|
عقم الرجال مشكلة تؤرق الكثيرين في عالم اليوم ولاسيما أن الإنسان نزاع بطبعه لحب البقاء وإنتاج الذرية. ومع التقدم الهائل في ميدان الطب في العقدين الأخيرين أمكن التغلب على كثير من مسببات العقم عند الرجال، واستنباط تقنيات لم تكن معروفة من قبل قللت من تأثير المشكلة.
في مقابلة مع الدكتور أسامة صالحة استشاري أمراض النساء والولادة وأمراض العقم وجراحة المناظير بمستشفى دار الشفاء تحدث عن أن هناك أنواعا مختلفة من العقم لدى الرجال منها ما هو مرتبط بضعف الحيوانات المنوية من حيث العدد والحركة، ومنها ما يتم الكشف فيه عن سبب واضح. وقال إنه إن وجد سبب لضعف الحيوانات المنوية فيجب معالجته إما طبيا أو جراحيا، وفي حال عدم وجود سبب واضح لضعف الحيوانات المنوية فإن العلاج يعتمد عندها على حدة الضعف ومدة العقم. وأشار إلى إمكانية علاج حالات الضعف البسيط أو المتوسط (العدد 10-15 مليونا أو الحركة 10-15 %) عن طريق الفيتامينات والمقويات لمدة تتراوح من 3 إلى 6 شهور. أما في حالات الضعف الشديد (العدد 1-10 ملايين أو الحركة أقل من 10 %) عندها يُفضل أن يتم اللجوء إلى طريقة طفل الأنبوب أو الحقن المجهري. وفيما يلي نص الحوار:
{ ما أنواع العقم؟
– هناك نوعان من العقم، الأول مبدئي ويعرف بعدم حدوث حمل لأي من الزوج أو الزوجة من قبل. والعقم الثانوي ويعرف بعدم القدرة على الحمل لمرة أخرى بعد الإجهاض أو الولادة. أما أسبابه فيمكن أن تكون العلّة من الرجل وهي بنسبة (40 %) أو من المرأة وهي بنسبة (40 %) أو الإثنين معاً بنسبة (10 %). كما أنه يوجد حوالي 10 % من الحالات التي لايوجد لها سبب واضح بعد التحاليل الأولية.
{ ما أسباب العقم عند الرجال؟
هناك أسباب وعوامل عديدة يمكن الحديث عنها عند التعرض لموضوع العقم عند الرجال ومنها:
العوامل الوراثية وتتمثل في عدم نزول الخصيتين إلى كيس الصفن ما يؤدي إلى تعرض الخصية للحرارة المرتفعة وبالتالي إلى فشل وظيفة الخصية في إنتاج الحيوانات المنوية، وخلل في الجينات أو الكروموسومات: إما أن يكون الخلل في تكوين الجيناتِ الذكرية الموجودة على الكروموسوم الذكري .(Y Chromosome)أو في عدد الكروموسومات حيث يكون هناك كروموسوم أنثوي زائد (XXY)، ومن العيوب الخلقية الأخرى عدم تكوين الحبل المنوي (البربخِ) الذي ينقل الحيوانات المنوية. أو عيب خلقي في فتحة البول حيث تكون في الجانب السفلي مِنْ القضيبِ، ما يَمْنعَ الحيوان المنوي من الوُصُول إلى عنقِ الرحم إنْ لمْ يُصحّحُ جراحياً.
وأضاف أن هناك بعض أنواع الالتهابات تسبب عقماً مثل، الالتهابات الجنسية وتنتقل عن طريق الجماع مثل السيلان والزهري والكلاميديا. وهذه الالتهابات قد تصيب الخصيتين أو غدة البروستات وتؤدي بالتالي إلى انسداد القنوات الناقلة للحيوانات المنوية، الالتهابات الأخرى مثل الميكوبلاسما أو النكاف التي يمكن أن تُؤثّرُ على الخصيتن وتعيق حركة الحيوان المنوي.
