|
هذي دراسة من مدرب كلاب ان شاء الله اتفيدكم
هناك بعض المسائل التي دارت ومازالت تدور حول تدريب الكلاب ، هذه المسائل تناقلتها العامة، بعض منها بمفاهيم وتفاسير غير صحيحة ولكنها في النهاية أصبحت شبه ثوابت، ولذا لزم الأمر أن نعرض لكل منها بقليل من التفسير والإيضاح وتصحيح أي مفاهيم قد تكون خاطئة :
أ.هل يدمن الكلب؟
للإجابة على هذا التساؤل يجب أولا أن نعرف ماهو الإدمان؟ وماهي المواد التي تسببه ؟وماهي أعراضه؟ وماهي أنواعه؟وأخيرا كيف يحدث؟
أولا: الإدمان
الإدمان هو اعتياد الجسم على تناول مادة معينة بحيث يتسبب انقطاعها في إصابة الجسم بأعراض ألم وعدم اتزان ونوع من الهياج قد يؤدي بالمدمن إلى إيذاء نفسه أو غيره ،وتزول هذه الأعراض بمجرد تناول المادة ووصولها إلى الدم ومنه إلى المخ.
ثانيا: أنواع الإدمان
الإدمان نوعان :
1.الإدمان العضوي:
وهو اعتياد الجسم على تناول المادة المخدرة بحيث يسبب انقطاعها في إصابته بالآلام تصل في بعض الأحيان إلى عدم القدرة على تحملها منها الهرش والحك المستمر، احمرار العينين ، إصابة واحمرار الأنف نتيجة كثرة الحك، عدم القدرة على التركيز والميل إلى العنف وهذه المرحلة هي مايسميها الأطباء مرحلة الإنسحاب، أي مرحلة انسحاب المادة من الجسم، أي انتهاء تأثير المادة على المخ.
2.الإدمان النفسي:
وهو اعتياد الجسم على تناول المادة المخدرة بحيث يظل دائما محتاجا إليها ،ولكن حرمانه منها لايؤدي إلى إصابته بأي أعراض عضوية ولا أي ألم جسماني ، وكل ماهناك إصابته بضيق وعدم الشعور بالراحة ،ويمكن في بعض الأحوال يميل إلى الصداع مثل الإدمان على تدخين السجائر.
ثالثا: ماهي المواد المخدرة التي تسبب الإدمان
المخدرات نوعان مخدرات طبيعية (الحشيش – الأفيون – الماريجوانا – البانجو ) ومخدرات تخليقية ( الهيروين – الكوكايين – الحبوب والأقراص المخدرة – الأمفتامين – الكراك )، والفرق بين النوعين هو أن الأول يتناوله الإنسان بالصورة التي خلقه عليها الخالق سبحانه وتعالى، أما الثاني فيجب أن يتدخل الإنسان بتصنيعه وإضافة مواد أخرى إليه معظمها كيميائية ليصبح على الصورة التي نجدها عليه في الأسواق ، فمثلا الهيروين هو أحد مشتقات المورفين ، والمورفين هو أحد مشتقات الأفيون ، ولايمكن تحويل الأفيون إلى هيروين إلا بناءا على تدخل كيميائي وعمليات كيميائية معقدة.
وبعد بيان أنواع المخدرات يجب أن نوضح أن كل أنواع المخدرات ليست بالضرورة أن تكون سببا للإدمان العضوي بل أنه يمكن أن يستمر شخصا ما على تناول مادة معينة من المخدرات ، الحشيش مثلا لأعوام طويلة دون أن يصاب بإدمان عضوي،وإنما كل ماهناك هو اعتياده عليها وهو مايطلق عليه في أسوء حالته الإدمان النفسي ,,,,
وإذا كان الأمر كذلك فماهي المواد التي تسبب الإدمان العضوي:
1.الأفيون وجميع مشتقاته (المورفين – الهيروين وغيرها).
2.الكوكايين، وهو أساسا مسحوق يستخلص من نبات الكوكا بعد إجراء عدة عمليات كيميائية .
3.الأمفتامين – الكراك.
جميع الأدوية والأقراص والحبوب التي تحتوي على هذه المواد أو مشتقاتها تسبب الإدمان في نهاية الأمر إذا ماتم تناولها بدون أي إشراف طبي أو بالمخالفة له .
أما المواد التي تسبب الإدمان النفسي هي:
1.مادة الحشيش، وهي مستخلصة من نبات القنب الهندي .
2.مادة الماريجوانا، وهي أوراق نبات يتم تجفيفها وسحقها وتضاف إلى التبغ.
