تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)

(إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم آمين
.
إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ

أما بعد فحدينا اليوم فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» .

أيها الأخوة الأحباب هذا الحديث القدسي العظيم يشير إلى معنا ساميا سامٍ مبارك وهو أن ولي الله في رعاية الله وحمايته يتولاه الله ويدافع عنه ويبين لنا الطريق إلى هذه الولاية وهذه الرعاية في أداء النوافل والصلوات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ونحن في شهر الطاعة وشهر العبادة وشهر القرب من الله عز وجل فندعوه أولا أن يتولانا جميعا بالحماية والرعاية والكفاية, ويبدأ حديث رب العزة والجلال بقوله: "مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ" وهذه إشارة إلى أن من يعاد رب العزة والجلال هالك وليس هناك أمر جاء فيه هذا التهديد إلى في مقام الربا قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِوَرَسُولِهِوَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَوَلاَتُظْلَمُونَ) (البقرة:278, 279).

ولذلك على كل مسلم أن يراعي هذا المعني الخطير في أمر الربا فالربا هلاك وضياع في الأنفس والأموال والأولاد والله تبارك وتعالى يحارب من يستبيح هذا الربا وليأذن بحرب من الله ورسوله, وكذلك من يعادى أولياء الله وأولياء الله كما نصت الآيات في سورة يونس: (أَلاَإِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْوَلاَهُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:63,62).هذه هي شروط الولية, شروط من يتوله الله أن يكون مؤمنا وأن يكون تقيا والصيام هدفه كما تعلمون هدفه أن يكون المؤمن تقيا يخاطب ربنا المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183). فهاتان الصفتان وهذان الشرطان يتحققان في المؤمن الصائم الذي يراقب ربه ويعمل على أن يصل إلى درجة تقواه, إن الله تبارك وتعالى يدافع عن المؤمنين يدافع عن المتقين من يعاديهم من يقف منهم موقف العداء فهو يقف موقف العداء ممن لا يعجزه شيء في الأرض والسماء ومن أراد أن يكون في هذه الموقف فقد أودي بنفسه إلى الهلاك, "مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ", ورب العالمين يتول الدفاع عن هؤلاء الذين يتولاهم وهو يتولي الصالحين: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَوَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (الأعراف:196) (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (البقرة:257).

الله ولي المؤمنين الله مولي المؤمنين والكافرين لا مولي لهم وإذا أرت أن تسلك هذا الدرب وتحظي بهذه الرعاية وبهذه الحماية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي لنا عن رب العزة والجلال هذا الطريق ويقول ربنا تبارك وتعالي: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ" إن هذه هو القاسم المشترك في القرب من الله تبارك وتعالي أداء الأركان أداء الفرائض في أوقاتها المحافظة على ذلك الخشوع فيها سرعة الاستجابة لأوامر الله تبارك وتعالي هي أعظم الطرق وأقربها في أن يكون العبد قريبا من الله محبوبا لديه وبعد الفرائض يقول: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ" فهو سبحانه يبين لنا متي نكون من المحبوبين لدين متي نكون من المقربين إليه, وهذا الطريق هو طريق النوافل بعد الفرائض وإن كانت ليست واجبة إلا أنها تقربك من ربك وتحببك إلى ربك فربك يحب المتقين وربك يحب المحسنين وربك يحب التوابين وربك يحب المتطهرين وربك يحب المتوكلين هذه الطرق الموصلة إلى حب الله هذه الدرجة العالية الراقية السامية هي أن تنال حب مولاك هذه درجة من أعظم الدرجات قال عنها مولانا: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران:31) [color="black"]فحب الله للعبد يجعل العبد في حماية وحفظ في الدنيا وفي أمان وفي رضا وعدم حزن في الآخرة, قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- للصحابة يوما لَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ [/color]«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ». فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِىِّ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا- يَعْنِى صِفْهُمْ لَنَا – فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- لِسُؤَالِ الأَعْرَابِىِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- «هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِى اللَّهِ وَتَصَافَوْا يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُوراً وَثِيَابَهُمْ نُوراً يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يَفْزَعُونَ وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»

انظر هذا الأمان الأخروي وتلا قول الله عز وجل: (أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
[color="black"]ومن هنا يظهر لنا معاشر الأخوة الأعزاء أهمية صلاة القيام والتهجد بالليل والناس نيام أهمية النوافل التي تعقب الفرائض أهمية النوافل التي تؤدي أناء الليل وأطراف النهار هذه صفقة رابحة وتجارة رابحة مع الله تبارك وتعالي توصلك إلى قربه توصلك إلى حبه وإذا أردت المزيد من ذلك فاعلم أن قراءة كتاب الله وهو الذي نزل في رمضان قراءته بتدبر وبفهم وبوعى وبتعقل توصلك إلى حب الله كذلك النوافل توصلك إلى حب الله وكذلك ذكر الله بصفاته وأسمائه وأفعاله وذكر نعم الله عليك يوصلك إلى حب الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِى بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِى لِحُبِّى». إذا أردت أن تكون محبوبا إلى ربك فعليك بهذه الطرق عليك بهذه الأعمال اشغل نفسك بها بقراءة القرآن بأداء النوافل بكثرة ذكرك لله بتذكر بنعم مولاك عليك بآلاء ربك عليك فما أنت إلا صنعته وما أنت خلقته وما أنت إلا عبده صنعك بيده ويريد منك دائما أن تكون مقبلا عليه فاذكر نعمه عليك فقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها فكيف بك إذا أسدي إليك واحدا معروفا فقد رفعت له طاعة وحبا وودا ورفعت له مودة مستمرة فكيف بك برب العالمين الذي ما من نعمة إلا وهي منه [/color[b]](وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) (النحل:53) (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل:18) [/b]إن نعم الله وآلائه لا حصر لها في الأنفس ولا في الآفاق ومن هنا وجب علينا جميعا أن نعبد الله عبادة حبا وعبادة قرب وعبادة ثقة عبادة تقرب إلى الله نسأل الله أن يزقنا حبه وحب من يحبه وحب عمل يقربنا إلى حبه اللهم إنا نسألك أن تتولانا فيمن توليت وأن تهدي فيمن هديت وأن تجعلنا من المحبوبين إليك وأن تجعلنا من المقربين إليك أسأل الله أن يقبل منا صيامنا وأن يقبل قيامنا وأن يعتق رقابنا من النار وأن يجعلنا أخوة متاحبين على سرر متقابيلين أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم هذا وصلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ونأخذ من هذا شعاراً لنا من هذا الحديث القدسي الشريف (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين).

نقلا عن أ . د / عبدالرحمن البر جزاه الله خير عنا جميعـــا

مع أطيب تمنياتي ،،،

جزاج الله خير وبميزان حسناتج ..
.

جزأإج الله خير .

.

جزاك الله كل خير

يارب تنجح عيالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.