كما أنه توجد حالات صحية أخرى تسبب العقم فإجمالا جميع الأمراض المزمنة كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وفقر الدم المزمن والفشل الكلوي يمكن أن تُؤثّرُ على تكوين الحيوانات المنوية. كما أن الأدوية المستخدمة لعلاج هذة الأمراض يمكن أيضا أن تضعف الحيوانات المنوية. وكذلك المنشطات الهرمونية التى تستخدم من قبل الرياضيين عادة ما تضعف إنتاج الحيوانات المنوية بشدَّة وأيضاً العلاج الكيميائي بالأشعة ((Chemotherapy or Radiotherapy:
وأكمل أن علاج السرطان إما بالأدوية الكميائية أو بالأشعة يُؤثّران على الخلايا التي تُنتجُ الحيوانات المنوية. يمكن أن تَستغرق الخلية ما يقارب العامين لاستئناف الانتاج الطبيعيِ للحيوان المنوي، لكن في بعض الأحيان يكون التأثير شديدا جدا ما يؤدي إلى إتلاف خلايا الخصية فتفقد القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية.
وللتدخين واستخدام المواد المخدرة تأثيرها، فقد يؤدي التدخين إلى ضعف حركة الحيوانات المنوية، ويقلل فترةَ حياتها، وقَدْ يتسبب فى تغييرات وراثية قد تُؤثّرُ على النسلِ. إضافة إلى ذلك، الرجالِ الذين يدخنون قد يعانون من الضعف الجنسي، تعاطى الخمور أو الكوكايين أو الماريجوانا وغيرها من المخدرات يؤدي إلى إنخفاض عدد ونوعية الحيوانات المنوية ولو بشكل مؤقت بمقدار 50 %.
ومن العوامل الأخرى التي تسبب العقم السمنة وسوء التغذية، فالسمنة المفرطة قد تؤدي إلى زيادة حرارة الخصيتن كما أن الهرمون الذكري يتحول إلى هرمون أنثوي في الخلايا الدهنية مما يضعف القدرة الجنسية ويقلل الحيوانات المنوية.
– نقص في بعض المواد الغدائية الهامة مثل فيتامين C وفيتامين E والزنك وحامض فوليك قَدْ يضعف الخصوبة فى بعض الحالات.
{ هل صحيح أن الحرارة المرتفعة تضر بخصوبة الرجل؟
يلعب تعرض الخصيتين للحرارة المرتفعة دوراً هاماً في التسبب بالعقم، إذ أن درجة حرارة الخصيتين الطبيعية C 35 وهي أقل من حرارة الجسم وذلك لوجود الخصيتين خارج تجويف البطن في كيس الصفن. وبدوره يعمل كيس الصفن كمنظم لحراة الخصيتين فيتمدد في الصيف وينكمش في الشتاء. لهذا ينصح بعدم لبس الملابس الضيقة أو الاستحمام بماء ساخن وعدم التواجد في أماكن ترتفع فيها الحرارة كالأفران والمصانع ولحام الحديد. من العوامل الأخرى التي تؤدي إلى زيادة حرارة الخصيتين وجود الدوالي التي تزيد من تدفق الدم إإلى الخصية وتسبب زيادة الحرارة.
وللتعرّض المُزمن إلى المعادن الثقيلةِ والمواد الكميائية تأثيرهما أيضاً، فالتعرّض المُزمن إلى المعادنِ الثقيلةِ (مثل الرصاص، أَو الزرنيخ) أو إلى المواد الكميائية (كالبنزين والغازات والأصباغ) قَدْ يُؤثّرُ على نوعيةِ الحيوان المنوي حيث أن تراكم هذه المعادن في الجسم تعيق وظيفة الإنزيماتِ المتواجدة في الكورومسومات عن العمل وتؤدي إلى حدوث تشوهات في الحيوان المنوي. بالإضافة إلى التأثير على الخصوبةِ، يَعتقدُ بَعْض الباحثين أن التعرّض الشديدَ إلى المواد الكيماوية قَدْ تُساهمُ في أمراضِ سرطان الخصية.
