|
الجزر لا يقوي النظر!
اعتاد الناس على تناقل بعض الأخبار والمفاهيم حول العين وسلامتها ربما من خلال خبرات سابقة أو من خلال بعض المعلومات المغلوطة من وسائل غير متخصصة حول تلك المفاهيم يسرنا أن نتحدث إلى سعادة الدكتور محمد عبد الستار استشاري العيون في مركز ابن رشد الطبي ليحدثنا حول بعض تلك المفاهيم.
– نسأل في البداية ضيفنا حول ما يشاع من ان استخدام النظارة الطبية يؤدي إلى الضعف التدريجي للبصر؟
– إن ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة لتعديل عيوب النظر والحصول على الرؤية الجيدة والسليمة مطلب مهم لكل من هو بحاجة، ولذا، فإن من عدم المداومة على استخدامهما بحجة إنها تؤدي إلى إضعاف البصر أمر خاطئ وليس صحيحا لأن المداومة على استخدام النظارة يؤدي إلى أن المخ يعتاد على الحصول على الصورة الأفضل.
الحاسب والعين
– ونسأل ضيفنا حول استخدام الحاسب الآلي لفترات طويلة وتأثير ذلك على العين؟
– عمت استخدامات الكومبيوتر، وهناك أشخاص تتطلب أعمالهم البقاء أمام شاشات الحاسب الآلي ساعات طويلة، ما يصيبهم بالخوف على سلامة عيونهم نتيجة تعرضهم للإشاعات المنبعثة من شاشات الكومبيوتر، ولكن للتوضيح أقول: إن الخطر ليس من تلك الأشعة لأن تأثيرها ضعيف، ولكن الخطر من التركيز الشديد أمامها إذ يحدث نتيجة ذلك التركيز الشديد والانشغال قلة رمش العين وبالتالي عدم توزيع الطبقة الدمعية بانتظام ما يؤدي إلى تعرض العين للإصابة بنوع من أنواع الجفاف الخاص بالقرنية، ولذا ننصح بأن تكون الشاشة على مستوى أقل من مستوى العين بحوالي، 60 درجة حتى لا ترهق العين وعضلات الرقبة.
براءة الجزر
– ونقول لضيفنا: هل صحيح أن الجزر مقو للبصر؟
– فيقول مبتسما: يحتوي الجزر على فيتامين أA هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن عملية الإبصار تقوم على مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تستخدم فيها البروتينات والفيتامينات إلا ان الكمية التي يحتاج إليها الجسم ضئيلة جدا ومتوافرة في كثير من أنواع الطعام؛ لذا فإن الإكثار من أكل الجزر لا يساعد على تقوية الإبصار.
– وننتقل إلى موضوع آخر وهو الجلوس لمسافة قريبة من شاشة التلفاز، وهل هي ظاهرة طبيعية؟
– يقول الدكتور عبد الستار: إن المصابين بقصر النظر بشكل معين لا يمكنهم رؤية التلفاز بشكل واضح من مسافة كافية يضطرون إلى الاقتراب منه بشكل ملحوظ ننصحهم بالتوجه فورا إلى عيادة العيون لتلافي أي مشاكل يمكن ان يتعرضوا إليها من أخطار.
الماء الأبيض والليزر
– ونسأل ضيفنا عن إمكانية إزالة الماء الأبيض باستخدام أشعة الليزر؟
– فيقول: هذا ليس صحيحا؛ لأن الماء الأبيض هو تحول العدسة الشفافة التي بداخل العين إلى جسم معتم يحجب الرؤية، وبالتالي، فإن العلاج يكون باستئصال العدسة جراحيا، وذلك باستخدام الموجات فوق الصوتية أما الليزر فلا يستطيع إزالتها وإنما يستخدم في بعض الحالات بعد العملية عند عتامة المنطقة الخلفية للعدسة.
الماء الأزرق
– ونقول لضيفنا: هل يمكن للبصر المفقود نتيجة الإصابة بارتفاع ضغط العين أو الماء الأزرق ان يعود؟
– من المعروف أن ارتفاع ضغط العين فوق المعدل الطبيعي ينتج عنه تلف خلايا الأعصاب البصرية نتيجة الضمور والعتامة في مجال الإبصار، ويضعف النظر تدريجيا، وفي بعض الأحيان تصاب العين بفقد البصر الكلي إذا لم تعالج مبكرا فإذا عولجت مبكرا بالأدوية المناسبة أو أجري لها جراحة لتخفيف ضغط العين فإن المرض لن يستمر.