3.مادة البانجو ،وهي ارخص وأحط أنواع المخدرات ، وهي عبارة عن أوراق شجرة القنب يتم تناولها نفس طريقة تناول الماريجوانا ، وهي تسبب تلف لخلايا المخ على المدى الطويل ، وللعلم خلايا المخ هي الخلايا الوحيدة في الجسم إذا ماتم تلفها لايمكن تعويضها.
رابعا: كيف يحدث الإدمان؟
يحدث الإدمان نتيجة تعاطي أحد المواد التي تسبب الإدمان العضوي ودخول المادة بعد تعاطيها جسم الإنسان واختلاطها بالدم لتصل في النهاية إلى المخ حيث تتأثر بها المستقبلات الحسية الموجودة على قشرة المخ وبمجرد وصولها إلى هذه المستقبلات تحدث أثرها وهو مايسمى بالفقدان الحسي الواعي، أي أن المخ يبدأ في فقدان إحساسه بالزمن على نحو سليم ، وكذلك بالمكان وإلى حد ما يفقد الإحساس بالألم خاصة الألم النفسي الناتج عن مشاكل إجتماعية.
وإذا ماتم تعاطي المادة بأي طريقة من طرق التعاطي سواء عن طريق الإستنشاق أو الحقن أو التدخين أو يقوم الجلد بامتصاصها ( كما يحدث في المخدرات الملصقة على الطوابع البريدية ) فهي في النهاية تصل إلى قشرة المخ وتتأثر بها المستقبلات الحسية ، وبالتالي تحدث آثارها التي تختلف من مادة إلى أخرى وحتى المادة الواحدة فإن تأثيرها يختلف من شخص إلى آخر ، وحتى في الشخص نفسه والمادة نفسها فإن تأثيرها تختلف وفقا لكمية المادة التي تم تعاطيها .
هذا عن كيفية حدوث الإدمان ،فهل هذا مايحدث للكلب ؟ هل يتعاطى الكلب المادة وهل تصل إلى قشرة مخه ؟ الإجابة هي ((لا)).
فالكلب يتعرف على رائحة المادة المخدرة عن طريق شمها وليس تعاطيها أو استنشاقها ، وهناك اختلاف كبير وكبير جدا بين عملية الشم ، وهي عملية تقتصر على شم المادة داخل الحرز الذي يغلفها والتي تنفذ رائحتها منه وبين عملية تعاطي المادة أو استنشاقها، وبالتالي فإن عملية الشم لاتؤدي إلى نقص أو اختفاء المادة المخدرة كما يحدث في عملية الإستنشاق الذي يقوم بها الإنسان وتؤدي إلى تناقص ثم اختفاء المادة نتيجة دخولها أنف الشخص الذي قام بالشم. هذا بالنسبة لعملية الشم أما باقي عمليات التعاطي (المضغ – التدخين – الحقن) فإن الكلب لا يتعرض لها عند تدريبه على المادة، ولكن إذا كان الأمر كذلك وإذا كان الكلب لايتعاطى المادة وإنما يتعرف على رائحتها فقط عن طريق الشم فكيف يتم ذلك؟ يتم ذلك عن طريق مضغ المادة داخل حرز من البلاستيك (كيس بلاستيكي- هوز من المطاط) يسمح بنفاذ رائحتها ، ولكن لايسمح للكلب بتناولها أو الوصول إليها ، فإذا قام الكلب بشم المادة والتعرف على رائحتها ثم درب بعد ذلك على اكتشاف هذه الرائحة أينما كان فلن يصيبه أي خدر لأن المادة في النهاية لم تصل إلى المخ لأنها لم تدخل بالنسبة للإنسان ، فالإنسان لو قام بشم هذه المادة المغلقة داخل حرزها لن يصيبه أي ضرر ولن تصل إلى مخه لأنها لم تدخل جسمه أصلا.
ومما هو جدير بالذكر انه إذا وصل الكلب خلال التدريب أو العمل والتفتيش الخارجي إلى مثلا مادة الهيروين أو الكوكايين بالذات وقام بعقرها فإنه ينفق فورا نظرا لأن المادة سوف تلتصق بلعابه ومتى وصلت إلى لعابه فإنه يبتلعها وبالتالي تصل إلى القلب والمخ بكمية أكبر بكثير من تلك التي يتحملها جسمه وتسبب له صدمة عصبية ونفوق على الفور Over Dose.
وفي نهاية القول يمكن أن نقول وعلى سبيل اليقين أن الكلب لايدمن وأنه في استطاعته أن يمضي على الأقل 6-7 سنوات من عمره الإفتراضي يعمل بمنتهى الكفاءة في شم المواد المخدرة بجميع أنواعها دون أن يدمن أو يصاب بضرر أيا كان .
ودمتم بود
great info