{ وكيف يمكن تحديد السبب من بين كل هذه الأسباب؟
– عند المعاينة الطبية والكشف يجب تحديد ما يلي:
هل أصيب بالتهاب الغدّة اللعابية (النكاف) في الصغر؟ هل أجريت له أي عمليات في الخصية أو الحوض؟ هل أصيب بالتهابات في الجهاز التناسلي (الأمراض المنقولة جنسياً)؟ هل يدخن أو يتناول الأدوية؟ هل يعاني من أي مرض عضوي كداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم؟ ما نوع المهنة التي يزاولها وهل يتعرّض للحرارة العالية أو الأشعة أو المواد الكيميائية؟ ما الفحوصات التي يجب إجراؤها في حالة العقم عند الرجل؟ الفحص الأول هو: إجراء تحليل الحيوانات المنوية، لذلك يجب أن يمتنع الرجل عن الجماع لمدة يومين إلى خمسة أيام قبل إعطاء عينة لفحص الحيوانات المنوية.
وتحليل الحيوانات المنوية يشمل الآتي:
– كمية السائل المنوي: يقذف أكثر الرجالِ من 2.5 إلى 5 ملليلتر من السائل المنوي الذي يحتوي على الحيوانات المنوية.
– تحديد عدد الحيوانات المنوية: العدد الطبيعي للحيوانات المنوية هو 20 مليونا لكلّ ملليلترِ أو أكثر.
– حركة الحيوان المنويِ: بالنسبة إلى الخصوبة الطبيعية يجب ان يتحرك نصف عدد الحيوانات المنوية ويجب أن تكون الحركة سريعة وبخط مستقيم.
– تكوين الحيوان المنوي : يجب أن تكون على الاقل
70 % من الحيوانات المنوية طبيعية في الحجم والشكل.
– اللزوجة: السائل المنوي الطبيعي يذوب خلال 30 دقيقة.
{وما أنسب العلاجات برأيك؟
– إن وجد سبب لضعف الحيوانات المنوية فيجب معالجته إما طبيا أو جراحيا. ولكن في حال عدم وجود سبب واضح لضعف الحيوانات المنوية فيعتمد العلاج على حدة الضعف ومدة العقم. ففي حالات الضعف البسيط أو المتوسط (العدد 10-15 مليونا أو الحركة 10-15 %) يمكن أن تـُُستعمل الفيتامينات والمقويات لمدة 3 إلى 6 شهور. أما في حالات الضعف الشديد (العدد 1-10 ملايين أو الحركة أقل من 10 %) عندها يُفضل أن يُجري المريض طفل الأنبوب مع الحقن المجهري. وهناك حالات أخرى لا نجد فيها حيوانات منوية في السائل المنوي. في بعض هذه الحالات قد يكون هناك سبب واضح لهذا الضعف ولكن في معظم الحالات يكون السبب مجهولا. للحصول على حيوانات منوية في هذه الحالات تؤخذ عينة من الخصية وتـُُفحص بحثا على الحيوانات المنوية التي قد تتواجد بأعداد قليلة في خلايا الخصية.
{ وكيف يمكنكم الحصول على عينة من الخلايا؟
– إن كان سبب عدم وجود الحيوانات المنوية في السائل المنوي هو انسداد القنوات الناقلة للحيوانات المنوية فيمكن سحب الحيوانات المنوية بالإبرة من البربخ حيث تكون متجمعة.
– أما إذا كان الخلل في الخصية عندها تؤخذ العينة من الخصية مباشرة.
وعادة يتم سحب الحيوانات المنوية من البربخ أو الخصية بالإبرة تحت تخدير موضعي. وهذة الطريقة هي الأفضل والأقل ضررا حيث تستخدم إبرة صغيرة لسحب الخلايا من عدة أماكن من البربخ أو الخصيتين. تفحص هذة العينة بدقة تحت المجهر بحثا عن الحيوانات المنوية. في بعض الأحيان لا تكون العينة المأخوذة بالإبرة كافية عندها تجرى عملية جراحية حيث يتم فتح كيس الصفن والخصية وتؤخذ عينة من الخصيتين مباشرة.
وإن وجدت الحيوانات المنوية في خلايا الخصيتين تجمد وتحفظ لكي تستخدم فيما بعد في الحقن المجهري. إن لم نتمكن من الحصول على حيوانات منوية بعد العملية أو إن كانت الحيوانات المنوية الموجودة غير كاملة النضوج فإنه بالإمكان أن يعالج الرجل عن طريق إبر هرمونية لمدة 6 شهور من بعدها تعاد العملية مرة أخرى.
جزاج الله الف خير
يعطيج العافية