ليست دقيقة
يلجأ البعض إلى إجراء فحص النظر باستخدام الحاسب الآلي: فما مدى صحة ذلك؟
– يلجأ البعض إلى إجراء الفحص عبر الحاسب الآلي للعين في بعض المحلات المتخصصة في قياس النظارات، ونظرا لأن الحاسب الآلي يعتبر من أسرع الأدوات المستخدمة في هذا المجال وهي تعطي انطباعا مبدئيا عن حالة النظر والعين إلا انه يؤخذ على تلك الأجهزة عدم دقتها.
استخدامات دوائية
– ما أبرز الاستخدامات الدوائية في مجال طب العيون؟
– يقول ضيفنا: قبل الإجابة عن السؤال أود التوضيح أن المعالجة الدوائية في مجال طب وجراحة العيون لا تقتصر على القطرات والمراهم، كما هو معروف والتي تستخدم في العلاج الظاهري للعيون، بل إن هناك الكثير من الأدوية التي تستخدم لعلاج العيون ومنها الحبوب والإبر، وتنقسم الأدوية المستخدمة في علاج العيون في مرحلة التشخيص الطبي فهناك قطرات تستخدم بالعيادة، ومنها القطرات الموسعة للحدقة في العين للكشف عن الشبكية والأجزاء الداخلية للعين، وكذلك في حالات الكشف عن عيون الأطفال للكشف على القدرة الإنكسارية للعين عن وصف النظارات لهم وينصح بعدم قيادة السيارة بعد استخدام هذا النوع من القطرات نظرا لما تسببه من عدم وضوح في الرؤية لفترة من الوقت بعد استخدامها، وهناك القطرات المخدرة للعين والتي تستخدم لغرض التخدير الموضعي للعين عند الكشف على العين وعند المعالجة الجراحية للعين، ولا تحدث أي مشاكل لأنها تكون تحت إشراف طبي مباشر، وهناك أيضا من بين الأدوية المستخدمة في داخل العيادة لفحص العين إبر الصبغات الوريدية والتي تستخدم لتشخيص أمراض الشبكية، أما الاستخدامات العلاجية للأدوية لمعالجة العين المضادات الحيوية والتي تستخدم على هيئة قطرات أو مراهم سطحية أو مباشرة أو عن طريق الفم أو الوريد أو داخل العين، وينصح باستخدام هذه الأنواع من الأدوية باردة.
أدوية الكورتيزون
– ماذا عن أدوية الكورتيزون في معالجة أمراض العيون؟
– يقول الدكتور محمد عبد الستار: يعتبر الكورتزون من أهم الأدوية المستخدمة في علاج العيون إلا استخدامه دون المتابعة الطبية المباشرة يؤدي إلى تفاقم المضاعفات الطبية ومنها حالات ارتفاع ضغط العين حيث تتحول إلى الإصابة بالماء الأبيض، إضافة إلى نقص المناعة وزيادة الالتهابات الفيروسية والبكتيرية، وفي حالات استخدام الكورتيزون عن طريق الفم والوريد دون متابعة تؤدي إلى الإصابة بالسكري وضغط الدم وهشاشة العظام، وهناك أنواع من الأدوية التي تستخدم لتخفيض ضغط العين وتتنوع بين القطرات والجيل والحبوب والإبر الوريدية وتستخدم في حالات الجلوكوما، وهناك أيضا الإبر العلاجية داخل العين ومنها إبرة الافاستين التي تمنع وتعالج تكون الأوعية الدموية غير الطبيعية في حالات تأثير السكري وتقلل رشح مركز البصر، ومن بين الأدوية المستخدمة في علاج العيون الحبوب والإبر الوريدية لمعالجة أمراض العين.
الجسد الواحد
– ونختتم حوارنا مع الدكتور محمد عبد الستار استشاري العيون بالحديث حول مدى تأثير بعض الأدوية التي تستخدم لمعالجة أجزاء أخرى من الجسم على العين؟
– كثير من الأدوية المستخدمة في علاج أمراض الأجهزة الأخرى في الجسم تترك أثرا ما على العين والعكس صحيح، ولكن بنسب ضئيلة، لذا فإن من الضروري أن يقوم الطبيب بتتبع التاريخ المرضي للمريض، كما أود التنويه هنا على ضرورة أخذ رأي أهل التخصص عند الرغبة في استخدام أي نوع من الأدوية سواء للعين أو الجسم، وعدم صرف الأدوية من الصيدلية دون وصفة طبية وعدم تكرار العلاج دون مشورة الطبيب وعدم تتبادل الأدوية بين الأشخاص؛ لأن ذلك يعرض سلامة المريض للخطر المحقق مع تمنياتي للجميع بالسلامة.