عبد الله: «إني تبت إليك» من سيئاتي و ذنوبي «و إني من المسلمين» المنقادين لأمرك.
تفسير سورة الاحقاف الآية 16
«أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ» أي هؤلاء الذين هذه صفاتهم هم الذين يتقبل الله عنهم أحسن ما عملوا في الدنيا من صالح الأعمال، فيجازيهم به، ويثيبهم عليه، ويصفح عن سيئات أعمالهم التي فرطت منهم في الدنيا لماما ولم تكن عادة لهم، بل جاءت بحافز من القوة الشهوانية، أو القوة الغضبية، فلا يعاقبهم عليها، وهم منتظمون في سلك أصحاب الجنة، داخلون في عدادهم.
ثم أكد الوعد السابق بقوله:
«وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُون» أي وعدهم الله الوعد الحق الذي لا شك فيه، وأنه موفّ به.
وهذه الآية كما تنطبق على سعد بن أبي وقاص وعلى أبي بكر الصديق اللذين قيل في كل منهما إن الآية نزلت فيه تنطبق على كل مؤمن، فهو موصّى بوالديه، مأمور أن يشكر نعمة الله عليه وعلى والديه، وأن يعمل صالحا، وأن يسعى في إصلاح ذريته، ويدعو الله أن يوفقه لعمل أهل الجنة.
والله معلومة عجيبة وغافلين عنها ؟
الله يرزقنا الجنة ووالديناا واولادنا والمسلمين اجمعين